السبت 04/مايو/2024

المخلفات المتفجرة.. الإرث القاتل للاحتلال في الأرض الفلسطينية

المخلفات المتفجرة.. الإرث القاتل للاحتلال في الأرض الفلسطينية

أوصى مسؤولون وحقوقيون بضرورة إيجاد آليات لإيصال المعلومات التقنية إلى الأمم المتحدة ووكالات إزالة المتفجرات الأممية من أجل تسهيل إزالة مخلفات عدوان الاحتلال.

وطالب المشاركون في ندوة نظمها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة -الاثنين- بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام، بإمداد قطاع غزة بخبراء أمميين في مجال المتفجرات وتزويده بجميع الإمكانيات والمعدات اللازمة للتعامل مع مخلفات الحرب وإتلافها.

وطالبوا بالضغط على سلطات الاحتلال للوفاء بالتزاماتها القانونية لحماية السكان المدنيين في القطاع والسماح بإدخال المعدات اللازمة في هذا المجال، وتحديد أماكن الأجسام غير المنفجرة؛ من أجل تسهيل الوصول إليها، وتقليل خطر تعرض المدنيين للأخطار الناجمة عنها.



وشارك في الندوة التي جاءت تحت عنوان “مخلفات الاحتلال غير المنفجرة وآثارها على حياة المدنيين”، نخبة من ذوي الاختصاص القانوني ومن الأجهزة الشرطية في مجال هندسة المتفجرات ومن المزارعين والصيادين؛ لكونهم من الفئات التي تتعرض باستمرار لخطر مخلفات الاحتلال غير المنفجرة.

وتناولت الندوة واقع مخلفات الاحتلال غير المنفجرة في قطاع غزة منذ عام 2008؛ لكونها تعد من الجرائم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي، حيث لا يزال خطرها يتربص بحياة المدنيين حتى بعد توقف العدوانات الاحتلالية، جراء سقوط العديد من الصواريخ والقنابل غير المنفجرة، والتي باتت تهدد آثارها العشوائية حياتهم في كل لحظة.



موضوع حساس
وأكد راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن موضوع الندوة بالغ الأهمية وحساس لما له من تأثير كبير على حياة المدنيين وخاصة بعد كل عدوان عسكري تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشار إلى أن الأمر بليغ الخطورة؛ لكونه يتعلق بقنابل ذات أحجام كبيرة وأوزان ثقيلة تصل في بعض الأحيان إلى الطن، وبعض منها قنابل فسفورية استخدمها الاحتلال في عدوانه عام 2008/2009 على قطاع غزة، ولم يتم التخلص منها حتى يومنا هذا، الأمر الذي يعدّ كارثة إنسانية تهدد حياة المدنيين حقيقيًّا.

وثمن الصوراني جهود الأجهزة الشرطية والأمنية في غزة في مجال التعامل مع مخلفات العمليات العسكرية في القطاع في حدود الإمكانيات المتاحة، سيما وأنه قد راح ضحية هذه الجهود 22 من الطواقم العاملة في مجال هندسة المتفجرات أثناء عملهم.

المعيقات والتحديات
وأشار النقيب محمد مقداد، رئيس قسم السلامة والأمن في وحدة هندسة المتفجرات، إلى أبرز المعيقات والتحديات التي يواجهونها أثناء عملهم في الميدان منذ العام 2008/ 2009 وحتى الآن.

وبيّن أن منها صعوبة وصول الفرق المتخصصة إلى أماكن وجود هذه الأجسام المتفجرة؛ لكونها تحتاج إلى أجهزة تقنية متقدمة لتحديد أماكن وجودها بدقة.

وأشار إلى نقص الطواقم المتخصصة في وحدة الهندسة معدات الحماية والوقاية من الدروع الواقية والكمامات وعربات النقل المختصة وغيرها من الأجهزة الدقيقة ذات العلاقة، منبها إلى رفض سلطات الاحتلال إدخال المعدات والآليات اللازمة لعملهم.

وتطرق مقداد أيضاً إلى أنهم بحاجة ملحّة إلى تدريب كوادرهم من خبراء دوليين مختصين، سيما وأن آخر تدريب حصلوا عليه من دائرة الأمم المتحدة للآعمال المتعلقة بالألغام (UN MASS)، كان في عام 2013.

وذكر النقيب مقداد أنه منذ العام 2010 جمعت وحدة الهندسة ما يقارب 65 قذيفة فسفورية غير منفجرة، تعومل معها بدائيا، وذلك لعدم توفر المعدات والتقنيات المتقدمة، حيث لا يزال خطر انفجار هذه القذائف قائماً حتى هذه اللحظة بسبب تفاعل الفسفور مع الحاويات وتآكلها.

تأثيرات على المدنيين
بدوره قال الرائد مشعل البلتاجي، من مكتب ديوان المظالم في الشرطة: إن هذه المخلفات تعد الإرث القاتل للاحتلال في الأرض الفلسطينية، وخطر بقائها ممتد ومستمر.

وأشار إلى أنها تؤثر على البنية التحتية والمياه الجوفية والمناطق الزراعية، وتعيق عمليات إعادة الإعمار.

وذكّر البلتاجي أن البروتوكول الخامس من اتفاقية حظر وتقييد الأسلحة التقليدية قد فرض التزاماً على الدول الأطراف المتنازعة بالتخلص من هذه المخلفات، والتنصل من هذا الالتزام يعد جريمة دولية.

مخاوف الصيادين
وفي مداخلة لزكريا بكر، ناشط في قطاع الصيد، عن المعيقات التي تواجه الصيادين في البحر أثناء عملهم، أكد أن الصيد ما قبل عام 2008 يختلف عما بعد، بسبب إلقاء قوات الاحتلال مخلفات وقنابل باستمرار داخل مياه البحر أثرت على نسبة الصيد بوضوح.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال تطلق طائرات مسيرة باتجاه قوارب الصيادين، وتطلق قنابل غاز ذات رائحة كريهة وسامة تؤثر على الصياد نفسه وعلى الثروة السمكية.

معاناة المزارعين
وأكد منذر أبو جراد، أحد المزارعين في شمال قطاع غزة، أن هناك العديد من المخاطر التي تواجه المزارعين أثناء حرث الأرض؛ ففي كثير من الأحيان صادفتهم قنابل غير منفجرة، لم يستطيعوا التعامل معها لوجود نقص ووعي لدى غالب المزارعين في كيفية التعامل معها.

وشدد على أن هذه المخلفات غير المنفجرة تعد خطراً حقيقياً يهدد حياتهم أثناء ممارسة عملهم في الزراعة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات