السبت 27/أبريل/2024

يوم الأرض.. ذكرى متجددة وإرادة مقاومة وقادة

يوم الأرض.. ذكرى متجددة وإرادة مقاومة وقادة

الأجواء كلها في ذكرى يوم الأرض السادسة والأربعين هذا العام مختلفة؛ فالاحتلال الصهيوني يشدد من هجمته وعدوانه على الأرض والإنسان في جميع رقعة فلسطين التاريخية، والصراع يشتد بصورة غير مسبوقة.

وتأتي ذكرى يوم الأرض عام 2022 مع عودة عمليات المقاومة الشعبية للداخل المحتل في أرض 48 من النقب حتى شمال فلسطين والضفة المحتلة في حين ترقد غزة المحاصرة على صفيح ساخن.

ويحيي الفلسطينيون كل عام ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار، بعد حادثة شهيرة وقعت عام 1976م حين جرت أول مواجهة مباشرة بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال “الإسرائيلي” كان نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين و49 جريحًا ونحو 300 معتقل.

وتأتي مناسبة ذكرى يوم الأرض هذا العام بعد تحول إستراتيجي كبير في الصراع بدأت تداعياته تظهر منذ معركة سيف القدس في مايو 2021م وتجدد شعور الفلسطيني بوحدة المصير.

مناسبة متجددة

دأب الفلسطينيون في مناسبة يوم الأرض كل عام على تنظيم فعاليات واحتجاجات جماهيرية في غزة والضفة والداخل المحتل تجدد في الذاكرة صراع الفلسطيني مع الاحتلال لكن أجواء وواقع المناسبة الآن يأتي وسط هجمة “إسرائيلية” متصاعدة.

ويؤكد جمال عمرو، الخبير في شؤون الاستيطان والقدس، أن تحولات عميقة ظهرت بعد معركة سيف القدس باتت تلقي بظلالها على مناسبة يوم الأرض والمشهد الفلسطيني عامةً.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تحول وجداني عميق لمكانة أرض ومقدسات فلسطين، وكل فلسطين أرض مقدسة وتذوق الفلسطيني أهمية القدسية بعد تذوقهم النصر على الاحتلال في سيف القدس”.

ويقرأ المراقبون للمشهد السياسي والأمني في كيان الاحتلال ما جرى في سيف القدس بشكل بات فيه الصراع في مرحلة يهدد الوجود “الإسرائيلي” في مستقبل دولته بعد توحّد أغلب الفلسطينيين كافة في كل مكان خلف مصيرهم المشترك.

لم تكن معركة سيف القدس معركة عادية، واليوم حين نتحدث عن الأرض الفلسطينية كإحدى ركائز الصراع مارس فيها الفلسطيني -كما يقول المحلل عمرو- “العمل بندّيّة مع احتلال تفوّق عليه في الأدوات القتالية ولم يتقدم على قوة إرادته”.

ويشير أحمد رفيق عوض، المحلل السياسي، أن المختلف في مناسبة يوم الأرض عام 2022م أنها جاءت بعد أقل من عام على سيف القدس حدثا عظيما جدد الأمل لدى الفلسطيني باستعادة حقه في الأرض.

ويتابع  لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك شراسة إسرائيلية في العدوان المتواصل في كل فلسطين المحتلة، لكن هناك الفلسطيني أثبت نفسه في الميدان، وهناك تحولات في السياسة المحلية والدولية تعيد تعريف نوع المحتل”.

ترقد جبهات فلسطين داخل حدودها على جبهات ساخنة بدءًا من غزة المحاصرة حتى الضفة المحتلة، التي ترسف تحت طائلة التهويد والاستيطان، وصولاً لأرض 48 التي تشهد تكرار عمليات مقاومة فدائية وشعبية متصاعدة.

الاستعداد للانتصار

أمام هيمنة اليمين “الإسرائيلي” على المشهد السياسي والأمني في الكيان منذ عقدين تعمل مؤسسات الاحتلال وفق معادلة “ما لم ينجز بالقوة ينجز بيمين القوة”، وهذا صبّ البنزين على نار العدوان في الميدان.

مظاهر العمليات المقاومة من جنوب فلسطين في النقب وبئر السبع وصولاً إلى المثلث وشمال فلسطين تتناغم مع ساحة الضفة المحتلة وغزة وتترجم أن الفلسطيني هويته واحدة، وصراعه على الأرض واحد في فلسطين التاريخية.



ويرى المحلل عمرو أن مناسبة يوم الأرض عام 2022م تأتي للدفاع عن الأرض والوجود الفلسطيني بإمكانات متواضعة وسط شعور عام وعارم بفشل مشروع التسوية.

القناعة الفلسطينية الآن باتت أكثر قرباً من أن رقعة فلسطين لا تتسع سوى لشعب واحد هو الفلسطيني صاحب الهوية والحق والتاريخ في هذه الأرض، وأن المشروع الصهيوني المدعوم خارجياً صاحب الاحتلال المتطوّر راحل لا محالة.

ويرجح المحلل عمرو اشتداد ساحة المقاومة في فلسطين التاريخية جميعها، وأن نارًا تحت الرماد بدأت تشتعل على الأرض الفلسطينية كلها، وأن قمم النقب وشرم الشيخ وتطبيع العرب مع الاحتلال لن يحرف بوصلة الصراع على الأرض.

ويؤكد المحلل عوض أن ذكرى يوم الأرض عام 2022م تأتي ولدى الفلسطيني وعي أكبر ورغبة أعلى في التحرير، وأن الواقع تغير رغم عدم وجود مرجعية سياسية موحدة وجامعة للفلسطينيين.

ورغم تشتت المشهد السياسي الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام وتباين الرؤي السياسية في فلسطين إلا أن الثوابت الكبرى بقيت خطوطاً حمراء لم تتغير، ولا يزال منحنى النضال الفلسطيني يتنفس فوق الأرض المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...