الأربعاء 08/مايو/2024

ضابط بارز فيها لقي مصرعه في جنين.. تعرف على وحدات اليمام الإسرائيلية

ضابط بارز فيها لقي مصرعه في جنين.. تعرف على وحدات اليمام الإسرائيلية

قبل دقائق معدودة من نشر هذا التقرير، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط من وحدات اليمام الإسرائيلية الخاصة في اشتباكات ضارية مع المقاومين في مخيم جنين صباح اليوم الجمعة.

وبحسب موقع واي نت العبري؛ فإن الضابط مات في مستشفى رامبام بحيفا خلال محاولات إنقاذ حياته.

وأوضحت مصادر عبرية أن الضابط يعمل في الوحدة الخاصة منذ 23 عامًا، ومن مهامه الاقتحام والقنص.


وينشر “المركز الفلسطيني للإعلام” تقريرًا شاملا حول هذه الوحدة الخاصة.

تصاعد الحديث مؤخرًا عن الجهود التي تبذلها وحدات الاغتيالات الخاصة، بالتعاون مع جيش الاحتلال، وأجهزة الشاباك، والشرطة، وحرس الحدود، لمحاصرة المقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، وازداد النقاش عن مدى نجاح وحدات الاغتيالات الإسرائيلية الخاصة في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها وحدة “اليمام” صاحبة التاريخ الطويل من عمليات اغتيال وقتل الشبان والمقاومين الفلسطينيين بدم بارد خلال السنوات الماضية، لاسيما بعدما صدّقت حكومة الاحتلال مطلع هذا العام على اقتراح رئيسها نفتالي بينيت، ووزير الأمن الداخلي عومر بار ليف، بتعريف وحدة “اليمام” على أنها “الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب”.

في هذا التقرير نستعرض أهم المعلومات المتاحة عن وحدة “اليمام”؛ تأسيسها، وواجباتها، وأقسامها، وطبيعة العاملين فيها، وأبرز العمليات التي شاركت فيها منذ تأسيسها وحتى الانتفاضة الثانية، وأبرز رؤسائها.

ما وحدة اليمام؟

كلمة “يمام” بالعبرية هي اختصار للأحرف الثلاثة الأولى للكلمات العبرية “يخيدا مشتارتيت ميوحيديت”؛ الوحدة الخاصة لجهاز الشرطة، وهي واحدة من وحدات النخبة الإسرائيلية، وتتبع لجهاز الشرطة، وتحديدًا حرس الحدود. تأسست في منتصف سبعينيات القرن الماضي على يد قائد حرس الحدود في حينه داني حاييم، وأوكلت مهمة قيادتها ليعقوب رؤوفين نمرود.

وتعرف أيضًا بأنها “الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب” المختصة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، من خلال تنفيذ عمليات الاغتيال الدقيقة، وملاحقة وأسر منفذي العمليات، وإنقاذ الرهائن.

التأسيس

 جاء تأسيس الوحدة في أعقاب فشل الأجهزة الأمنية لسلطات الاحتلال ووحداتها الخاصة في التعامل مع مجموعة من عمليات المقاومة الفلسطينية التي صنفتها على أنها تهديد حقيقي لحياة مواطنيها داخل حدود الكيان وخارجه، وكانت أبرز هذه العمليات: عملية ميونيخ في 5 أيلول/سبتمبر 1972، التي نفذتها مجموعة “أيلول الأسود التابعة لحركة فتح”، وأسفرت عن مقتل 11 صهيونيًّا. 

وعملية معلوت التي أسفرت عن مقتل 27 صهيونيًّا في أيار/مايو 1974، “نفذتها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”. 

وكانت سلطات الاحتلال قد رفضت في العمليتين التفاوض مع الفلسطينيين الذين طالبوا وقتها  بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وعرب من سجون الاحتلال مقابل إطلاق الرهائن. 

وفي أعقاب هذه الأحداث أدركت الجهاز الأمني للاحتلال  أن هناك فرقًا بين إنقاذ الرهائن في منطقة صديقة، وبين أنشطة عسكرية خاصة في قلب المناطق السكنية لـ”العدو”، لتشكل لجنة أمنية عسكرية خاصة سميت بـ”لجنة حوريِف”، مهمتها دراسة الموقف، ووضع الخطط والوسائل الأنسب لمواجهة مثل هذه العمليات.

وكان من ضمن توصيات  اللجنة أن تتولى الشرطة مهمة مواجهة “الأنشطة الإرهابية المعادية” داخل “الخط الأخضر”، لتتأسس وحدة “يمام” على يد قائد حرس الحدود في حينه داني حاييم، وأوكلت مهمة قيادتها ليعقوب رؤوفين نمرود، لمواجهة عمليات المقاومة، من خلال تطوير وسائل القتال الخاصة التي تتناسب مع مثل هذه الأحداث، أي إطلاق سراح رهائن، والتدرب على ذلك للتنفيذ وقت الحاجة.

وبعد مشاركة الوحدة في عملية “باص الدماء”- عملية الساحل في 11 آذار/مارس 1978، نالت الوحدة ثقة المستويات الأمنية والعسكرية الكبيرة لسلطات الاحتلال، وتحولت إلى شريك كامل للجيش في تنفيذ المهام “الأمنية الخطيرة” داخل “الخط الأخضر”، أو حتى في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. 

طبيعة العاملين في الوحدة

في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال المختص في الشأن الإسرائيلي، معتصم سمارة: تعد وحدة “اليمام” أبرز وحدة خاصة تتبع جهاز شرطة الاحتلال، الذي يتبع له 3 وحدات خاصة أخرى، وتتشكل الوحدة من جنود جيش وشرطة الاحتلال الذين خدموا في وحدات القتال الخاصة، فشرط الانضمام الأساسي للوحدة هو أن يكون لدى المتقدمين خبرة لا تقل عن 3 سنوات في الوحدات الخاصة.

وتضم الوحدة: رجال شرطة، لاسيما محترفي القنص، والقفز، وجنودًا ذوي خبرة قتالية من خدمتهم العسكرية في جيش الاحتلال، وجنودًا مدربين في جميع الميادين مثل: القنص، والكلاب، والتخلص من القنابل، والعمليات الهجومية، والاقتحام والتفجير، ومختصين في المجالين اللوجستي والتكنولوجي، وأعضاء من وحداة الهندسة التابعة للجيش، وخبراء إعلام.

وبيّن سمارة أنه لا  يتمكن كل الراغبين بالانضمام إلى الوحدة من ذلك، حيث يخضعون لبرنامج فحص وتدريب قاسٍ جدًّا؛ فهناك معايير عقلية وجسمية ونفسية، تحددها قيادة الوحدة، التي تخضع المتقدمين لاختبارات الشجاعة وقدرة التحمل الجسدية والنفسية، موضحًا أن عدد أعضاء الوحدة حاليًّا يبلغ نحو 500، توفر لهم سلطات الاحتلال ميزانية خاصة، وتمنحهم أهم التجهيزات اللوجستية من أجهزة تكنولوجية وأجهزة اتصال ومتابعة، وتؤمّن لهم أحدث الأسلحة.

تدريباتها

يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي أن عناصر الوحدة يخضعون لبرامج تدريبة قاسية ومكثفة، يتدربون خلالها على جميع الأسلحة، ويتم تجهيزهم ليكونوا قادرين على الدخول في جميع الميادين المختلفة، مثل: القنص، والقتال بالأيدي، واستعمال السلاح الأبيض، والتعامل مع الكلاب، والتخلص من القنابل، وغيرها.

كما يتم تعليم عناصر الوحدة اللغة العربية، ويرتدون أزياء شعبية تساعدهم على الاندماج في المحيط العربي تفاديًا لانكشافهم، أثناء تنفيذهم عملياتهم الخاصة من اعتقال عناصر يشتبه بقيامها بنشاطات مقاومة للاحتلال.

كذلك تجري وحدة “يمام” تدريبات مشتركة بين الوحدات المختلفة كوحدة القناصين والاقتحام، بهدف زيادة حجم التنسيق بين الوحدات المختلفة، وتطوير الممارسة العملية، والتدريب على مواجهة أعمال المقاومة، وإنقاذ الرهائن.

بالإضافة لمشاركتها في تدريبات ومناورات مشتركة مع وحدات SWAT من جميع أنحاء العالم، مثل GSG-9 الألمانية، وSEA الأمريكية، وGIGN الفرنسية، حيث يتم تبادل المعرفة المهنية، وتطوير التدريبات المشتركة، بالإضافة إلى تحسين القدرات والتعامل مع السيناريوهات غير المعروفة.

أقسام الوحدة

يوضح سمارة أن وحدة “اليمام” تنقسم إلى 7 أقسام تتدرب معًا من أجل زيادة التنسيق العملياتي فيما بينها، وهي:

– المداهمة والاختراق: مهمتها مداهمة البيوت والمباني، والالتحام المباشر مع المقاومين المتحصنين بداخلها، وحراسة الميدان، وتنفيذ عمليات الاغتيال.

– “قرود الإرهاب”: أفراد متخصصون بالاقتحام من خلال مهارات التسلق والتزحلق والسقوط السريع، وعمليات الإنزال والهبوط منها للوصول إلى الهدف.

– القناصة: أفرادها مدربون على إطلاق النار الدقيق في المدى القصير والطويل، وهم مزودون ببنادق قنص مخصصة، وتعدّ من أفضل الوحدات في العالم.

– خبراء المتفجرات: للتعامل مع المتفجرات وتفكيك القنابل والألغام والعبوات المصنعة يدويًّا، واقتحام الأبواب بتفجيرها.

– المستعربون: وهي من أخطر الفرق، أفرادها متخصصون في التمويه والانخراط بين الفلسطينيين، للقيام باعتقالهم أو اغتيالهم، ومن أهم الصفات المطلوبة بأفرادها: إتقان اللغة العربية، لاسيما باللهجة الفلسطينية، والتمرس على العادات الاجتماعية، والقدرة على أداء الواجبات الدينية الإسلامية (خصوصًا الصلاة).

– الكلابين: ويتخصص أعضاؤها في تدريب الكلاب البوليسية على تنفيذ مهام مساعدة.

– الفريق الصامت: من أبرز مهامه تطوير التدريبات والممارسات العملية لإطلاق سراح الرهائن، واختيار واختبار عتاد ووسائل قتالية جديدة لمواجهة المقاومين السلميين والمسلحين.

العتاد والتسليح

تشتري الوحدة أسلحتها وعتادها العسكري مستقلة عن الجيش الشرطة؛ حيث تخصَّص ميزانية لها.

وتستخدم الوحدة وسائل قتالية مختلفة، مثل: الدروع الواقية، والخوذات، ونظارات حامية للعيون، ومؤشرات ليزر، وكاميرات، ووسائل اتصال، وأحبال للتسلق، ووسائل إحباط وتفكيك القنابل.

وعتاد مختلف مثل: مسدس جلوك، بندقية إم-4 القصيرة، رشاش إف إن بي 90، رشاش كار-15، رشاش عوزي صغير، باريت إم 82، بندقية قنص، وفأس من نوع خاص.

مهام الوحدة الأساسية

تضم وحدة “اليمام” مجموعة متنوعة من القدرات والوسائل الخاصة لـ”مكافحة الإرهاب” والحوادث الإجرامية المُعقدة، وتتعاون باستمرار مع جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، لتواصل عملها بشكل متقدم، ويبين المختص في الشأن الإسرائيلي، معتصم سمارة، أن أبرز مهام وحدة “اليمام” هي:

– إنفاذ الرهائن.
– تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة.
– ملاحقة وأسر منفذي العمليات.
– القيام بعمليات هجومية وقائية.
– التعامل مع المجرمين الخطيرين.
– عمليات الشرطة السرية.
–  حماية كبار الشخصيات الأمنية.

ورغم استقلالية الوحدة في العمل، إلا أنها تنسق مع الجهات مع الأجهزة العسكرية الأخرى مثل: الجيش، وجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، وجهاز الشاباك، الذي يزودها بالمعلومات الدقيقة عن المقاومين الفلسطينيين لا سيما في الضفة الغربية، كما يستعين بها الجيش لتنفيذ عمليات خاصة.

أبرز العمليات التي شاركت فيها وحدة “اليمام” منذ تأسيسها وحتى الانتفاضة الثانية:

يذكر الكاتب والباحث عبد القادر بدوي في دراسة بعنوان: ماذا تعرف عن وحدة الاغتيالات الإسرائيلية يمام؟، نشرها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” أن أول اختبار حقيقي للوحدة منذ تشكيلها كان السيطرة على الفدائيين الفلسطينيين الذين نفذوا عملية الساحل 1978 (بقيادة دلال المغربي)، والتي تسمّى إسرائيليًّا بـ”باص الدماء”، لكنها فشلت في السيطرة على منفذي العملية دون وقوع إصابات وقتلى في صفوف الإسرائيليين، وأُصيب فيها قائد الوحدة أساف حيفتس بجروح خطيرة، ورغم ذلك، عدّت المستويات العسكرية والأمنية في سلطات الاحتلال أن الوحدة نجحت في القضاء على مساعي الفلسطينيين في تحرير أسرى من خلال مثل هذه العمليات.

وفي عام 1982 انخرطت الوحدة في حرب لبنان الأولى “سلامة الجليل” بحسب التسمية الإسرائيلية – إلى جانب وحدة “سييرت متكال”، وهي الحرب التي كانت تسعى سلطات الاحتلال من خلالها للقضاء على قوات الثورة الفلسطينية المقاتلة وإخراجها من لبنان.

ثم شاركت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 (انتفاضة الحجارة)، كوحدة خاصة لتنفيذ عمليات تص

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات