المغترب محمود تيسير الجعبري.. واللقاء المؤجل مع والده

وصل الطالب محمود تيسير الجعبري قطاع غزة قبل العدوان الأخير بيومين، بعد عامين كاملين قضاهما في جمهورية مصر العربية لدراسة الطب، وصل غزة الأربعاء، وتأجل لقاؤه بوالده، القائد الكبير في سرايا القدس، بفعل الظروف الأمنية.

يوم الجمعة، الخامس من أغسطس، كان محمود على موعد مع لحظات اللقاء مع والده، لكن أين؟ في غرفة ثلاجات الموتى في مجمع الشفاء الطبي، دقائق مؤلمة لن ينساها طيلة حياته.

يقول محمود: “كنت أتمنى لقاء الوالد وأجتمع به وأسمع توجيهاته ونصائحه لابنه المغترب، إلا أن غدر الاحتلال حال دون لقاء يجمعنا”، معبراً عن ألمه بكلمتين يخففان ذاك الألم: “الملتقى الجنة”.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “والدي عاش مجاهداً مطارداً، ونظرة الوداع كانت أول نظرة لوالدي بعد عامين من الدراسة والغربة خارج الوطن وبعيداً عن أهلي وشعبي”.

وأردف بالقول: “عزاؤنا أنّ والدي الشهيد سخّر حياته من أجل الوطن، وعلينا الاستمرار على نهجه خدمة لشعبنا ووطننا”.

واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي القائد تيسير الجعبري (50 عاماً) في عملية اغتيال غادرة، استهدفته في برج فلسطين السكني، وسط مدينة غزة.

وشنت قوات الاحتلال عدواناً عسكريًّا استمر 3 أيام ارتقى خلاله عشرات الشهداء، وأصيب المئات، ودمّرت خلاله عشرات المنازل والمنشآت الاقتصادية.  

وأكدت عائلة الجعبري، أن استشهاد القائد “أبو محمود” لن يوقف مسيرة العائلة في التضحية ومقاومة الاحتلال والعمل على تحرير فلسطين.

وقال أحد أبناء العائلة في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “اغتيال الاحتلال للقائد أبي محمود لم يكون الأول أو الأخير، فالعائلة قدمت ثلة من الشهداء في سبيل الله، وعملاً على طريق تحرير فلسطين”.

 وذكر أن استشهاد القائد أبو محمود كان صادماً للعائلة، إلا أنه لن يؤثر في عزيمتها وطريقها في مقاومة الاحتلال.

واستذكر تضحيات العائلة، وفي مقدمتها استشهاد القائد أحمد الجعبري (أبو محمد) الذي اغتاله الاحتلال عام 2012م، وهو أحد أعضاء المجلس العسكري لكتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.