عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

هل دشن النقب تحالفًا جديدًا؟

د. يوسف رزقة

هل أنشأ لقاء النقب (تحالفا عربيا إسرائيليا) برعاية أميركية كما تقول مصادر إعلامية غربية وعبرية، أم أن الأمر ما زال في إطار التخطيط والتمني والتوقع؟! التفكير في تحالف إسرائيلي عربي يثير سؤال الضد والهدف، أي ضد من ينشئون هذا التحالف؟! وما الهدف؟! وهل يمكن أن يصفو الإسرائيلي للعربي، بينما هتافاتهم الدائمة الموت للعرب، وتاريخهم مشحون بكراهية العرب والمسلمين والعمل ضدهم، حتى في زمن علو المسلمين ورعايتهم لليهود وحمايتهم من القتل والاضطهاد على يد النصارى الغربيين؟!

هب أن خبر التحالف صحيح، فهل هو ضد إيران؟! فإذا كان ضدها كما توحي وسائل الإعلام العبرية، فما الذي جعل العداء مستحكما بين بعض دول التحالف البعيدة عن الخليج؟! المغرب ومصر بعيدتان جغرافيا عن الخليج وعن إيران، وليست بينهما وبين إيران قضايا صراع وخلاف على المصالح كما هو في الخليج، وهذا البعد يكفي للشك في الجهة التي قد يعمل ضدها التحالف. والشك في الأهداف المقصودة المعلنة منه.

ما ترصده العين ولا تخطئه بين أعضاء التحالف: هو التعاون الأمني، والتنسيق معا لإحباط عمليات الخصوم، لا الخصم، فخصوم أعضاء التحالف عديدون، ومنهم بحسب تصنيفهم جماعات إسلامية، وفلسطينيون، وحوثيون، وحزب الله، والجماعات الأخرى الموصوفة بالتطرف، والمتآمرون الداخليون على أنظمة الحكم من عسكريين وغير عسكريين، زائد إيران!

إن أول تصريح لأعضاء التحالف كان بعيد مائدة العشاء في النقب، حيث كانت الوجبة دسمة، عبرت عن نفسها بتصريح يستنكر عملية الخضيرة الفدائية، ويصفها بعملية إرهابية، ويعطي دولة الاحتلال تصريحا بعقوبات ضد بيئة العملية، أي ضد الوسط العربي داخل الخط الأخضر، وقد ترجمت المصادر الأمنية ذلك بالطلب من المستوى السياسي إقرار تنفيذ عملية السور الواقي (٢) في الوسط العربي، وهو طلب جاء مشفوعا بتوقعات تبعث على القلق عند التنفيذ، وتبعث على القلق إذا لم يتقرر التنفيذ؟!

وثاني تصريحات تشير لمضامين نقاشها التحالف المحتمل وهو طلب دول الخليج شراء سلاح إسرائيلي يتضمن (القبة الحديدية، وصواريخ حيتس)، وغيرها، وقد رفعت الشركات التي تلقت طلب الشراء الأمر للحكومة لإقرار الصفقة أو التحفظ عليها، وبهذا يصبح سلاح بعض الدول العربية رهن اليد الإسرائيلية، وهي يد معلوم خبثها وغدرها؟!

إن فكرة التحالف هي هدية العرب لحكومة بينيت، وهي هديتهم لدولة (إسرائيل)، وهو هديتهم لشركات صناعة السلاح الإسرائيلية؟! هذه بعض هداياهم والعرب على أبواب شهر رمضان المبارك. هذه هدايا كبيرة جدًّا تجاوزت المتوقع وقاربت الخيال، وهي هدايا ستجر هدايا أخرى للدولة العبرية، وكل ذلك بالطبع على حساب الفاتورة الفلسطينية، وتحت بعبع الخوف من إيران، ومن تقلبات المنطقة؟! الفلسطيني هو أكبر الخاسرين، وإن زعموا غير ذلك، وإيران لديها ما تقوله، وما تفعله، والفلسطيني ليس كذلك، وعين الإسرائيلي على ما تبقى من فلسطين قبل أن تكون عينه بعيدة عنها!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....