الجمعة 03/مايو/2024

شاميل سلطانوف.. مفكر إسلامي روسي أحب فلسطين وناصر مقاومتها

شاميل سلطانوف.. مفكر إسلامي روسي أحب فلسطين وناصر مقاومتها

توفي قبل يومين، الفيلسوف والمفكر والعالم الإسلامي الروسي الكبير شاميل زاهدوفيتش سلطانوف (69 عامًا)، إثر جلطة دماغية مفاجئة في مسقط رأسه في موسكو العاصمة، بعد ساعات على كتابة آخر مقالاته، وهو الذي لا تخلو مقالاته من الدفاع عن الإسلام واستشراف المستقبل السياسي للأمة الإسلامية.

من هو سلطانوف؟

الباحث المختص في الشأن الروسي علي البغدادي، تحدث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن المفكر الإسلامي الكبير، مبينًا أنّ الرجل عاش ومات على مبدأ ومنهج سياسي واضح؛ حيث كان متخصصًا في العلوم التاريخية والعلاقات الإنسانية والدراسات الإسلامية.

وأشار البغدادي إلى أنّ الدكتور سلطانوف مفكر مسلم من أصل تتري، ولد في 16 مايو 1952 في أنديجان (أوزبكستان الاشتراكية السوفياتية) من أسرة مسلمة من تتار حوض الفولغا، لكنه انتقل للدراسة والعمل في موسكو وعاش فيها، وكان من المتميزين المبدعين في فلسفة السياسة وعلومها تحليلًا وتقديرًا.

كان سلطانوف أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في موسكو -وفق البغدادي-؛ حيث كان أحد مؤسسي حزب النهضة الإسلامي، ويحمل فكرًا إسلاميًّا وسطيًّا، وكان صاحب رؤية فلسفية يكتب المقالات ويحاضر عن الإسلام، وكان له نظرات في تفسير القرآن الكريم، بالإضافة إلى عمله السياسي.

حياته السياسية

وأوضح الباحث في الشأن الروسي لمراسلنا، أنّ سلطانوف شارك في انتخابات البرلمان الروسي “الدوما” في عام 2004، ضمن قائمة حزبية، وفاز فيها وأصبح عضوًا في البرلمان؛ حيث شكل مجموعة برلمانية باسم “روسيا والعالم الإسلامي- حوار إستراتيجي”، وقد كان أحد المدافعين عن هذا المبدأ، وأصبح يجول العالم الإسلامي، ويقنع السياسيين في العالم وفي روسيا بأهمية العلاقة بين الطرفين.

وفي عام 2005 أسس الراحل سلطانوف مركز دراسات باسم روسيا والعالم الإسلامي، وكان من المتفانين في خدمة الإسلام، والدفاع عن فلسطين ومناصرة شعبها، وعمل في معهد العلاقات الدولية (MGIMO)، ثم في مراكز دراسات تتبع الخارجية الروسية، وفي بدايات تكوين حزب النهضة الإسلامي في الاتحاد السوفييتي، عمل على تقديم المشورة لقيادة الحزب.

وكتب مئات المقالات السياسية والفلسفية والفكرية التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات أهمها جريدة زافترا وايزبورغسكي، وواصل تقديم المشورة السياسية للمسؤولين حول أهمية التقاء روسيا والعالم الإسلامي.

نصرة فلسطين

يقول البغدادي: “كان سلطانوف مناصرًا قويًّا لقضية فلسطين في داخل روسيا ومدافعًا صلبًا عنها في البرلمان وفي محاضراته ومواقفه، وقد زار دمشق، وكان له علاقة مع حركة حماس؛ حيث زار رئيس مكتبها السياسي في حينه خالد مشعل، وكان على علاقة مستمرة مع حماس، ويشير عليهم في الموضوع السياسي”.

ويوضح الباحث في الشأن الروسي أنّ سلطانوف زار قطاع غزة مع القوافل التي كانت تسير لكسر الحصار، وكان دائمًا بما يتعلق بالداخل الروسي صاحب موقف مناهض للصهيونية ومدافعًا عن فلسطين، وكان صوته عاليًا في الإعلام والمجال السياسي.

صديق سلطانوف المقرب، ألكسندر بروخانوف، كتب مقالةً يرثي فيها صديقه الفيلسوف الذي رحل فجأة، قال فيها: “لقد ذهب شاميل الرائع الذي لا يُضاهَى، صديقي، صديق الكثيرين، الذي تردد صدى موته بفراغ رهيب، كنت معه لأربعين عامًا، ورأيت طريقه – طريق الصعود المستمر، وسار في الطريق الذي سار فيه الصالحون والحكماء والزاهدون”.

وأضاف: “سنفتقده! هل تتذكر يا شامل كيف ركعنا في المسجد الأموي بدمشق؟.. أنت على سجادة صلاة، وأنا أمام الكنيسة؛ حيث كان يجلس رأس يوحنا المعمدان، هل تتذكر كيف وجدنا أنفسنا في قطاع غزة ليلاً في موقع المقاومة الفلسطينية، وأنت واقف عند مدفع هاون، ترفع بقبضتك، هاتفين: “الله أكبر” إلى السماء؟ (..) هل تتذكر كيف تعانقنا في قطر مع صديقنا زعيم حماس خالد مشعل نناقش نتائج الانتفاضة؟، أنت شجاع، نبيل، مؤمن”.

حماس تنعاه

بدورها؛ نعت حركة “حماس” إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وأمّتنا العربية والإسلامية، المفكر السياسي سلطانوف، الذي وافته المنية الجمعة الماضي، بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع والتميّز في خدمة الإسلام، والدفاع عن قضايا الأمَّة الإسلامية، وفي مقدّمتها التضامن مع فلسطين ومناصرة شعبها، والدّفاع عن حقوقه المشروعة.

وقالت حماس: “إن الدكتور شاميل كان صديقًا عزيزًا ومقرّبًا للشعب الفلسطيني، محبًّا لفلسطين، ومستشارًا مؤتمنًا لقضيتها، ومتابعًا لنضال شعبنا، ومواكباً لمسيرته في الحفاظ على ثوابته وهُويته ومقدساته، ومضى إلى ربّه، وهو  على الدَّرب ذاته، وفقدنا بوفاته أخًا عزيزًا، ومناصرًا  كبيرًا، ومستشارًا أمينًا، داعيةً الله تعالى أن يكتب له الأجر، ويجزل له العطاء، وأن يعوّض الأمَّة فيه خيرًا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...