الخميس 09/مايو/2024

راسم عبيدات: سيف القدس عززت مقاومة الاحتلال في كل فلسطين

راسم عبيدات: سيف القدس عززت مقاومة الاحتلال في كل فلسطين

قال الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات: إن ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات إسرائيلية، يمثل محاولة للسيطرة وتطبيق عملية التقسيم الزماني والمكاني للمسجد. 

وأكد عبيدات، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن محاولة فرض الاحتلال لهذا التوجه جاء بعد ترويجه لبناء ما يسمى “جبل الهيكل”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن حالة الصمود والرباط في الأقصى عززتها معركة سيف القدس التي شجعت مقارعة الاحتلال في كل المدن الفلسطينية. 

مرابطو القدس أفشلوا التقسيم 

وأكد عبيدات أن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لهذا المصطلح ومحاولة تطبيقه وتنفيذه واقعاً ميدانيًّا بقوة سلاحه، يسعى من خلاله إلى نزع القدسية الإسلامية عن المسجد الأقصى، وعدِّ القدسية فقط في المسجد القبلي الذي يعد أحد مصليات الأقصى. 

وأوضح المختص في شؤون القدس، أن سماح الاحتلال للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية وإقامة الطقوس التوراتية بزعم حرية العبادة، يمثّل تنفيذاً حقيقيًّا للمشروع الإسرائيلي، قائلاً: “المسلمون هم أصحاب الحق الشرعي والوحيد في المسجد الأقصى”.

وأضاف: “هذه الخطوات المتسارعة أتت من الجماعات التوراتية في ظل تنامي الداعشية اليهودية في المجتمع الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنَّ منع حكومة الاحتلال تنفيذ ذبح القرابين جاء من خوفها النابع من قوة المقاومة وصمود أهالي القدس أمام مشاريع التهويد. 

وأردف بالقول: “فشل محاولة إدخال القرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، سببها حالة الصمود الأسطوري من المصلين والمرابطين والمرابطات والمعتكفين وشراسة مقاومة المقدسيين ومن يوجد معهم من شعبنا وأهلنا في الداخل الفلسطيني، مع من ساندهم بالتهديدات من جانب قيادة المقاومة والفصائل وأجنحتها العسكرية في قطاع غزة”. 

وتابع: “كل هذه التطورات دفعت الاحتلال للتراجع خطوة إلى الوراء فيما يتعلق بالسماح لتلك الجماعات التلمودية بإدخال “قرابين الفصح”، والتي فشلت فشلاً ذريعاً في أيام مختلفة”.

أزمة داخلية مركبة 

وأوضح عبيدات أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش أزمة داخلية مركبة، في إطار مخاوف كبيرة من سقوط الحكومة التي تعاني رفضاً واسعاً لها من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وتتكئ على “القائمة العربية الموحدة”. 

وأضاف: “عندما كثّفت الجماعات اليهودية والتوراتية في الأيام العشر الثانية من رمضان عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وسيّرت مسيرة من منطقة ميدان الصفرا، ومنعها الاحتلال من التقدم باتجاه باب العمود، هذا أدى إلى فشل مسيرة الأعلام خوفاً من أن تنفجر الأوضاع الأمنية بشكل واسع”. 

وأضاف: “هذه النتيجة جاءت بسبب معركة سيف القدس، والتي كانت أسبابها محاولة العبث بالمسجد الأقصى والشيخ جراح؛ ولذلك فإنّ هذا الاحتلال لا يريد أن يقود معركة مفتوحة مع الشعب الفلسطيني، وعنوان هذه المعركة الأكبر: القدس المحتلة التي توحد الساحات الفلسطينية”. 

وأوضح عبيدات أن الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن تتوحد الساحات، ويريد أن يخوض هذه المعركة بالقطاع، وأن يتفرغ للضفة الغربية التي تتنامى فيها قوى المقاومة، مع تناميها في الشمال الفلسطيني. 

وقال: “ما يجرى لا يتصل مباشرة بإستراتيجية الأمن الإسرائيلي، والشمال الفلسطيني قريب جدًّا من الداخل الفلسطيني، وإطلاق أي صواريخ باتجاه الداخل الفلسطيني، لا تحتاج إلى مدى أكثر من اثنين إلى ثلاثة كيلومترات”. 

وذكر أن المتطرف إيتمار بن غفير، قد فشل في تحقيق مكتسبات شخصية من خلال مسيرة الأعلام، واستدل بما قاله نائب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، أن “الأزعر “بن غفير” يريد أن يتلاعب بدم الإسرائيليين وأبنائهم، مؤكداً أنه لن يسمح لسياساته الضعيفة أن تتلاعب بأمن دولته، على حدّ وصفه.

معركة فلسطينيي الداخل المحتل 

وأكد عبيدات أن الاحتلال الإسرائيلي يخشى أن تنتقل معركته إلى كل الساحات الفلسطينية خاصة الداخل المحتل، وما يوجد بها من مدن مختلطة، الأمر الذي يشكل خطراً على المستوطنين الإسرائيليين. 

وقال عبيدات: “يخشى الاحتلال من أن يتوجه الفلسطيني بالسلاح باتجاه مدن الداخل الفلسطيني المحتل التي توجد فيها تجمعات كبيرة للمستوطنين، وهو ما كان يفعل الاحتلال عكسه في تأجيج العنف الاجتماعي بين الفلسطينيين في المدن المحتلة عام 1948م، في محاولة منه لتصفية الوجود العربي والإسلامي بتلك المدن المختلطة”. 

وذكر أنَّ تفعيل الاحتلال لسياسة الاعتقال الإداري لأهالي الداخل المحتل والنشطاء المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة، جاء لأنه بات يدرك تماما أن 74 عاماً من محاولات دمج شعبنا في الداخل مع مجتمع الاحتلال وجعلهم جزءًا من المجتمع الصهيوني لم تفلح. 

وأكد أن فلسطينيي الداخل المحتل حافظوا على وجودهم وهويتهم وكينونتهم وانتمائهم الوطني وفلسطينيتهم، مشيراً إلى أن معركة سيف القدس عام 2021م ألغت نهائيًّا تعريف أهالي الداخل المحتل بأنهم “عرب إسرائيل”. 

وشدد على أن فلسطينيي الداخل المحتل هم جزء من المشروع الوطني الفلسطيني والنضال ضد الاحتلال والاستيطان اليهودي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات