الخميس 09/مايو/2024

عملية سلواد تستعيد الشريط الأسود أمام أعين الاحتلال

عملية سلواد تستعيد الشريط الأسود أمام أعين الاحتلال

جاءت عملية إطلاق النار على حافلة للمستوطنين قرب سلواد الليلة الماضية لتستعيد شريط الذكريات الأسود أمام أعين جنود وقادة الاحتلال، لتبعث من جديد حالة القلق في نفوسهم إزاء رعب عاشوه في المكان ذاته.

فقرية سلواد الواقعة شمال شرقي رام الله، تحمل إرثاً عظيماً من المقاومة، جيلاً بعد جيل منذ الثلاثينيات، لذلك لم يكن غريباً عليها أن تحتضن مثل تلك العمليات، وعودة العمل المسلح ضد الاحتلال في الضفة الغربية انتقالاً من جنين ونابلس إلى رام الله.

انطلاقة جديدة

 منذ 25 حزيران الماضي تصاعدت عمليات إطلاق النار بعد إعلان استشهاد الفتى محمد عبد الله حامد، وقد تكررت العمليات التي تستهدف نقاط جيش الاحتلال العسكرية وشارع 60 الاستيطاني، حسب “حرية نيوز”.

وخلال الشهرين الماضيين شنت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في صفوف شبان سلواد، طالت العشرات منهم.

وحوَّل الاحتلال عدداً كبيراً من المعتقلين إلى الاعتقال الإداري، كما أخضع عدداً آخر للتحقيق الذي وصل لنحو شهر، ما يؤكد عبثية هذه الاعتقالات وعدم وصولها للنتيجة التي يسعى لها الجيش.

ويؤكد تكرار عمليات إطلاق النار ونجاح انسحاب منفذيها، على فشل جيش الاحتلال في الوصول إليهم، وعدم نجاح سياسة الردع والعقاب الجماعي.

إستراتيجية جديدة
وبات المقاومون يتبعون إستراتيجيات متنوعة لا تقوم على شكل واحد في تنفيذ عمليات إطلاق النار؛ بدءاً من اختيار الأماكن، والتوقيت، وصولاً إلى استدراج قوات الاحتلال ومعاودة استهدافها.

وتميّزت عملية عيون الحرامية الأخيرة بأن منفذيها اختاروا المكان أولاً، ثم حددوا هدفهم المتمثل بحافلة مستوطنين في طريقها بين مستوطنتين، وذلك بعد انتهاء السبت.

 وتمكن المنفذ من استعادة المكان والزمن الذي يسلبه المستعمر ويستولي عليه، وهو ما تمثل بإعادة فرض الفلسطيني معادلة مكانية زمانية جديدة يقودها ويتحكم فيها متحرراً من السيطرة الاستعمارية.

ويبدو جليًّا مدى عشوائية فعل جيش الاحتلال وتخبطه، سواء بفشله في الوصول إلى المنفذين، أو محاولاته المستمرة بفرض قمع على سلواد واقتلاع مقاومتها التي لا تنفك عن الانبعاث.

وكما تقول ابنة سلواد الصحفية شذا حماد فإن فعلاً مقاوماً واحداً ربما لا يستعيد وطناً، ولكنه يراكم على سابقه، ويبني تاريخياً متواصلاً، والأهم أنه ينشئ حصناً متيناً حول الجغرافية -كسلواد-، ويحددها كبؤرة مواجهة لا تهدأ، ولا يُتوقع فعلها بزمانه ومكانه، وقد احتفظت بعنادها الذي لا يلين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات