الأربعاء 08/مايو/2024

تقرير سنوي يرصد انتهاكات الاحتلال بالقدس خلال 2021

تقرير سنوي يرصد انتهاكات الاحتلال بالقدس خلال 2021

استعرضت مؤسسة “أوروبيون لأجل القدس”، في مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، من داخل مقر البرلمان الإيطالي في روما، تفاصيل تقريرها السنوي، الذي تناول انتهاكات حقوق الإنسان التي اقترفتها دولة الاحتلال في القدس خلال عام 2021.

وشارك في المؤتمر الصحفي، محمد حنون رئيس “أوروبيون لأجل القدس”، وعضوا البرلمان الإيطالي Michele piras وNicola frattoianni، والصحفية الإيطالية Romana Rubeo.

وأعلن البرلماني نيكولا فراتوياني تبني مبادرة لزيارة وفد برلماني إيطالي مدينة القدس والاطلاع على الوضع الميداني والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق المدنيين، من أجل رفع تقرير للحكومة الإيطالية للدفاع عن حقوق المدنيين.

بدورها استعرضت الصحفية رومانا روبيو حصاد الانتهاكات الواردة في التقرير، وتحدثت عن التطهير العرقي في مدينة القدس، واستعرضت تفاصيل الانتهاكات، وأكدت أن التطهير عملية مستمرة يدفع ثمنها المدنيون الفلسطينيون جراء اعتداءات الاحتلال وعنف المستوطنين.

من جهته، تحدث محمد حنون رئيس “أوروبيون لأجل القدس”، عن سياسات التهويد والاستيطان متعددة الأشكال في مدينة القدس، لتغيير هوية المدينة وطابعها.

وجدد موقف المؤسسة المستند لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بأن مدينة القدس هي مدينة محتلة، وما تقترفه دولة الاحتلال فيها يشكل انتهاكات جسيمة لمواثيق حقوق الإنسان.

وحذرت المؤسسة من الخطط الإسرائيلية الساعية لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى، وتغيير الأمر الواقع للأسوأ، وهي أمور تنذر بتفجر موجات جديدة من الصراع والعنف.

كما نبه حنون إلى خطورة سياسات الاحتلال الرامية لعمليات تهجير جماعية في أحياء عديدة بالقدس المحتلة خلال العام 2022 استكمالاً لما حدث العام الماضي وما سبق حيث نفذت عشرات عمليات الهدم لمصلحة تنفيذ مشاريع استيطانية وتغيير الطابع الديمغرافي في المدينة.

ودعا الأمم المتحدة وعموم المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي إلى تحمل مسؤولياتهم في وقف انتهاك الاحتلال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته وحماية الفلسطينيين.

وكشف تقرير شامل حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس خلال عام 2021، أعدته أوروبيون لأجل القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي اقترف 11279 انتهاكًا مركبًا، هدفت جميعها لتكريس التهويد والاستيطان في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة تقليص الوجود الفلسطيني الإسلامي في المدينة.

وأكد التقرير الذي جاء تحت عنوان “القدس 2021.. التهويد يفجّر المواجهة” أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسات ترتكز على التمييز العنصري وترقى إلى التطهير العرقي للإحكام سيطرته على المدينة المحتلة وتغيير هويتها وطابعها.

وأشار التقرير إلى أن منطقة باب العامود والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، كانت مسرح الأحداث الأكثر سخونة بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، وهو ما جوبه بصمود ومواجهة مقدسية، سرعان ما فجّر مواجهة عسكرية مع قطاع غزة وشبه انتفاضة في الضفة الغربية؛ في رسالة بدت حاسمة أن القدس والمسجد الأقصى هما عنوان التفجير والهدوء في المنطقة.

ووثق التقرير قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 فلسطينيًّا، منهم 3 نساء وطفلان في مدينة القدس المحتلة، خلال عام 2021، كان من الشهداء 2 قتلوا برصاص مستوطنين.

وجاءت عمليات القتل بزيادة 100% عن العام السابق، الذي شهد استشهاد 7 مواطنين. وغلب على عمليات القتل الإعدام الميداني، والدعوى الدائمة الاشتباه بنية هؤلاء تنفيذ عملية ضد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، رغم أنه في كل الأحوال يكون بالإمكان السيطرة على الضحايا دون قتلهم. 

ورصد التقرير (1783) إصابة ضمنهم نساء وأطفال قاصرون، جميعهم أصيبوا برصاص أو قنابل مباشرة، فضلا عن إصابة العشرات بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال.

وجاء عدد الإصابات بزيادة بنسبة 1973% عن العام السابق الذي سجل فيه 86 إصابة فقط. وجاءت أغلب الإصابات في مايو، حيث أصيب 1256 مواطنًا، وشهدت مدن وأحياء القدس اندلاع مواجهات قوية مع الاحتلال خلال محاولته فرض وقائع جديدة في منطقة باب العامود المؤدية للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، ومحاولة التهجير الجماعي للمقدسيين في حي الشيخ جراح وسلوان.

ورصد التقرير (908) عملية إطلاق نار من قوات الاحتلال في أرجاء القدس خلال عام 2021، وجاءت بزيادة كبيرة عن عام 2020 الذي شهد 543 عملية إطلاق نار ونقطة مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

كما وثق التقرير (984) حالة تعرض فيها شبان وأطفال لعمليات تعذيب وضرب، بما يخالف قواعد القانون الدولي التي تحظر التعذيب. 

ورصد التقرير أكثر من 2422 عملية اقتحام ومداهمة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي للأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، تخللها 2541 حالة اعتقال.

وقد جاءت الاقتحامات بزيادة بنسبة 67.6% عن العام السابق الذي شهد 1445 عملية اقتحام ومداهمة، علمًا أن بعض الشخصيات تكرر اعتقالها عدة مرات.

وحول عمليات الهدم، أظهرت المعطيات التي جمعها التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت 276 عملية هدم في عام 2021، جاء الأعلى منها في أغسطس/آب بواقع 55 عملية هدم.

وكان لافتًا أن مايو لم يشهد أي عملية هدم، وهو الشهر الذي شهد انتفاضة مقدسية واندلاع جولة مواجهة عسكرية مع غزة رفضًا لمحاولات الاحتلال فرض أمر واقع جديد في المدينة المحتلة.

وأظهرت المعطيات أن قوات الاحتلال دمرت وهدمت 119 منزلًا ما تسبب بتشريد نحو 487 فردًا في أحياء القدس المحتلة، وتستخدم قوات الاحتلال الجرافات لتنفيذ عمليات الهدم للبنايات والمنازل المتنقلة والخيام السكنية.

وتجرى عمليات الهدم، غالبا تحت دعوى عدم وجود ترخيص، رغم أن سلطات الاحتلال تمنع شبه كليّ منح التراخيص، وتفرض غرامات مالية باهظة على البنايات قبل هدمها. 

ووفق التقرير؛ فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت قسرًا مواطنين مقدسيين على هدم (92) منزلاً ذاتيًّا خلال عام 2021، ما أدى إلى تشريد عشرات المواطنين.

ورصد التقرير هدم قوات الاحتلال أكثر من 98 منشأة مختلفة، أغلبها محال أو بركسات وورش سيارات ومنها مدرسة في أحياء القدس المحتلة.

وشهد أكتوبر أكبر عمليات هدم لمنشآت بواقع 30 منشأة في مدينة القدس المحتلة.

وأكد التقرير أن المسجد الأقصى كان في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، من خلال عمليات الاقتحام المتكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة، وعمليات منع الترميم والعراقيل في وجه وصول المصلين المسلمين من جهة ثانية التي برزت بوضوح في عام 2021.

وبدا واضحًا أنَّ استهداف المسجد الأقصى آخذ بالتصاعد أيضا بعد تولي حكومة بينيت المكونة من تيارات يسارية بقيادة حزب يميني متشدد الحكم في دولة الاحتلال، وبالذات بعد مؤتمر جماعات المعبد المتطرفة في نوفمبر/تشرين الآخِر الذي ناقش مقترحات متطرفة لتعزيز ما سمي “الحضور اليهودي” في الأقصى، ومضاعفة أعداد المقتحمين إلى 10 أضعاف.

وخلال العام شارك 38761 مستوطنًا في اقتحام المسجد الأقصى، وجرت محاولة لإقرار الصلاة الصامتة وفرض اقتحام المسجد على المدارس الإسرائيلية، بتساوق واضح من المستوى الرسمي الإسرائيلي مع “منظمات المعبد” ومطالبها.

وخلال هذا العام، أصدرت سلطات الاحتلال 510 قرارات إبعاد كان أوسعها في أكتوبر حيث سجل 216 قرار إبعاد.

ومن المبعدين رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ونائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات، ومُنع محافظ القدس من دخول الضفة الغربية.

ورصد التقرير ما لا يقل عن (214) اعتداءً نفذها المستوطنون، وتمثلت في الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم، وكتابة شعارات عنصرية.

وتجرى تلك الاعتداءات غالبا تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تتجاهل شكاوى الفلسطينيين، ما يشكل تشجيعا للمستوطنين على اقتراف اعتداءاتهم.

ومن أخطر الاعتداءات هذا العام، تورطهم في قتل مواطنين، والاشتراك مع جيش الاحتلال في إطلاق النار على المواطنين خاصة في حي الشيخ جراح، والاعتداءات المتكررة على السائقين والسيارات وكتابة الشعارات العنصرية وإعطاب إطارات السيارات، والاستيلاء على المنازل.

ووفق المعطيات غير الرسمية المتوفرة فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صدّقت خلال عام 2021 على بناء 18 ألف و240 وحدة استيطانية في القدس، مقابل هدمها أكثر من 177 مبنى سكنيا فلسطينيًّا، ما أثر مباشرة على 1422 مواطنا، علاوة على إصدار قرارات هدم لأكثر من 200 منزل.

وشملت عمليات التوسع الاستيطاني مطار قلنديا، وجفعات همتوس، وبيت صفافا، والتلة الفرنسية، والعيسوية، وصور باهر، وإم طوبا، وجبل المكبر، والولجة، وشعفاط، وبيت حنينا، وجبل المشارف وكرم المفتي.

وخلال العام كُشف النقاب عن مخططات إقامة 6 بؤر استيطانية داخل أحياء الشيخ جراح وبيت حنينا وصور باهر وبيت صفافا وباب العامود في المدينة، على أنقاض منازل يخطط ما يسمى بحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي لطرد سكانها منها.

وأقر الاحتلال خلال 2021، 9 مشاريع تهويدية في محيط المسجد الأقصى، بالإضافة إلى حفره نفقين، أحدهما يبدأ من عين سلوان باتجاه باب المغاربة وحائط البراق بالأقصى، وآخر من منطقة القصور الأموية.

ولأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967 يطلق الاحتلال اسما عبريا ذا دلالة تهويدية على ساحة أو طريق داخل الحي الإسلاميّ في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث جرت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي مراسم افتتاح “كيكار هجفورا” -أي ميدان الأبطال- في مقطع حيوي من طريق الواد، في سابقة تهويدية وتغيير لاتفاق الوضع القائم.

يمكن تحميل التقرير كاملا من هنا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات