الثلاثاء 07/مايو/2024

مشعل: الاحتلال في تراجع ونسعى لبناء جبهة موحدة وتطوير المقاومة

مشعل: الاحتلال في تراجع ونسعى لبناء جبهة موحدة وتطوير المقاومة

كشف رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل عن وجود سعي لتوحيد الجبهة الفلسطينية لتضم الجميع، مشددا على ضرورة إعادة بناء برنامج شعبنا النضالي.

وقال مشعل، خلال حوار حول مستقبل القضية الفلسطينية وسط التغيرات الإقليمية والدولية عبر تويتر، بمشاركة العشرات من الكتاب والصحفيين الفلسطينيين والعرب، واستمر قرابة أربع ساعات، وتابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا نسعى لنقصي أحدا، ولا نقبل أن يحتكر أحد القيادة”.

وشدد على أنه “لا يجوز استمرار تعطيل منظمة التحرير”.

تصاعد المقاومة
وأشار إلى أنه رغم التنسيق الأمني فإن معدلات العمليات المقاومة تضاعفت خلال عام 2021 عن عام 2020.

وأكد سعي حركته بكل قوة لتطوير المقاومة باستخدام التكتيكات والأدوات، في كل الجبهات.

وشدد على أن “المرحلة المقبلة ستشهد تراكم المقاومة، وتطوير إمكانياتها، والإبداع فيها، وغزة بحصارها تصنع كل هذا، وسيكون له أثره النفسي على عدونا، لأننا معنيين بتوسيع رقعة المقاومة في الخارج، ونضيف لها الانتفاضة الشعبية في كل مواقع الاحتلال وتواجده، بجانب العمق العربي والإسلامي، وصنع علاقات متوازنة مع جميع القوى العربية والإسلامية، والانفتاح للساحة الدولية”.

ودعا مشعل إلى “تصعيد المقاومة في مختلف الساحات أو الجبهات، وألا تتركز في غزة فقط، بل في الضفة الغربية والداخل المحتل، وأي نقطة تماس مع الاحتلال الإسرائيلي، لأننا نريد أن نجمع الجميع على خط المقاومة الصاعد، فخط التسوية بات يتراجع، مما يبشر بمستقبل لصالحنا، سواء في العام الحالي، أو ما يليه من أعوام قادمة، بناء على رؤية وحقائق ووقائع على الأرض”.

وأشار أن “القدس عنوان محوري في برنامجنا السياسي والمقاوم، وكذلك حق العودة، وتمسك الجيل الجديد من شعبنا به، بجانب المقاومة والأسرى، وضرورة الإفراج عنهم، فضلا عن كسر الحصار عن غزة”.

ورأى مشعل أنه من الخطأ انتظار التغيرات في الساحة الدولية لحل قضيتنا الفلسطينية، “فنحن من يصنع مصائرنا ونقرر حاضرنا ومستقبلنا”.

في الوقت نفسه، شدد على أن الانسحاب الأمريكي من المنطقة، وانشغالها بالصين وروسيا، يعزز فرص دول المنطقة بلعب الأدوار المهمة بعيدا عن التبعية، وبالتأكيد يخدم قضيتنا الفلسطينية.

التطبيع
وقال مشعل: تؤلمنا الخلافات العربية العربية، والعربية الإسلامية، والاستقواء بالاحتلال وعدّه جزءًا من التحالفات في المنطقة.

وأشار إلى أن مشاريع التطبيع في المنطقة ما زالت قشرية من الأنظمة الرسمية، والشعوب ما زالت ترفض التطبيع، وآخر النماذج رفض اللاعب الكويتي محمد العوضي منازلة لاعب إسرائيلي.

وأكد التمسك بحق العودة، وتحرير الأسرى، وتطوير المقاومة؛ للدفاع مقدساتنا الإسلامية المسيحية، وفكّ حصار غزة.

العلاقة مع إيران
وبشأن العلاقة مع إيران، قال مشعل: إنها ليست جديدة، وقد بدأت في مطلع التسعينيات، وهي مبنية على فلسفة حماس أنها حركة مقاومة، ولا تستطيع أن تتخلى عن عمقها العربي والإسلامي”.

وأضاف مشعل أن “الدعم الذي نتلقاه من إيران وغيرها ليس مشروطا، والدليل على ذلك خروجنا من سوريا بقرار من قيادة الحركة”.

وأكد أن “علاقة حماس مع أي طرف لا تعني أن تتطابق بالرؤى معها، لكننا كحركة مقاومة نطلب الدعم والإسناد، ومن يقف معنا، ويدعمنا ماليا وعسكريا وإعلاميا، نشكره، وإيران تدعمنا كما دعمنا غيرها من الدول العربية والإسلامية، لكنها تختلف عن معظمها بأنها تقدم دعمًا عسكريا وأمنيًا، سواء بالتصنيع أو التدريب أو الخبرة”.

وأضاف أننا “حركة نسعى لتحقيق مصالحها، ومنفتحين على الجميع، وقد ذهبت مؤخرا إلى لبنان، وجاهز في أي وقت للذهاب لإيران، وبابي مفتوح للجميع، ومستعد للتواصل مع الجميع، وليس عندي أحقاد مع أحد، أو مواقف شخصية تجاه أي طرف”.

السلطة مكشوفة الظهر
وأكد رئيس حركة حماس في الخارج، أن “السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أصبحت مكشوفة الظهر، نتيجة التنسيق الأمني، بدليل ما حدث في نابلس مؤخراً، باستهداف ثلة من الشبان الفلسطينيين”.

وقال مشعل: “لا نريد إقصاء أحد في الحالة الفلسطينية، ونحن نؤمن بالشراكة، ولكن نريد إعادة بناء المؤسسات الوطنية، واستعادة الدور الفاعل لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج”.

وأوضح ان “المصالحة تمر بمعضلة، فالتدخلات الخارجية، والتهديد بقطع الدعم عن السلطة الفلسطينية، ومنع إجراء الانتخابات، فضلا عن عوامل فلسطينية ترفض الانتخابات، وتريد أن تبقى تستند للتاريخ فقط، لكني أرى ان فشل المصالحة سببها الرئيس فلسطيني ذاتي، والسلطة بهذه السلوكيات تفقد نفسها المكانة والدور والاحترام والشرعية”.

وأوضح مشعل أن “وجود سلطة فلسطينية بسبب اتفاق أوسلو، أمر واقع، لا يصرفنا عن أصل المرجعية، وهي منظمة التحرير التي تشمل الداخل والخارج، ولذلك هناك مساعي لتوحيد المؤسسات الفلسطينية القيادية، عبر جبهة فلسطينية واحدة، صحيح أننا لا نريد إقصاء أحد، لكن في الوقت ذاته لا نريد لأحد احتكار أحد للقيادة، الأمر الذي يتطلب إعادة المؤسسات الوطنية الجامعة، خاصة بناء منظمة التحرير من جديد، وباستعادة دور الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج”.

مبشرات النصر والتحرير

وأضاف مشعل أن “حركة حماس تعمل باستمرار لتطوير المقاومة بكل قوة على المستوى التكتيكي، وبأسلوب قائم على تطبيق نظرية التحرير، وهو الأمر الذي بدأ يتشكل في ذهنية الشعب الفلسطيني”، داعياً “الفصائل الفلسطينية كافة إلى العمل بجهد جماعي لتحقيق المطلوب”.

واستدرك بالقول: “إلا أن لدينا الكثير من المبشرات، من خلال تطور المقاومة الفلسطينية بأسلوبها وأدواتها، وشاهدوا ماذا فعلت غزة في حروبها الأخيرة مع العدو الصهيوني، دون أن يكون هناك دعم إقليمي أو عربي، بل إن الشعب الفلسطيني هو الذي يبني قوته رغم الحصار والتضييق”.

تراجع الاحتلال
وأشار مشعل أن “مكانة الكيان الصهيوني تراجعت على المستوى الإقليمي، وبالتالي أمام الشعب الفلسطيني فرصة للتخلص من الاحتلال، خاصة أن الاحتلال لم يعد الأداة الفاعلة التي تركن إليها الولايات المتحدة كالسابق، وهذه التغيرات تسمح ببروز عربي وإسلامي”.

وأكد أن “هناك جانب آخر مبشر، وهو أن مكانة الكيان الصهيوني المتراجع، وسينعكس ذلك على مكانته الدولية، ولم يعد معتمدا عليه أمريكيًا في المنطقة، صحيح أنه المتفوق عسكريًا، لكن هناك تناحر قيادي، وتردي في نوعيته، وتشرذم في حالته السياسية، وانعكاف وعزوف عن الخدمة العسكرية، وتردي صورته في الغرب وعند العالم، وحتى عند يهود أمريكا، حتى جاءت معركة “سيف القدس” الأخيرة التي كشفت زيف الأساليب التهويدية والأسرلة، وإبعاد القضية الفلسطينية عن أصحابها في الداخل أو الشتات”.

وأوضح أن “بدء تراجع الساحة الدولية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي ليس خياراً طوعيًا، بل بفعل صمود شعبنا، وانكشاف الاحتلال وجريمته، وهذا التراخي بدأ، من بعض الشخصيات والجمعيات والأحزاب اليسارية، وصولاً للبرلمانات الأوروبية والأفريقية وغيرها”.

وأضاف أنه “من الضروري أن يكون لنا مواكبة ووعي لما يجري حولنا على الساحتين الإقليمية والدولية، وهذه تحولاتها قائمة ومستمرة، وندرك أنّها قد تصاحبها فرص، ولحظات تحتاج من يلتقطها، ويوظفها لصالح مشروعه، كما تصاحبها تحديات ومخاطر”.

صفقة التبادل متعثرة

وقال مشعل: إن “صفقة تبادل الأسرى متعثرة حالياً؛ لأن الاحتلال يحاول تبخيس ثمنها”، معرباً عن تأكيده أن حركته “ستنجز الصفقة كما نريد، وكما فعلنا في صفقة وفاء الأحرار”.

وأضاف مشعل أن “الخلافات العربية، والصراعات التي نشهدها.. نحن في غنى عنها، ولا شك أنها صورة مؤلمة، ومنها الاستقواء الشاذ والغريب بالعدو الصهيوني، وكأن الاحتلال جزء من الحل، وليس سبباً في كل مشكلة”.

تراجع النفوذ الأمريكي

وعدّ مشعل أن “تراجع النفوذ الأمريكي بالمنطقة، يخفف الوطأة على القضية الفلسطينية”، وتابع: “هذه فرصة وأمل للشعب الفلسطيني للتخلص من الاحتلال الصهيوني، كما أن تغيرات الساحة الدولية ستكون لها انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية، وفرصة للتخلص من التبعية، والرهان على القطب الدولي الواحد”.

وأشار إلى أن “مكانة الكيان الصهيوني تراجعت على المستوى الإقليمي، وبالتالي أمام الشعب الفلسطيني فرصة للتخلص من الاحتلال، خاصة أن الاحتلال لم يعد الأداة الفاعلة التي تركن إليها واشنطن كالسابق، وهذه التغيرات تسمح ببروزٍ عربي وإسلامي”.

وأكد مشعل أن “التطبيع سقط شعبيا، بالرغم من محاولات البعض تغيير المناهج والاستقواء بالاحتلال والعمل على تغيير الثقافة العربية ببعض الثقافات المشروخة”، مشدداً على أن “التطبيع سياسة رسمية قشرية في بعض الدول”.

علاقات حماس
وأشار أن “حماس لا تفكر بعقلية المفاضلة في علاقاتها بين هذه الدولة أو تلك، بل الاستفادة من الجميع، فثمة دول تقدم السلاح للحركة، وأخرى المال، وبعضها الاحتضان، وبعضها مساحة للعمل الجماهيري والإعلامي، وهناك دول تساند في المنابر الدولية، نحن نقبل من كل جهة ما تستطيع، ونقبل السر والعلن في العلاقة، ونشكر كل دولة تدعمنا، ونشجع الجميع أن يطور مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، كي ينخرطوا في معركة التحرير، وتكون الأمة شريكة معنا فيها”.

وأوضح أن “حماس لديها علاقة مبكرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، دون استثناء، وتنامت في فترات كثيرة، وبعضها لدينا معها أسرار وحقائق، عما قدموه على المستوى الرسمي، ولا نذكره رغبة منهم بذلك، صحيح أن هناك تراجع في العلاقة مع بعضها، وهناك دول أخرى ما زالت علاقتنا معها وثيقة، رغم أنه ساءنا بالفعل ما أقدمت بعض الدول للتطبيع مع الاحتلال، لكن ضمير الشارع الخليجي لم يتغير في حقيقته وموقفه من القضية الفلسطينية”.

وأكد أنه “في الوقت الذي لا نستجدى الجلوس مع الولايات المتحدة أو غيرها، لكننا لا نوصد الأبواب أمام لقاء أو حوار مع أي قوى في العالم باستثناء الكيان الصهيوني، كما لدينا بعض العلاقات البسيطة في القارة الأفريقية، لكن هناك ضغوط أمريكية وإسرائيلية، ونحن نحرص على تعزيز هذه العلاقات، وتنميتها”.

وختم بالقول أننا “نؤمن بالمنهج الوسطى الواعي الذي لا يتخلى عن إرادته وحقه، وهذا مرتبط بعدة عناصر: العمل الجاد والحقيقي والمضنى، ووحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي، وجمع الأمة حول المسار في الوضع الراهن، فالصورة على الساحة الإقليمية مؤلمة، خاصة النزيف العربي المستمر، وضرب الأمة بعضها ببعض، والشعوب مكلومة ومجروحة، التي كانت ترى في قضية فلسطين قضيتها المركزية، لكن اليوم معظمها مشغولة بهمومها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات