عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

الأسير سفيان جمجوم.. 33 عامًا من المعاناة بين سجون الاحتلال والسلطة

الأسير سفيان جمجوم.. 33 عامًا من المعاناة بين سجون الاحتلال والسلطة

“بِدْنا اياه.. بدنا اياه”.. بهذه الكلمات كان ينادي الطفل حسام الدين، نجل الأسير سفيان جمجوم على قوات الاحتلال، مطالباً بإرجاع والده المعتقل قبل يومين، بعد اقتحام منزلهم في منطقة الحاووز بمدينة الخليل، جنوب الضفة.

وقالت والدة حسام، سناء جمجوم: إن “اعتقال زوجي أمس الأول؛ جاء في يوم احتفالنا بالعيد الثامن لميلاد أحد أبنائنا”.

وأضافت لـ”قدس برس”: “نِصفُ مدّة زواجنا أمضاها سفيان بين اعتقالات الاحتلال واعتقالات أجهزة السلطة الفلسطينية”.

وأوضحت أن “أول اعتقال كان لسفيان في الانتفاضة الأولى عام 1989، تلاه اعتقال آخر في 1991، واعتقل بعدها في 1992، وحكم 13 عاما بعد مشاركته في تشكيل أول خلية عسكرية لكتائب عز الدين القسام في محافظة الخليل، وهي التي أسسها الشهيد عماد عقل، حيث رافقه لمدّة قبل عودته إلى قطاع غزة”.

وتابعت سناء: “لم تكد تتوقف اعتقالات سفيان من الاحتلال؛ لتبدأ السلطة في الخليل بملاحقته واعتقاله، بالإضافة لتعرض منزل عائلته لإطلاق نار عام 2007 من مسلحين محسوبين على حركة فتح”.

وقالت: إن سفيان اعتقل بعد زواجهما بتسعة أشهر، وكانت حاملا بطفلتهما الأولى “بسنت”، حيث أنجبتها وهو معتقل بين سجون الاحتلال والسلطة عام 2006.

وأردفت سناء: “أنجبت طفلتنا الثانية (بانا) في اليوم الـ70 من اعتقال زوجي لدى جهاز الأمن الوقائي، وقد تعرض لتعذيب شديد حينها، وقطعت السلطة بعد الإفراج عنه راتبه أسيرًا في 2007، والذي كفله له القانون الفلسطيني، حيث إنه أمضى أكثر من خمس سنوات في سجون الاحتلال”.

وزادت: “عندما أنجبت حسام الدين؛ كان سفيان معتقلا لدى الاحتلال عام 2009، والوحيد الذي أنجبته وزوجي بيننا هو عز الدين”.

وعن لحظات اعتقال سفيان جمجوم الأخير، قالت سناء: “لأنه لم يُعتقل منذ أكثر من ست سنوات؛ فإن أطفالي أصبحوا أكثر وعيا وتعلقا به، فقد حضنته (بسنت) الصغيرة عند اعتقاله ورفضت تركه، أما حسام الدين وعز الدين فقد تمسكا بقدميه، ورفضا أن يتحرك من مكانه، وبانا بقيت واقفة مصدومة من المشهد”.

وأشارت إلى أن “أطفالها عاشوا بإدراك تام لأول مرة صدمة الاعتقال، ولم يخرجوا منها حتى الآن”.

وأضافت: “عز الدين ينادي على والده في البيت على أمل أن يستجيب له، في حين حسام يرفض النوم ويبقى يصرخ في العتمة: بابا بابا”.

وختمت سناء حديثها لـ”قدس برس” بالدعاء على من “تسبب بسجن زوجها”، راجية “من الله أن يشفي غليل أسرتها بعقابه.

يذكر أن الأسير سفيان جمجوم، خاض عدة اعتصامات وإضرابات مفتوحة عن الطعام وسط مدينة رام الله؛ للمطالبة بعودة راتبه الذي قطعته السلطة الفلسطينية، ورغم الوعود الكثيرة لم تتم إعادته.

ويعد جمجوم ناشطا في الحركات الرافضة لغلاء الأسعار، ومن أصدقاء الناشط السياسي نزار بنات، الذي اغتالته السلطة الفلسطينية في 24 حزيران/يونيو 2021.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات