الأحد 05/مايو/2024

هل سينجح لقاء الشيخ -يسرائيلي في الحد من تصعيد الضفة؟

ناصر ناصر

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت 08/03/2022 أن لقاءً مفاجئاً قد تمّ في رام الله في تاريخ 7/3 بين حسين الشيخ أحد كبار قادة فتح والسلطة الفلسطينية وبين رئيس مكتب وزير الحرب الاسرائيلي معيان يسرائيلي، وذلك في سياق تناول الصحيفة لسلسلة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية والتي بدأت الأربعاء الماضي بطعن مستوطن في حزما، ثم الخميس طعن آخر في حزما أيضاً ثم الأحد طعن جندي في البلدة القديمة في القدس، تلتها عملية أخرى أمس الاثنين للشهيد عبد الرحمن علي من الجلزون والذي طعن جنديين من جنود الاحتلال في البلدة القديمة في القدس، فهل سينجح لقاء الشيخ-يسرائيلي في كبح موجة العمليات التي تتوقع “إسرائيل” تزايدها في الضفة الغربية بسبب شهر رمضان ويوم النكبة – التطهير العرقي وعيد الفصح لليهود.

من الممكن القول إن الهدف الرئيس للقاء الشيخ-يسرائيلي في رام الله أمس كان تعزيز المعادلة الأمنية الوضيعة بين الاحتلال الاسرائيلي وأجهزة أمن السلطة والقائمة على بذل السلطة المزيد من الجهود والملاحقات للنشطاء الفلسطينيين الوطنيين على كافة الأصعدة، ومنها العمليات وإبداء الرأي على صفحات التواصل الاجتماعي وملاحقات سياسية واجتماعية لكل نشيط يرفض معادلة التعاون الأمني، وفي المقابل تقوم “إسرائيل” بمنح قادة السلطة المزيد من التسهيلات الشكلية أو الحياتية الأساسية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية دون أي تطرق لموضوع إنهاء الاحتلال أو أي قضايا سياسية أخرى، وقد يكون غضب الفلسطينيين على هذه المعادلة الوضيعة سبباً إضافيًّا في دفع شبان فلسطينيين لطعن واستهداف المزيد من جنود الاحتلال الغاشم.

تتجنب دعاية دولة الاحتلال الإشارة للأسباب الحقيقية لقيام هؤلاء الشبان بمثل هذه العمليات وهو استمرار سياساتها القمعية في الاستيطان وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية والوطنية وتتذرع بذرائع تعتقد أنها مريحة لها في الرأي العام كاتهامها لحماس بالمسؤولية عن خطط لإشعال الضفة الغربية ضد الاحتلال، وهل حماس إلا حركة مقاومة وطنية شرعية ضد الظلم والقهر والاحتلال؟

أم أن اتهام حماس الإسلامية يعزز الوهم والخدعة الإسرائيلية المكشوفة بأن مقاومة الفلسطينيين هي أيدلوجية إسلامية متطرفة ترفض كل ما هو يهودي في المنطقة والعالم، وذلك بالتغطية على ما بدا مكشوفاً شيئاً فشيئاً من أن “إسرائيل” هي مشروع صهيوني استعماري إحلالي لا يرضى في الحلول الوسط واستخدم دوماً الكذب والتضليل والإبادة الجماعية لتحقيق أهدافه اللامشروعة.

 قد يكون اتهام المصادر الإسرائيلية لحماس بالمسؤولية عن إشعال الضفة هو أيضاً كلمة حقً يراد بها باطل، فحماس لا تخفى بل وتفاخر وتعتز وذلك على لسان كل قادتها والناطقين باسمها من محاولاتها الحثيثة لتعزيز صمود ومقاومة الفلسطينيين في الضفة وغزة وأماكن تواجدهم كافة، كما أن هذا الاتهام “العزيز” قد يدعم في وجهة نظر الاحتلال التحالف المشؤوم بين خصوم حماس السياسيين في السلطة الفلسطينية وبين من يحتل حماس وفتح وكل الشعب الفلسطيني وهو “إسرائيل”، ومع ذلك فإن استمرار مقاومة الفلسطينيين في الضفة الغربية على وجه الخصوص تُظهر وتثبت فشل هذا التحالف في القضاء على المقاومة رغم نجاحاته الملموسة في بعض الأحيان في ملاحقة واعتقال والحد من فعالية نشطاء الضفة الغربية والمسألة نسبية بالتأكيد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات