الخميس 05/ديسمبر/2024

العدوان على غزة.. خداع إسرائيلي يفجر مواجهة هذه سيناريوهاتها!

العدوان على غزة.. خداع إسرائيلي يفجر مواجهة هذه سيناريوهاتها!

بعد عملية خداع وتضليل ميداني استغرقت 4 أيام، جاء العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة، مستهلاً باغتيال قيادي بارز في سرايا القدس؛ ليفتح الباب أمام سيناريوهات عدة لشكل المواجهة الحالية.

وفي وقت متزامن مساء الجمعة، نفذت قوات الاحتلال الصهيوني، عدوانًا واسعًا على مواقع متفرقة في قطاع غزة، جاء في اليوم الرابع لإعلان جيش الاحتلال حالة التأهب ونشر تعزيزات عسكرية وإغلاق معابره مع قطاع غزة، وسط تهديدات من المستويين العسكري والسياسي في كيان الاحتلال.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، استشهاد 10 مواطنين، منهم طفلة (5 أعوام) وسيدة (23 عاما)، وإصابة 79 آخرين في غارات شنتها طائرات الاحتلال في قطاع غزة.

مواجهة بسقف محدود
ويذهب الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إلى أن الأمور تتجه إلى مواجهة مع الاحتلال الصهيوني، بسقف محدود.

وأوضح القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هناك حالة قلق وارتباك يعيشها قادة الكيان، وحالة توتر أثرت على المستوطنين في “غلاف عزة”، في إشارة إلى إجراءات الاحتلال الأخيرة التي أغلقت مساحات واسعة أمام المستوطنين مقابل غزة مع التخوف من المعادلة التي سعت المقاومة لتكريسها بحالة الربط بين الضفة الغربية وغزة.

وشدد على أن “الجبهة الداخلية” للاحتلال لن تحتمل صواريخ المقاومة في الساعات القادمة، وستعود للوسطاء للتوقف.

وشنت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية على مستوطنات الاحتلال، منها 100 صاروخ استهدفت تل أبيب ومدن المركز (وسط الأراضي المحتلة منذ عام 1948)، وفق بيان سرايا القدس.

مشاركة الغرفة المشتركة
في الساعات القادمة سيتضح -وفق القرا- شكل دخول الغرفة المشتركة والرد، وعمّا إذا كان القسام سيدخل المواجهة مباشرة في المواجهة، والانتقال من إدارتها ودعمها عبر الغرفة المشتركة، وكذلك مستوى رد الاحتلال بالانتقال لاستهدافات أخرى.

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أكدت في بيان لها الجمعة، أن “العدوان الصهيوني على غزة، لن يمر مرور الكرام، وأنّ رد المقاومة قادمٌ، وبالطريقة التي تحددها قيادتها”.

وحمّلت “الغرفة المشتركة”، العدو الصهيوني المسؤولية كاملةً عن العدوان على غزة، مشددة أنها، “لن تسمح له بالتغول على أبناء شعبنا، ولن يفلح بكسر صمود شعبنا ومقاومته”.

وأعلنت أنها “ستبقى في حالة انعقادٍ وتقدير للموقف بالاشتراك مع الأجنحة العسكرية كافة”.

أما كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- فأكدت أن دماء أبناء شعبنا ومجاهدينا لن تذهب هدراً، وستكون لعنة على الاحتلال بإذن الله.

ويرى القرا، أن أكثر ما يقلق الكيان هو دخول فلسطينيي الـ48 للمواجهة، إلى جانب التطورات الميدانية في الضفة الغربية ودخولها على خط المقاومة الفاعلة.

ونفذت قوات الاحتلال -فجر السبت- حملة اعتقالات واسعة في أرجاء الضفة الغربية، في وقت صدرت فيها بيانات من الفصائل تدعو لتصعيد المقاومة، منها مؤتمر صحفي مشترك لكتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى في مخيم جنين أعلن حظر حركة المستوطنين في شوارع الضفة، ومساندة المقاومة في قطاع غزة.

خطة مسبقة!
الكاتب ياسين عز الدين، يقدر أن قادة الاحتلال وصلوا إلى نتيجة أن الوقت يداهمهم، في ضوء تراكم قوة المـقاومة في غزة وانتقالها إلى جنين ونابلس، وخوفهم من انتشارها في جميع أنحاء الضفة، ما سيضع كيان الاحتلال أمام مأزق كبير.

وقال عز الدين، في تعليقٍ تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لهذا كان الاحتلال مبادرًا في الهجوم، ومن الواضح أنها خطة معدة مسبقًا، وليست ردود أفعال غير مدروسة”.

وأطلق جيش الاحتلال على عدوانه اسم “الفجر الصادق” معترفًا بأن السنوات الماضية كانت ليلًا حالكًا على المشروع الصهيوني، وفق تقدير عز الدين.

وأضاف: “تجربتنا مع عمليتهم الفاشلة “كاسر الموج” مؤخرًا تثير الشكوك حول قدرتهم على النجاح هذه المرة”، في إشارة إلى اسم عملية عسكرية أطلقها الاحتلال لوقف مد المقاومة المتصاعد في الضفة الغربية.

حسابات المقاومة حاليًّا دقيقة والخيارات ضيقة، وفق عز الدين، الذي أشار إلى أن المقاومة تسير موحدة، ولا نخاف عليها ولا على غرفــها المشــركة.

ويؤكد أنه لا يجوز ترك غزة تواجه وحدها ولا تحميلها فوق طاقتها؛ فالمواجهة ليست سهلة مطلقًا، لذا كل جهد مطلوب لإسناد غزة من الآن وليس غدًا.

هروب من الهواجس!
الكاتب والخبير الأمني عبد الله العقاد، يذهب، في تعليق له تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن إقدام العدو على المبادرة لاقتراف جريمة اغتيال قائد عسكري من سرايا القدس في غزة، يأتي لـ”الهروب من التوجس الخطيرة الذي سيطر عليه، وتحكم في سلوكه، بل وشلّ قدرته على التفكير الموضوعي، والقراءة الدقيقة للأخطار”.

وأشار إلى أن الحصار الذي فرضه على جنوب كيانه خير دليل على سيطرة التوهم بالخطر الداهم؛ في إشارة إلى تشديدات الاحتلال في الأيام الماضية التي فرضت قيودًا على حركة المستوطنين، وأغلقت الشوارع أمامهم على عمق يمتد عدة كيلومترات مقابل قطاع غزة.

ويؤكد أن الهاجس لدى الاحتلال يضرب أطنابه عليه منذ احتفظت المقاومة بحق الرد بعد عدوانه على المسجد الأقصى في 29-5.

وقال: “حالة التوجس تتفاعل حتى وصلت لمراحل مرضية انعكست على سلوكه بما وصلت إليه من حصار قطعانه، والحديث عما يقرب من مليونَي مستوطن، أخضعهم لحصار متواصل لأربعة أيام متوالية”.

ويشدد على أنه ليس أمام العدو من خيار غير أن يستوعب العقاب الذي ستنزله المقاومة عليه، أو المعركة التي لن تكون له غير الإساءة له والزلزلة بكيانه وأركانه.

سيناريوهات الموجهة
ويحدد المحلل السياسي حسام الدجني في تصريحات متلفزة تابعها مراسلنا، 3 خيارات أو سيناريوهات على طاولة غرفة العمليات المشتركة للمقاومة؛ أولها أن تعطي حق الرد لحركة الجهاد الإسلامي لتفويت الفرصة على “إسرائيل” لشن عدوان واسع على قطاع غزة، وتمنح الوسطاء أن يتدخلوا بعد موجة رد تشفي غليل شعبنا، وهذا أكثر ترجيحا وفق تقديره.

أما السيناريو الثاني فيتمثل -وفق الدجني- في توافق الفصائل على الرد الشامل الموحد، وهذا يعني مواجهة تستمر لأيام أو عدة أسابيع على غرار جولات المواجهة السابقة (سيف القدس وما سبقها).

وأشار إلى أن السيناريو الثالث الاستجابة للوسطاء باحتواء الموقف، وهذا السيناريو الأضعف.

وفعليًّا أطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي رشقات صاروخية كبيرة منها 100 استهدفت لتل أبيب ومدن المركز (وسط أراضي 48)، وأعلنت أجنحة عسكرية إطلاق قذائف صاروخية أيضًا، في حين شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات التي لا تزال تركز على أهداف معينة.

وفي حين تبدو فصائل المقاومة موحدة في موقفها من تحميل الاحتلال مسؤولية العدوان ومتفقة على تدفيعه ثمن جرائمه، تبقى الساعات القادمة هي الحاسمة في تحديد شكل المواجهة وأبعادها ومدى اتساعها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات