السبت 27/أبريل/2024

مرداوي: هذا الوقت الأنسب لتدويل قضية الأسرى عالميًّا

مرداوي: هذا الوقت الأنسب لتدويل قضية الأسرى عالميًّا

أكّد الأسير المحرر والقيادي في حركة حماس محمود مرداوي، أنّ هذا الوقت هو الأنسب لتفعيل وتدويل قضية الأسرى عالميًّا وقال: “لا يجوز للعالم أن يكيل بمكيالين وأن يتعامل بإزداوجية مع قضايا الشعب الفلسطيني، وخاصة قضية الأسرى”.

وأوضح مرداوي في حوارٍ خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ عامل الوقت مهم جدًّا في ظل ترقب العالم لما يجري، مضيفاً أنه “آن الأوان للاحتلال الإسرائيلي أن يدفع تكاليف ادعائه بأنه جزء من المجتمع الدولي الإنساني، في ظل إجراءاته القمعية ضد الأسرى في سجون الاحتلال”.

وشدد القيادي في حماس، أنّ الكل الفلسطيني مطالب بأن يدير المعركة بكل حكمة وقوة واقتدار، وعدم ترك الأسرى في معركتهم مع إدارات السجون الصهيونية، مطالباً بضرورة انصهار الكل الفلسطيني في خدمة هذا الملف، مبيناً أنّ حشد الطاقات في خدمة هذا الملف على كل الصعد يمكن أن تحقق إنجازات كبيرة خلال الفترة القليلة القادمة.

ماذا يجري في السجون ؟

وقال مرداوي، وهو باحث مختص في شؤون الأسرى: إنّ “ما يجري في السجون خطير جدًّا، ومديرية السجون تمثل العصا الغليظة لحكومة الاحتلال، والمؤسسات الأمنية تنقض على منجزات الأسرى وتنكل بهم، وتنفذ إجراءات بدعوى الأمن ومنع تكرار عملية جلبوع بما يشمل مئات الأسرى القدامى، ونقلهم بين حينٍ وآخر من سجن إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى”.

وأوضح المحرر مرداوي، أنّ إدارة السجون تتعامل مع الأسرى الفلسطينيين بمصطلح “سقاف” يعني احتمال الهروب عالٍ جدًّا، أو احتمال الضرب عالٍ جدًّا، وهو مختصر يحمل المعنيين، ويضيف: “بناء عليه يعزل الأسرى، ومن ثم يمدد لهم دون أي معايير إلا إذلالهم وقهرهم، وبخاصة الأسرى الإداريين، وهم بالمئات، لا يعرف جلّهم متى سيفرج عنه”.

وتابع: “عدا عن الإهمال الطبي بحق المرضى، حيث إنّ السنوات الأخيرة شهدت استشهاد أسرى داخل السجون بشكل واسع قياساً مع الماضي، وبالتالي هذا استوجب خطوة من الحركة الأسيرة في هذا السياق”.

وطالب مرداوي، بضرورة الوقوف إلى جانب قضية الأسرى ومعركتهم المستمرة مع إدارات السجون الصهيونية، وقال: “لا يعقل أن تبقى الحركة الأسيرة تتحمل أعباء نضالها، حتى بعد ما قامت بواجبات ومهمات دفاعا عن شعبنا، فلولا معاناة أبناء شعبنا من الأسرى والجرحى وأهالي الشهداء، ومن تهدم منازلهم، لما علم العالم أن الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال، وأن هذا الاحتلال مجرم وقمعي ومرفوض من صاحب الحق في الأرض والوطن”.

وأكّد القيادي في حماس، أنّه دون المقاومة تغيب هوية الشعب المحتل، وتغيب الأحقية ومبرر العمل الدولي والدبلوماسي والسياسي والإنساني، بالتالي هذا الدور الذي قدمه الأسرى ولا يزالون يقدمونه دفاعا عن حقهم وحياتهم الكريمة، وعن حقهم في الحرية، ينبغي ألا يقتصر عليهم فقط، وكان الأوجب أن يكون من خارج السجون.

دور السفارات

وشدد مرداوي، على ضرورة قيام السفارات الفلسطينية بدورها في شتى أنحاء العالم، وطالب ببدء العمل الفوري والعاجل لنقل وتدويل ونشر قضية الأسرى في العالم.

وأضاف: “ضروي النظر إلى ما يجري في أوكرانيا من تضامن دولي وأوروبي واسع جدًّا، هذا يضع على الطاولة الإنسانية في المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية كلها قضية الأسرى، ويضعهم أمام مسئوليتهم أنّ الكيل بمكيالين، والازدواجية في التعامل، خطير جدًّا”.

وأشار مرداوي إلى ضرورة أن يدرك العالم التباكي “الإسرائيلي” الكاذب على ما يجري في أوكرانيا من هدر للدم، وهو ينتهك بالجملة حقوق الإنسان في فلسطين ويشرد آلاف الفلسطينيين، ويحرم جزءا كبيرا منهم من أبسط حقوقهم المعيشية.

كما طالب القيادي الفلسطيني، بضرورة تحرك الكل الفلسطيني من أحزاب ومنظمات وجمعيات، والقيام بدور وحراك دولي ودبلوماسي وقانوني مهم على مستوى العالم، وتحشيد وتحريض كل الطاقات لنصرة قضايا الشعب الفلسطيني.

ثمار المعركة

وحول ثمار معركة الأسرى في سجون الاحتلال، أكد الأسير المحرر أنَّ الأسرى سيحققون منجزات كبيرة؛ أولها ردع مديرية السجون، وإعادة الأمور إلى نصابها.

وقال مرداوي: “الثمار ستكون كبيرة، والظرف والتوقيت مهم جدًّا ومناسب، على أن يتم التفاعل بسرعة، وأن ينهض هذا المشروع بطاقة عالية فوراً حتى لا نحرق أوقاتا كبيرة، والإعلام لا يتناقل ما يجري، وحتى يقصّر من أمد هذا الإضراب ويفرض على العدو الاستجابة والتراجع عن أداوته وقراراته وقمعه بحق الأسرى”.

وكشف القيادي في حماس، أنّ هذا يمكن أن يعجل في عقد صفقة لتبادل الأسرى، مبيناً أنه في ظل ما يجري في أوكرانيا، تكون طاقة الاحتلال في تحمل الضغط أقل من أي فترة أخرى.

وقال: “نحن نريد أن تعود قضية الأسرى إلى الواجهة على اعتبار أنّها ملف إنساني بالدرجة الأولى، مبيناً أنّ وجود أسرى للاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية ليس هدفا بحد ذاته، بل وسيلة، مرتبطة بوجود أسرى فلسطينيين لدى الاحتلال”.

وزاد: “الحالة الإنسانية لا تقدر بأوزان وأعداد، وإنما هي حالة واحدة، لذا يجب أن يتحرك المجتمع الدولي، حتى لا يجد نفسه عارياً أمام ازدواجية المشهد الإنساني، بين تفاعله حول ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، وصمته عما يرتكبه الاحتلال من جرائم وانتهاكات بحق الأسرى خصوصا، والشعب الفلسطيني عموما”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات