السبت 27/أبريل/2024

ساري عرابي: توقعات بنتائج مدوية وانزياح شعبيّ عن حركة فتح

ساري عرابي: توقعات بنتائج مدوية وانزياح شعبيّ عن حركة فتح

قال الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي: إن النتائج المتوقعة للانتخابات في مرحلتها الثانية، ستكون “مدوية” كثيرًا عمّا كانت عليه في المرحلة الأولى، متوقعاً انزياحاً شعبياً عن حركة فتح.

وذكر، في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن “انزياح الجماهير الفلسطينية عن حركة فتح مؤشر خطير بالنسبة لها؛ لأنها تملك فرصة أكبر من غيرها للتمدد داخل المجتمع الأهلي”.

ويرى أنه بعد تأسيس السلطة لم تعد حركة فتح محظورة عند الاحتلال، ما يتيح لها قدرة أكبر على التغلغل والتمدد داخل المجتمع بخلاف القوى السياسية الأخرى المحظورة والملاحقة من الاحتلال.

رغبة عارمة في التغيير
وأكد أن لدى الشعب الفلسطيني رغبة عارمة في تغيير الواقع الحالي بأي طريقة انتخابية، رغم الرغبات السياسية التي يسعى إلى تحقيقها حزب السلطة الممثل بـ”حركة فتح” في الضفة الغربية.

وبيّن “عرابي” أن لدى الفلسطينيين رغبة لتغيير هذا الواقع على الأقل على المستوى البلدي والمحلي من خلال المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية التي ستجرى في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن الدافع الكبير جاء بسبب وجود ضيق من السلطة وسياساتها.

وقال: إن حركة فتح وهي “حزب السلطة” تعاني إلى حد كبير، خاصة من قدرتها على تشكيل قائمة انتخابية واحدة، مقنعة للجماهير في كل المناطق.

ويرى أن السلطة أمام خيارات صعبة؛ لأن “المضي في هذه الانتخابات في حال كانت الانتخابات نزيهة قد يسفر عنها نتائج ذات دلالات سياسية غير مرغوبة لدى السلطة وقيادتها”.

وأكد أن إلغاء الانتخابات أيضا محرج للسلطة؛ لأن السلطة تريد أن تقول للعديد من القوى الدولية التي تدعمها تحديداً القوى الأوروبية إن هناك انتخابات، وهناك حياة سياسية في الضفة الغربية.

وقال: إن السلطة بعدما ألغت الانتخابات العامة مضطرة للقول بوجود انتخابات وملء الفراغ والحياة السياسية بانتخابات بلدية، وبالتالي أعتقد أن السلطة محرجة إلى حد كبير سواء مضت هذه الانتخابات بنزاهة أو ألغيت هذه الانتخابات.

ويرى “عرابي” في ترشح قوائم شبابية مدعومة من أحزاب معارضة للسلطة أو مبادرات فردية، دليلاً على استمرار الحيوية في الحياة الفلسطينية، والرغبة في العمل، وتأكيداً على وجود من يمتلكون طموحات سياسية ورغبة بالخدمة وتغيير الواقع الحالي.

وقال: “الشعب الفلسطيني ما يزال شعباً حياً وحيوياً وما يزال هناك قطاعات راغبة في العمل”، مبيناً أن ذلك دليل على أن سياسات السلطة والاحتلال لم تقتل حيوية الشعب الفلسطيني وروح العمل والتطوع لدى الفلسطينيين.

وأكد أن وجود تلك المبادرات ودعمها بطريقة غير مباشرة من الفصائل الفلسطينية تشير إلى أنها لا تريد إعطاء المشروعية السياسية لهذه الانتخابات؛ “لكون السلطة قررت فيها منفردةً”.

وقال “عرابي” لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الفصائل ترى أن من مصلحتها دمج أبنائها وشبابها وكوادرها وقواعدها وعناصرها في المجتمعات الأهلية، والبحث عن دور وفرصة ومجال للعمل  محليا وخدميا، وأعتقد أن هذا تفكير جيد”.

المطلوب أكبر بكثير
ويرى “عرابي” أن المطلوب للتصويب في المرحلة الحالية فلسطينيا أكبر بكثير من انتخابات محلية، وقال: إن الانتخابات المحلية غير قادرة على تصويب المرحلة، وهي من شأنها أن تعطي مؤشراً سياسياً على شعبية القوى السياسية في الساحة الفلسطينية.

وبيّن أن الانتخابات المحلية من شأنها أن تخلق نوعا من المساحات ولو كانت محدودة للعديد من القوى، من أجل محاولة عمل شيء داخل المجتمع الأهلي الفلسطيني، مستدركاً بالقول: إن المرحلة الفلسطينية الحالية أكبر بكثير من الظروف واحتياجات المجتمع الأهلي.

وزاد بالقول: “نتحدث عن ظروف سياسية ووطنية ونضالية واقتصادية واجتماعية ضخمة تحتاجها المرحلة، وهو شيء كبير، والمرحلة تحتاج إلى عمل على الصعيد النضالي والكفاحي، وتحتاج عملا على الصعيد السياسي”.

وأكد أن خطوة الانتخابات البلدية تبقى خطوة محدودة، ومهما كان ضرورياً المشاركة والانخراط فيها، لكنها تبقى محدودة وغير كافية لتصويب المرحلة الحالية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات