عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

نتنياهو ينفذ عملية إنزال خلف خطوط بينيت من خلال ساعر

عدنان أبو عامر

في حين تواجه حكومة نفتالي بينيت أزمات متلاحقة تهدد باستمرار عملها، فقد شهدت الآونة الأخيرة تزايد التقديرات السائدة بشأن تخفيف وزير القضاء غدعون ساعر من معارضته السابقة لتزعم بنيامين نتنياهو لحكومة بديلة، بعد أن كان يضع فيتو على عودته للحياة السياسية، لكن أوساط حزب الليكود ترى أن هذا الخيار بالنسبة لساعر قد يكون له أكثر تفضيلا من الذهاب لصناديق الاقتراع، لأن الاستطلاعات تقدر أن مصير حزبه سيحيط به كثير من الضباب.

بدا صعبا عدم ملاحظة الاختلاف الكبير بين محاولات الائتلاف الحاكم لاستكمال “الأصابع المفقودة” للموافقة على قانون المنح الدراسية للجنود، في ذات الوقت الذي تحدث فيه ساعر عن غياب ذات “الأصابع المفقودة” للموافقة على ترسيخ قانون الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة؛ ما دفعه لإلقاء اللوم على أعضاء حكومته بعدم حشد مزيد من الأصوات لإقرار القانون، لكن يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن المسألة تتجاوز إقرار قانون هنا أو هناك.

تخفيف لهجة ساعر من معارضته لترؤس نتنياهو لحكومة بديلة عن رئيسه الحالي نفتالي بينيت، ولا سيما في ضوء وجود وسيط سري ينقل الرسائل بكثافة بينهما، مع العلم أنه في حال كان الحديث الدائر في حزب الليكود صحيحًا، فإن قانون الضفة الغربية الذي اقترحه ساعر ليس سوى مجرد ذريعة، تمهيدا منه للإطاحة بالحكومة الحالية، لأنه يعلم أن القانون لن يمرر، لكن الخطوة التي بادر إليها أتت نتيجة لقرار استراتيجي منه، لأنه أراد أن يعطي اختبارًا نهائيًّا للتحالف، فإذا نجح، فسيكون أمامه فترة سماح أخرى لإعادة تأهيل وضعه، وإذا فشل فسيسقط أسرع بكثير مما يعتقد.

يتزامن الحديث عن تبادل رسائل بين ساعر ونتنياهو، وهما الخصمان اللدودان في حزب الليكود سابقا، قبل أن ينشق ساعر عنه، ويؤسس حزب “أمل جديد”، مع انتشار أجواء الانتخابات في الهواء، مع العلم أن جهود الليكود لم تتوقف عند ساعر فقط، بل وصل الأمر إلى زئيف ألكين وزير شؤون القدس والتراث اليهودي، وهو من ذات حزب “أمل جديد”، مع تردد شائعات مفادها أن الحزب لم يعد يستبعد الانضمام لحكومة جديدة برئاسة نتنياهو، مما سيدخل بينيت وقادة الائتلاف في أزمة حقيقية.

مسؤولون في حزب الليكود يقدرون بناءً على محادثات أجروها في الأيام الأخيرة أنه إذا قرر ساعر التمسك بكلمته، وعدم تقديم يده للموافقة على تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، فسيكون من الممكن عقد محادثات خاصة مع أعضاء من حزبه بصورة انفرادية، الذين قد يمارسون ضغوطا على رئيسهم، ومفادها إما أن يشارك الحزب بأكمله في حكومة يمينية مع الليكود داخل الكنيست الحالي، وإما أنهم “سيفعلون ذلك من دونه”.

فلسطين أون لاين

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات