دراما المقاومة .. نجاح يواجه بالحرب عبر الفضاء الإلكتروني

بين التحريض والحجب يواجه المحتوى الدرامي المقاوم، حربًا شرسة ضمن حملة تستهدف المحتوى الفلسطيني المناصر للقضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي.

وفيما بدا محاولة لحجب الرواية الفلسطينية، تعرضت عشرات الصفحات والحسابات لمؤسسات وشركات وممثلين من أبطال مسلسلات للحجب والاستهداف.

وأنتجت الدائرة الفنية في حركة “حماس” لهذا العام مسلسلاً حمل اسم “قبضة الأحرار” يحاكي قصة اكتشاف أبطال كتائب القسام، قوة صهيونية خاصة تنكرت بلباس مدني فلسطيني، وتسللت إلى غزة في ظروف غامضة، بهدف التجسس وجمع معلومات عن فصائل المقاومة، وهي محاكاة لجريمة التسلل التي حدثت قبل ثلاث سنوات واستشهد على إثرها القائد الفلسطيني في كتائب القسام نور بركة وعدد من رفاقه في معركة حد السيف.

وأنتجت قناة القدس اليوم مسلسلاً وطنيًّا آخر حمل اسم “شارة نصر جلبوع” ويعرض على شاشتها يومياً في شهر رمضان، ويسلط المسلسل الضوء على أكبر عملية فرار من سجون الاحتلال الصهيونية لستة أسرى فلسطينيين، والتي وقعت أحداثها في السادس من سبتمبر من العام الماضي 2021، وحاز المسلسل على اهتمام الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ومحبي المقاومة الفلسطينية حول العالم.

وتناول المسلسل تفاصيل مختلفة عن حياة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ويعرض الكثير من القضايا المهمة التي تخص الأسرى.

مشاركة في الحصار

ويعتقد الفنان باسل شاهين أحد أبطال مسلسل قبضة الأحرار، أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد الاحتلال وتشاركه في حصاره الخانق على قطاع غزة، والذي تمنع من خلاله حلقات المسلسلات التي تدعم الرواية الفلسطينية من البث والنشر، وتحاربها باستماتة.

ويوضح شاهين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه من اليوم الأول لعرض الحلقة الأولى من المسلسل على منصات التواصل الاجتماعي قامت هذه المنصات بحذف كل القنوات والصفحات التي نشرت الحلقة الأولى دون أي مبرر، إلا أنّها تدحض رواية الاحتلال وتدعم الحق الفلسطيني.

ويشير إلى أنّ تلك المنصات حذفت أكثر من ثلاث قنوات رسمية وحسابات رسمية للمسلسل عدا عن حذف عشرات الصفحات لممثلين نشروا الحلقات على صفحاتهم.

ويضيف: “نحن كممثلين ندعم هذه الدراما الفلسطينية بكل ما نملك ونحن على استعداد تام للوقوف جنودا في هذه الحرب أمام الهجمة الشرسة التي تشنها إدارة منصات التواصل الاجتماعي على الدراما الفلسطينية والتي تعزز الدور الفلسطيني الحقيقي المقاوم، والذي يطالب بحقه الشرعي في أرضه ووطنه”.

ويعتقد أحد أبطال “قبضة الأحرار” أنّ تلك المسلسلات بدأت تؤتي ثمارها، وتوجع الاحتلال وتكشف زيف روايته الكاذبة، “لهذه تجد أن هذه الحرب لن تهدأ في محاربة الحق الفلسطيني حتى ولو كان عبارة عن دراما فنية تقدم بقوالب مختلفة”.

ليست جديدة !

بدوره؛ يؤكد الفنان علي نسمان والذي يلعب دور الأسير محمود العارضة في مسلسل “شارة نصر جلبوع” أنّ هذه الحرب ليست بالجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنحاز انحيازاً كاملاً للرواية الصهيونية، بل وتخضع لإمرتها في محاربة كل ما يتعلق بالمحتوى الفلسطيني.

ويبين نسمان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ المسلسل انتشر في حلقتيه الأولى والثانية، “ولكن ليلة الحلقة الثالثة عرض الإعلام العبري تقريراً هاجم فيه المسلسل، وادعى أنّه من إنتاج من منظمة إرهابية ليتم في اليوم التالي منع نشر الحلقة الرابعة على منصات التواصل الاجتماعي” وفق قوله.

ويشير الفنان الفلسطيني، أنّ صفحته التي كانت تضم أكثر من مليون متابع تعرضت للحذف، عدا عن صفحات أخرى تم حذفها منذ إنشاء فيسبوك وليس بالأمر الجديد، مبيناً أنّ صفحاته على عدد من المنصات؛ اليوتيوب، والتيك توك وغيرها حذفت مباشرة إثر عرض حلقات المسلسل الجديد الذي يحاكي قضية الأسرى ومعاناتهم.

ويضيف: “حتى قناة دراما الأقصى التي كنا نبث عليها بعض المسلسلات التي تنتج محليًّا مثل بوابة السماء، الروح، وغيرها حذفت على الرغم من حصولها على ملايين المشاهدات، حيث تتخطى الحلقة الواحدة فيها حاجز المليون مشاهدة وأكثر”.

ويعتقد نسمان، أنّ انتشار الرواية الفلسطيني بهذا الشكل المتقدم والمتطور للدراما الفلسطينية المقاومة لم يرق للاحتلال الذي تفاخر باستضافته لإدارة شركات منصات التواصل الاجتماعي في “تل أبيب” قبل سنوات، وأوعز إليها بمحاربة المحتوى الفلسطيني بكل أشكاله.

ويوضح، باتت تلك المنصات تدخل بعض الخوارزميات التي تستهدف حذف صفحات وأسماء بعينها لا يمكن إعادة إنشاء حسابات بنفس عنوانها مطلقاً وذلك بدعوى”دعم الإرهاب.

ويحمل أحد أبطال مسلسل “شارة نصر جلبوع” رسالة للجمهور بدعم دراما المقاومة، مؤكّداً أن أبطال المسلسلات يدفعون ثمن هذا الأمر غير باحثين عن شهرة أو مال من خلال النشر عبر تلك المنصات.

واختتم بقوله: “نحن نمثل أدوارا فقط، ولا نطرح أنفسنا كأبطال، فهناك أبطال حقيقيون موجودين ويواجهون ظلم وجبروت الاحتلال في سجونه على مدار سنواتٍ طوال”.