الشهيد أمجد أبو عليا.. إسرائيل تزرع الحزن في قلب والديه

طالما تمنى أمجد الشهادة، وخطّ كلمات أكبر من عمره، فقد كتب على غلاف صفحته في فيسبوك: “الشهادة في سبيل الوطن، ليست مصيرًا سيئًا، بل هي خلود في موت رائع، الله يطعمنا الشهادة”.

أمجد أبو عليا (16 عامًا) ارتقى إلى الله شهيدًا بعد قمع الاحتلال ومستوطنيه الجبناء مسيرةً ضد الاستيطان في قرية المغير شمال شرق رام الله، وهو الولد الوحيد لوالديه.

“إسرائيل” لم تقتل أمجد فحسب، بل قتلت الحياة في المنزل، وأحالت الذكريات والفرح إلى حزن سرمدي، ووجع لا يطاق؛ فوردة البيت قُطفت إلى الأبد.

وعند وصول جثمان الفتى الشهيد، استقبله الآلاف بهتافات التكبير، في مشهد ينبض بالعزة والفخر بإرث الشهداء.

والدته لم تتمالك نفسها؛ انهارت من شدة البكاء لفراق فلذة كبدها الوحيد، لا يسمع منها سوى أنات البكاء، وصيحات “قوم روح معي يما”.

وكان الطفل أمجد وحيد عائلته من الذكور، قد ترك مقاعد الدراسة، للمساعدة في إعالة أخواته الثلاث، بعد إصابة والده بمرض السرطان، الذي نزل على العائلة خبر مرضه كالصاعقة.

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 29 2022

يقول شهود عيان من المنطقة التي استشهد فيها أمجد لمراسلنا: إن الشهيد كان في مسيرة ضد الاستيطان في قرية المغير قبل أن يهاجمها مستوطنون، وتندلع مواجهات بين المتظاهرين والمستوطنين، وتدخلت قوات الاحتلال بإطلاق النار.

وأضاف الشهود أن ما جرى لأمجد كان عملية إعدام بدم بارد.

وقرية المغير يبلغ عدد سكانها نحو أربعة آلاف نسمة يعتمد غالبيتهم على الزراعة والثروة الحيوانية، وتقع على مساحة تبلغ نحو 40 ألف دونم، لكن المسموح البناء بها فعليا هو 1200 دونم مصنفة (ب) والبقية تقع في مناطق مصنفة (ج)، ونحو 70 بالمئة من تلك الأراضي تقع شرق الشارع الاستيطاني الذي يشق أراضي المغير المسمى الخط الاستيطاني (الون)، و80 بالمئة يعدّها الاحتلال أراضي منطقة عسكرية ومهددة بسلبه إياها.

ولاقت جريمة اغتيال أبو عليا رود فعل منددة في الأوساط الفلسطينية، ودعت الفصائل للرد على هذه الجريمة بتصعيد المواجهة مع الاحتلال.

وتصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجرامها بحق الأطفال الفلسطينيين؛ حيث أظهر تقرير صادر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 15 طفلا فلسطينيا في النصف الأول من العام الجاري.