السبت 02/نوفمبر/2024

تهويد القدس.. واقع عملي يسابق الزمن

تهويد القدس.. واقع عملي يسابق الزمن

يصمم الاحتلال واقعًا جديدًا في القدس المحتلة يترجم فيه مخططات التهويد التي رافقت المشروع الصهيوني من عام 1948م واحتلال المدينة عام 1967م لخطوات عملية.

يضع الاحتلال القدس المحتلة في بؤرة الصراع، ويسابق الزمن لحسم مستقبل القدس من زاوية الوجود الفلسطيني وإقامة الهيكل المزعوم ساعياً لهدم المسجد الأقصى أو على الأقل تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا قريبًا.

الانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ في تهويد المقدسات والأرض بالقدس مرتبط بالمشهد السياسي المتأزم في “إسرائيل” وبرامج حكومة متطرفة تعبث في أكثر ملفات القضية الفلسطينية أهمية.

مخطط جديد

يركز الاحتلال في المدّة الجارية على تسجيل مساحات واسعة من مدينة القدس لملكية يهود بواسطة ميزانية مخصصة تشمل مساحات في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

تعد الخطوة الجديدة حلقة في مسلسل تهويد القدس والأقصى في ظل تواصل الحفريات منذ 55 عامًا، بواقع 58 حفرية في محيط الأقصى راميًا لإنهاء تهويد القدس قريبًا.

ويؤكد د.جمال عمرو، الخبير في شؤون القدس والاستيطان، أن الاحتلال كان سابقًا يعلن خطوات نظرية لضم (سلب) منطقة بالقدس، ويدعو سكانها لتسجيل أراضيهم وفق إجراءات قانونية مزعومة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كان السكان يرفضون لأنها خدعة للتحكم بأرضهم تحت ذريعة السيطرة على أملاك الغائبين، لكن الواقع الآن اختلف بمبادرة عملية من الاحتلال”.

ويستغل الاحتلال عدم تجاوب سكان القدس في تسجيل الأراضي فيقوم بتسوية ملف أراض طابو وأرض وقفية وينسب ملكيتها للمستوطنين وجماعات دينية متطرفة.

ويشير الخبير عمرو إلى أن هدف البرنامج التهويدي في المرحلة الحالية وضع يد الاحتلال على محيط المسجد الأقصى وما يقع أسفله وكذلك القصور الأموية والعباسية والحوض المقدس.

ويجري الاحتلال الآن حفرية خطيرة في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، والتي تصل من المصلى القبلي إلى مصلى البراق تحت أساسات الأقصى وتحت الأروقة الأموية، ما أدى لحدوث حفرة في مصطبة أبو بكر الصديق مؤخرًا.

وفشل الاحتلال -حسب رؤية د.غسان وشاح، أستاذ التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية- في جعل المدينة المحتلة عام 2022م وفق خطته السابقة خالية من الوجود الفلسطيني.

ويتابع لمراسلنا: “لم تنجح الرواية والخطة اليهودية والتوراتية، ولا يزال الفلسطيني يشكل 37% من عدد سكان القدس، وقد يلجأ الاحتلال قريبًا لتقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا”.

ويرجح د. وشاح إقدام الاحتلال مستقبلاً على خطوات متطرفة نحو القدس يتخللها تهجير جماعي، وربما منع الفلسطيني من دخول الأقصى لعدة أيام تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم وهدم الأقصى.

كما ترمي مخططات الاحتلال إلى إكمال تهويد المناطق الوقفية الملاصقة للمسجد الأقصى والتي لا يستطيع الفلسطينيون الدفاع عنها في هذه المرحلة.

تطرف سياسي
نشرُ شركات إسرائيلية عديدة صورًا للهيكل المزعوم فوق موقع المسجد الأقصى وصورًا أخرى لمدينة القدس الكبرى يمهد الطريق لمخططات الحكومة المتطرفة في حسم واقع القدس فهي أسيرة التطرف اليهودي.

ويؤكد الخبير عمرو أن واقع التهويد في القدس المحتلة الآن يزداد تعقيدًا وميدانها يتجهز لمواجهة شاملة وسط الصمت والتطبيع العربي الذي يلعب دورًا سلبيًّا في القدس.

السهام كلها في حكومة الاحتلال المتطرفة موجهة صوب كبد القدس لتحقيق حلم القدس اليهودية الكبرى في أشد ملفات الصراع سخونة منذ احتلت عام 1967م.

ويقول د. وشاح: إن أزمة المجتمع والحكومة الإسرائيلية الداخلية تؤثر على تعزيز واقع الهجرة العكسية من فلسطين المحتلة نحو دول أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

ويتابع: “يريدون تقديم شيء عملي ملموس على الأرض. سابقاً فرضوا قوانين من عام 67 ونظريات الأحزمة حول أسوار القدس وتهويدها بالاستيطان، والآن يحاولون الحد من الهجرة العكسية لطمأنة اليهود كي يعودوا للقدس”.

فشل المشروع الصهيوني تترجمه صور عديدة في ملف التعداد السكاني والصراع الديمغرافي؛ فعدد اليهود في الولايات المتحدة يفوق عددهم في فلسطين المحتلة، والصمود الفلسطيني بالقدس يحدّ من شهوة التهويد المتسارعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات