الأربعاء 08/مايو/2024

مقاومو نابلس.. اشتباك الأربع ساعات يحبط مخططات الاحتلال الأمنية

مقاومو نابلس.. اشتباك الأربع ساعات يحبط مخططات الاحتلال الأمنية

مع ساعات فجر 24 يوليو/تموز الجاري، فاجأت مجموعات المقاومة الفلسطينية في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وحدات جيش الاحتلال الخاصة “النخبة” التي تسللت إلى البلدة القديمة في المدينة، لتكشف خطة أمنية حاولت خلالها اعتقال عددٍ من المقاومين.

تلك المفاجأة التي ارتقى خلالها الشهيدان عبد الرحمن صبح (29 عاماً) ومحمد العزيزي (22 عاماً)، تصاعدت نماذجها في الآونة الأخيرة، وشكّلت حالة جديدة من حالات مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال بشتى الأدوات، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي تزداد حاضنتها الشعبية في الضفة الغربية؛ خاصة مدينتي جنين ونابلس.

وخاض الشابان اشتباكًا مسلحًا مع قوات الاحتلال استمر أربع ساعات، وصمدا فيه أمام نيران القناصة والقذائف الصاروخية الإسرائيلية، ونجحا قبل استشهادهما في تأمين انسحاب رفاقهم المقاومين.

إرادة فولاذية
الكاتب الفلسطيني والمختص بالشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، أكد في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن ما جرى في البلدة القديمة بمدينة نابلس يشكل حلقة في سلسلة محاولة الاحتلال للحد من المقاومة الآخذة بالازدياد في الضفة الغربية.

وأضاف مناع: “لا تمر ليلة إلا ويكون هنالك اشتباك مسلح، لا سيما في جنين أو نابلس أو طوباس، والخوف الذي يسيطر على المنظومة الأمنية برمتها، هو إقبال الشباب في مقتبل أعمارهم على المقاومة والانخراط في صفوفها”.

وشدد على أن قضية القدس أصبحت أولوية لدى الشباب، وباتت غزة ملهمة لهم، قائلاً: “بالتالي، فإن هذا الإقبال من هذا الجيل بالتحديد الذي ولد على بقايا الانتفاضة الثانية بات مصدر قلق للاحتلال”.

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أن تلك الحالة تجعل الاحتلال يتخذ قرارًا بمواجهة هذه الظاهرة بكل قوته، مضيفاً: “إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، وأكبر دليل على ذلك ضراوة الاشتباكات في نابلس”.

وتابع مناع: “النقطة الأهم في كل ذلك كيف أن هؤلاء الشبان متسلحين بإرادة فولاذية وأسلحة خفيفة يحبطون خطة أمنية لوحدات النخبة في جيش الاحتلال”.

وأردف قائلاً: “هذا يعني أن صيت هذه الوحدات التي تقدم في الإعلام الإسرائيلي بأنها خارقة، تبددت وخابت على يد هؤلاء الشباب المقاوم في حارات البلدة القديمة بنابلس وأزقة مخيم جنين”.

مقاومة مشروعة
من جهته، رأى المختص بالشؤون الإسرائيلية د. عمر جعارة أن المقاومة الفلسطينية في كل المحافظات لا ترتبط بغزة أو بجنين أو بنابلس أو ببيت لحم.

وقال إن: “المقاومة الفلسطينية ترتبط بالتواجد الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي؛ ولأنه لا يوجد شعب في العالم تحتل أرضه ويحترم نفسه إلا ويقاوم”.

وأضاف د. جعارة في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “في كل الأمم والشعوب لا يوجد شعب في التاريخ احتلت أرضه إلا وقاوم، وهذا ينطبق على الشعب الفلسطيني، حيث مساجدنا تنتهك ويقتل الاحتلال شبابنا ليلا نهارا، فكيف له ألا يقاوم .. هذا لا يجوز”.

وحول تصاعد حدة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، خاصة نابلس وجنين، أشار د. جعارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى وفق زعم قادته إلى “عدم السماح بأي شكل من الأشكال أن تصبح الضفة الغربية كقطاع غزة”.

وبين أن قادة الاحتلال يريدون إنعاش “نهج التفاوض” والعناصر المعتدلة” في الشعب الفلسطيني، من أجل وأد حالة المقاومة.

وقال: “الإسرائيلي لا يملك استراتيجية للتعامل مع الفلسطيني في الضفة الغربية سواء كان مفاوضا أو مقاوما، حيث لا يوجد هناك صواريخ ولا أنفاق. وخلال الأربعة أشهر ارتقى أكثر من خمسين شهيدا”، مؤكداً أن الاحتلال يعدُّ الوجود الفلسطيني هو العدو الأول والأخير له سواء كان مفاوضا أو مقاوما.

وأضاف: “عمليات المقاومة في جنين لا تختلف عن مثيلاتها في نابلس أو طوباس أو بيت لحم أو مدن الضفة الغربية، ولا تختلف أيضاً عن ما يحدث مع قطاع غزة”.

وشدد د. جعارة على أهمية ألا يكون خلاف فلسطيني فلسطيني على مفهوم المقاومة وعملياتها لأنه يمثل قوة للاحتلال في الدفاع عن نفسه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات