السبت 04/مايو/2024

كيف يعمل الإنترنت ضد ذاكرتك؟.. اكتشف سر منحنى النسيان

كيف يعمل الإنترنت ضد ذاكرتك؟.. اكتشف سر منحنى النسيان

لم تعد المعرفة العميقة ذات قيمة، فالمعلومات الضحلة والسريعة والعملية أكثر فاعلية في إنجاز المهمة. ما الفائدة من قراءة كل هذه الكتب والمنشورات والمدونات إذا كنت ستنسى معظمها في غضون ساعات قليلة؟ هل توجد طريقة سهلة للاحتفاظ بالمعلومات في رؤوسنا مدة أطول؟ وكيف أثر الإنترنت سلبا في نوعية الذاكرة التي نمتلكها الآن؟

وفقا لموقع “لايف هاك” (Lifehack)، فإن ذاكرتنا معيبة، ويقدر الباحثون أننا نخسر 90% من كل شيء نتعلمه فور تعلمه، وعندما تبدأ عقولنا استيعاب معلومات جديدة، هناك مدة زمنية محدودة قبل أن تصبح هذه المعلومات عديمة الفائدة لنا.

ولأسباب عديدة، فإن أدمغتنا في عملية نسيان مستمرة. تفقد معظم التفاصيل التي تعلمتها بعد وقت قصير، لأن مساحة عقلك محدودة، كما أن عقلك لا يعرف في الواقع كيفية تحديد ما إذا كانت التفاصيل ستكون مفيدة لك في وقت لاحق، لذلك فهو ينسى ببساطة.

منحنى النسيان
اكتشف عالم النفس الألماني هيرمان إبنجهاوس منحنى النسيان، وهو مفهوم يفترض تراجع الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة في الوقت المناسب. يكون منحنى النسيان أكثر انحدارا في اليوم الأول، ويمكن القول إن العقل البشري بعد ساعة واحدة فقط ينسى أكثر من نصف المعلومات التي يتلقاها.

لذلك إذا لم تراجع ما تعلمته حديثا، فغالبا ستنسى معظم المواد وستستمر ذاكرتك في التدهور في الأيام التالية، تاركة جزءا ضئيلا من المعلومات فقط في النهاية.

أما تأثير العصر الحالي في ذاكرتنا، فوفقا لما جاء في مقال منشور على موقع “ماي ستيدنت فويس” (Mystudentvoices)، يقول جاريد هورفاث، باحث في جامعة ملبورن بأستراليا، إن الطريقة التي يستهلك بها الناس المعلومات وحتى الترفيه الآن قد غيرت نوع الذاكرة التي نمتلكها.

ذاكرة التعرف لا الاسترجاع
ذاكرة “الاسترجاع” هي القدرة على استدعاء المعلومات تلقائيا في ذهنك، وفي عصر الإنترنت أصبحت ذاكرة الاسترجاع أقل أهمية.

يقول هورفاث إن ما يسمى بذاكرة “التعرف” أصبح أكثر أهمية، فما دمت تعرف مكان هذه المعلومات وكيفية الوصول إليها، فلن تحتاج حقا إلى تذكرها.

أصبحنا نتعامل مع الإنترنت كقرص صلب لذكرياتنا؛ فنحن نعلم أننا إذا احتجنا في أي وقت إلى جزء من المعلومات، فيمكننا فتح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بنا والبحث عنه على الفور.

أصبح التعلم في الوقت المناسب شائعا على نحو متزايد لأنه أكثر كفاءة، فيمكنك البحث عن المعلومات التي تحتاج إليها على الفور بدلا من تخزين المعلومات التي قد تكون مفيدة في المستقبل. لم تعد المعرفة العميقة ذات قيمة، فالمعلومات الضحلة والسريعة والعملية أكثر فاعلية في إنجاز المهمة.

ولأننا نعلم أن لدينا ذاكرة خارجية، فإننا نبذل جهدا أقل في حفظ المفاهيم والأفكار التي نتعلمها، كما نتخلى عن فهمها فهما كاملا.

أظهرت الأبحاث أن الإنترنت يعمل كنوع من الذاكرة الخارجية، “فعندما يتوقع الناس أن يكون لديهم وصول سهل إلى المعلومات، فإن معدلات تذكرهم للمعلومات نفسها يكون أقل.

نهم الاستهلاك يفقدنا الذاكرة
أصبحنا كذلك أكثر عرضة للمشاهدة بنهم مع ظهور الوسائط القابلة للاستهلاك بسهولة. هل سبق لك أن بقيت في المنزل ليلة الجمعة وشاهدت موسما كاملا من برنامجك المفضل؟ هل ستكون قادرا على تذكر قصة كل حلقة؟ هل ستكون قادرا على تذكر التفاصيل والمشكلات والحلول؟

تشجعك المشاهدة بنهم على استهلاك المحتوى بلا تفكير. وجد هورفاث وزملاؤه في جامعة ملبورن أن أولئك الذين شاهدوا البرامج التلفزيونية بنهم شديد نسوا محتواها بسرعة أكبر بكثير من الأشخاص الذين شاهدوا حلقة واحدة في الأسبوع، كما أفادوا بأنهم استمتعوا بالعرض أقل من الأشخاص الذين شاهدوه مرة واحدة يوميا أو أسبوعيا.

أصبح كذلك استهلاك القراءة بنهم هو النوع الأكثر شيوعا من القراءة، إذ نقرأ، خاصة على الإنترنت، فقط للحصول على المعلومات؛ المعلومات التي لا يحتمل أن تصبح معرفة لأنها لن تبقى في أدمغتنا.

كيف نحتفظ بالأشياء التي تعلمناها بالفعل؟
المراجعة، بالأساس أنت تحتاج إلى منح نفسك الوقت لاستيعاب الأشياء التي تعلمتها. يقول هورفاث إن الذكريات تتعزز كلما تذكرتها، استمر في مراجعة أجزاء المعلومات التي ترغب في الاحتفاظ بها معك.

اكتب عنه، غالبا ما ستجد أنه عندما تتعلم شيئا مثيرا للاهتمام وتكتب عنه، ستكون قادرا على تذكر المعلومات بسهولة أكبر مما لو كنت تحاول تذكر شيء تعلمته مرة واحدة في كتاب أو مقالة في مكان ما.

الطلاقة الزائفة، في كثير من الأحيان عندما نقرأ يكون هناك شعور بطلاقة زائفة، حيث تتدفق المعلومات، ونحن نفهمها، ويبدو أنها تتراكم بسلاسة في ملف يتم تثبيته في أدمغتنا، لكنها في الواقع لا تستمر إلا إذا بذلت جهدا فيها وركزت وانخرطت في استراتيجيات معينة ستساعدك على التذكر. قد يفعل الناس ذلك عندما يدرسون أو يقرؤون شيئا من أجل العمل، ولكن يبدو من غير المحتمل أنهم في أوقات فراغهم سوف يدوّنون ملاحظات ليختبروا أنفسهم لاحقا.

التكرار، إذا كنت تدرس لإجراء اختبار أو تحاول تعلم صيغة أو مفهوم معقد، فارجع إلى المعلومات نفسها. في كل مرة تعيد النظر في الموضوع الذي تحاول تعلمه، تعزز الفكرة في ذاكرتك طويلة المدى.

اختبر نفسك، امنح نفسك بضع ساعات وحاول أن تتذكر المعلومات بنفسك من دون النظر إلى مواد الدراسة، وإذا شعرت بأنك عالق، اقرأ الصيغة أو المفهوم مرة أخرى وحاول التذكر مرة أخرى بعد بضع ساعات. كلما مارست هذا الأمر، زاد احتمال قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها في المستقبل.

ما أفضل طريقة للتعلم؟
عندما تقرأ شيئا تريد أن تتذكره، دوّن الملاحظات التي تطرح أسئلة، وبعد ذلك، اختبر نفسك في الأسئلة التي أعددتها سابقا. سيؤدي القيام بذلك إلى تقوية ذاكرتك التي يمكن استرجاعها بحيث يسهل الوصول إلى المعلومات عند الحاجة إليها.

ولجعل هذا التمرين عمليا قدر الإمكان لا تحاول اختبار نفسك بصعوبة بالغة على كل جزء صغير من المعرفة في الكتاب. إن محاولة تذكر كل حقيقة ممكنة ستجعل القراءة مملة جدا لدرجة أنها قد تقتل حبك للقراءة.

المصدر: مواقع إلكترونية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات