عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

عرس التوجيهي.. قصص نجاح وتحدٍّ من ربوع الوطن

عرس التوجيهي.. قصص نجاح وتحدٍّ من ربوع الوطن

عاشت فلسطين عرسًا للفرح والسعادة، يوما أُعلِن فيه حصاد الجد والاجتهاد، وتناثرت في أروقة الصفحات وشاشات التلفزة قصص خطت بمداد من نور لنجاحات رائعة.

قصص خطها مبدعون ومثابرون رغم أنف المحتل، وواقع أليم يفرضه في ربوع الوطن السليب من أقصاه إلى أقصاه.

دور الأهل
المتفوقة في الثانوية العامة، شهد إبراهيم محمد الصبيحي من رفح جنوبي قطاع غزة، الحاصلة على معدل 99.3% – السادس على مستوى الوطن، الأولى على محافظتها، تقول: إنّ للأهل دورا مهما وكبيرا في تفوق ابنهم من خلال الرعاية والاهتمام وتوفير البيئة المناسبة.

الصبيحي التي تعيش ظروفًا معيشية صعبة، أشارت إلى أن أي طالب باستطاعته التفوق والنجاح بغض النظر عن ظروفه، إذا تهيأت سبل النجاح داخل الأسرة؛ مشددة على أهمية دور الأخيرة.

الجد والاجتهاد
أما الطالب المتفوق محمد أحمد القديري من رفح، الخامس مكرر على مستوى الوطن في الفرع العلمي، بمعدل 99.6%، يؤكد أن التخوف من الثانوية العامة، واستصعاب تخطيها، هو العائق أمام النجاح أو التفوق فيها.

ويقول: “أكرمني الله عز وجل بنتيجة كبيرة؛ وهذا نتيجة اجتهادي طوال العام، ومحافظتي على معدلي المرتفع في الأعوام الماضية، خاصة الحادي عشر”.

لن ننكسر

أما سيف الدين، والحاصل على المرتبة الخامسة على القدس بمعدل 98.9، رفقة شقيقه، من مدرسة الإيمان التي سحب الاحتلال الاعتراف بها، يقول: خطوة الاحتلال لن تكسرها، وستبقى صامدة وتحافظ على الهوية الأصلية.

ويدين “سيف الدين” بالفضل لله ثم لوالديه، وأساتذة المدرسة، الذين كانوا يتواصلون على مدار الساعة مع الطلبة، ويقدمون لهم المعلومات والنصائح اللازمة.

تفوق رغم الجراح
أما الطالبة الفلسطينية تالا ناصر صلاح من مدينة جنين، فقد انتزعت تفوقها بالثانوية العامة، بحصولها على معدل 92.7 في الفرع العلمي، رغم استشهاد شقيقها أثناء تقديمها الامتحانات النهائية في يونيو/ حزيران الماضي.

“تالا” التي كانت تود إهداء تفوقها لشقيقها الشهيد “سعد” الذي استشهد قبل خمس سنوات، وشقيقها الأسير في سجون الاحتلال “أسامة”، فجعت في بداية الامتحانات باستشهاد شقيقها “يوسف” بعملية اغتيال استهدفت ثلاثة مقاومين في جنين.

وبمشاعر مختلطة بين الفرح والحزن استقبلت “تالا” وعائلتها نتيجتها، وامتزجت دموع الفرح بهذه النتيجة مع دموع الألم لغياب أشقائها في هذا اليوم.

نجاح رغم الإعاقة
واستطاعت الطالبة ياسمين جناجرة من بلدة طلوزة بنابلس، أن تحول إعاقتها الجسدية إلى قصة نجاح، بعد حصولها على 75.2% في الثانوية. العامة 

وتقول “جناجرة” إنها حصدت هذا المعدل بمجهود كبير جدًّا، متحدية إعاقتها؛ حيث كانت تدرس يوميًّا ما يزيد عن 6 ساعات، وصولاً إلى ساعات دراسة أطول خلال فترة الامتحانات.

تفوق رغم التقدم في السن

وهنا يُسجل قصة نجاح جديدة، حيث لم يقف التقدم في السن عائقاً أمام العلم يوماً، بل كان هدفاً لبلوغ المنى ولو طال أمده؛ فبعد 25 عاماً من انقطاع التعليم، عادت السيدة سلوى أبو القمبز (40 عاماً) إلى مقاعد الدراسة، لتحصل على معدل 74.7% في الثانوية العامة بالفرع الأدبي.

السيدة “سلوى” من شرق غزة، وهي أم لستة أبناء، انقطعت عن التعليم من المرحلة الإعدادية، لتعود له خلال السنة الدراسية الماضية، وتحمّلت خلالها الكثير من المسؤوليات الاجتماعية والعلمية.

نجاح وشهادة

كما استقبلت عائلة الشهيد الطالب في الثانوية العامة كمال علاونة من بلدة جبع بجنين، مهنئي العائلة باستشهاده، في الوقت الذي كان مقررًا أن تستقبل أولئك المهنئين بنجاحه.

وكان من المقرر أن تستقبل العائلة المهنئين بنجاحه بنيله شهادة الثانوية العامة؛ لكنها استقبلتهم مهنئين باستشهاده، حيث قضى قبل يومٍ من نهاية آخر امتحان في اختبارات الثانوية.

وقالت والدته أم معتز: “كان يومًا ثقيلاً علينا بفقدان الفرحة من بيتنا، لكن صبرنا وعزاءنا أنه شهيد حمل اسم شقيقه الشهيد قبل 19 عامًا”.

قبس وحق والدها

أما قبس، ابنة الشهيد والمعارض السياسي نزار بنات من بلدة دورا بالخليل، فتنوي دراسة القانون تطبيقاً لوصية والدها ورغبة في استرداد حقه، بعد حصولها على معدل 75% للفرع الأدبي في نتائج الثانوية العامة.

وتقول قبس، إنها طلبت الذهاب إلى قبر والدها فور سماع نتيجتها، موضحة، “في اللحظة التي سمعت فيها النتيجة تذكرت الليلة التي اغتيل فيها والدي، وبدأت بالصراخ والنداء عليه.

لم تكن قبس خلال امتحانات الثانوية في معزل عن مجريات قضية والدها، وكانت تراقب عن كثب محاكمة المتهمين في اغتياله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات