الجمعة 26/أبريل/2024

استنكاف الأطباء.. جريمة جديدة للسلطة بحق غزة

استنكاف الأطباء.. جريمة جديدة للسلطة بحق غزة

تحت ضغط التهديد بقطع الراتب من حكومة محمد اشتية استنكف عشرات الأطباء عن عملهم في مستشفيين للخدمات الطبية في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية لمراسلنا أن الحديث يدور عن 42 طبيبا يعلمون في مستشفى كمال عدوان والمستشفى الجزائري وعدد من عيادات الخدمات الطبية في قطاع غزة.

ووفق المصادر؛ فإن الأطباء تلقوا اتصالات شبه متزامنة من جهات في وزارة الداخلية في الضفة الغربية (الخدمات العسكرية) طلبت منهم تحت طائرة التهديد بقطع الراوتب، مغادرة أعمالهم وعدم العودة إليها؛ ما أدى إلى إحداث تشويش في الخدمات الطبية المقدمة للمرضى بما في ذلك عدد من العمليات المبرمجة سابقًا.

وأكدت المصادر أن قرار السلطة بتوقف الأطباء عن العمل جاء مفاجئا ودون وقوع أي إشكالية، مبينا أن عددًا من الذين طلبوا منهم مغادرة أماكن العمل رؤساء أقسام ويتولون مسؤولياتهم في العمل الصحي، وليس لديهم رضى عن القرار لكن استجابتهم جاءت لتعرضهم للتهديد والابتزاز.

قرار جديد ظالم
وقال الدكتور سهيل مطر، وهو طبيب في الخدمات الطبية سبق أن قطع راتبه قبل عدة سنوات، عبر صفحته على فيسبوك: تفاجأنا بقرار جديد من إدارة الخدمات الطبية المحافظات الشمالية (الضفة الغربية) بإلزام الأطباء الذين يتقاضون مخصصاتهم على مرتبات المحافظات الشمالية بترك المستشفيات والعيادات التابعة للخدمات الطبية في غزة.

وبيّن أن قرار الاستنكاف طال “42  طبيبا ممارسا من ذوي الخبرة وبدون سابق إنذار، وأستطيع أن أجزم أنه لا توجد أي مشكلة مع أي منهم هنا حيث إنهم يمارسون مهنتهم بكل سلاسة دون تقييد من أحد أو ضغط أو اضطهاد”.

 

وتساءل: لمصلحة من هذا القرار؟ وما هي الدوافع أو الأسباب؟ وهل من اتخذ القرار يعرف أبعاده السلبية على مجتمعنا؟؟ وهل هذه وسيلة ضغط أخرى (غير مبررة) على غزة؟؟

وطالب بتجنيب القطاع الصحي الخدماتي المناكفات السياسية، مؤكدًا حاجة المجتمع لجهد كل طبيب في هذا الوطن وخبراته.

وأشار إلى أن هذا القرار جاء استكمالا لقرار سابق ومجحف وغير مدروس وبعيد عن الحس الوطني بتقاعد أكثر من مئة طبيب عن عملهم وهم في أوج عطائهم المهني والإنساني قبل سنوات.

يذكر أن حكومة سلام فياض أقدمت عقب الانقسام عام 2007 على الطلب من الموظفين العموميين الاستنكاف عن العمل واستجاب الآلاف لها، ولاحقا أقدمت هي والحكومات المتعاقبة للسلطة على قطع رواتب آلاف الموظفين الذين بقوا على رأس عملهم ضمن إجراءات عقابية بحق قطاع غزة، كما أحالت آلاف الموظفين للتقاعد القسري بهدف شلّ قطاع الخدمات الصحية والتعليمية في قطاع غزة التي استمرت رغم الإجراءات العقابية المختلفة.

ورغم إقرار جهات في السلطة وحركة فتح بخطأ سياسة الاستنكاف الأولى؛ إلا أنها واصلت انتهاجها من خلال ابتزاز الموظفين بقطع رواتبهم.

نقابة الأطباء: جريمة مدانة
وأكد المتحدث باسم نقابة الأطباء في رام الله رمزي أبو اليمن أن زجّ حكومة اشتية لأطباء قطاع غزة بالتجاذب السياسي محاولة مفتعلة؛ للتغطية على قضايا الفساد التي تورط بها وزراء بالحكومة وحرف الأنظار عن هذه الجريمة.

وقال أبو اليمن، في تصريح صحفي لمنصة الميدان، إنهم -النقابة- سيتابعون القرار، واشتية مسؤول مباشرة عن حياة المواطنين في حال إصابتهم بأي مكروه.

وطالب الأطباء بالبقاء في مواقعهم وعدم الانسحاب من مهمتهم؛ لأن قرار اشتية غير قانوني، وغير أخلاقي، وغير وطني.

وشدد على أن سحب الأطباء جريمة مدانة ومرفوضة، وتمسّ مباشرةً بحياة المواطنين، وتعرضها للخطر المباشر.

وتابع أن حكومة اشتية تحاول رمي الكرة في ملعب التجاذبات السياسية أمام جملة الإخفاقات في أدائها وأمام الحراك النقابي الذي يتعاظم معه تضامن شعبنا في كل مواقع وجودهم.

وأشار إلى أن حكومة اشتية غرقت في وحل الفشل والفساد، ورحيلها أصبح مطلبًا شعبيًّا وسياسيًّا ونقابيًّا واسعًا.

باسم نعيم: جريمة وطنية
من جانبه، قال وزير الصحة الأسبق رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة حماس في قطاع غزة، باسم نعيم:‏ ‏‏إن الطلب من الطواقم الصحية مغادرة مواقع عملهم في المستشفيات، جريمة وطنية جديدة تضاف إلى جرائم سلطة “بيت إيل”.

وذكر نعيم، في تغريدة عبر حسابه بموقع “فيسبوك”، أن ذلك “يعكس القاع السحيق الذي وصلت له عصابة المقاطعة.. وبالتأكيد لم يرق لها ولمشغّلها حالة الاستقرار النسبي في غزة، وقدرتها على التعالي على جراحها، وتوجيه بوصلتها وبوصلة الكل الوطني نحو القضايا الكبرى؛ القدس والأسرى واللاجئين، وترك سفاسف الأمور لأهلها”.

 

وأشار إلى أنه “كان مسؤولاً عن معالجة أزمة الإضرابات وقرارات العار في عام 2008، مضيفًا: “أصابتنا، بل أصابت كل مواطن، وقبلها أصابت قيمنا الإنسانية كطواقم صحية، بجروح غائرة، لكن إرادة الحياة والصمود انتصرت على المخططات الشيطانية التي لم تهدف إلا لتركيع غزة ومقاومتها، وخرجنا منها أقوى، وكما يقال: الضربة التي لا تميتني تقوّيني”.

ووجّه نعيم رسالة إلى العاملين في القطاع الصحي ممن يتلقون رواتبهم من رام الله: “لا تبيعوا ضمائركم وقيمكم السامية لحفنة من الانتهازيين، وما تعرفونه عنهم أكثر بكثير مما أعرف، والأرزاق بيد الله عز وجل، والوطن أكبر وأغلى من الجميع، وشعبكم الصابر المرابط لا يستحق إلا كل خير واحتضان ولمسة حنان ورحمة. لا تبيعوا آخرتكم بدنيا غيركم”.

وختم: “الله لا يصلح عمل المفسدين، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله”.

يذكر أن 42 طبيبًا في تخصصات مختلفة ممن يتقاضون رواتبهم من السلطة برام الله انسحبوا من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات