الجمعة 10/مايو/2024

الخان الأحمر.. مخططات التهجير لا تتوقف والتحدي سيد الموقف

الخان الأحمر.. مخططات التهجير لا تتوقف والتحدي سيد الموقف

عادت قضية قرية الخان الأحمر إلى دائرة الضوء في وسائل الإعلام المحلية والعربية إثر الكشف عن مخطط صهيوني جديد يستهدف إخلاء قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، وتهجير سكانها قسريًّا خلال المدّة القريبة المقبلة.

ويقضي المخطط الذي كشفت عنه القناة “12 الإسرائيلية”، بإخلاء الخان الأحمر وإعادة بناء القرية لاحقًا في مكان مجاور يبعد نحو 300 متر عن الموقع الأصلي للقرية، ونقل السكان إليه.

وتزعم قوات الاحتلال الصهيونية أنّ قرية الخان الأحمر مقامة بدون ترخيص على ما تزعم أنّها “أراضي دولة”، وتؤكّد التقديرات الصحفية أنّ المخطط الجديد بُحث في أروقة قوات الاحتلال وما يسمى “مجلس الأمن القومي التابع لمكتب رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت”، موضحًا أن وزراء الحكومة سيصوّتون في جلسة لاحقة تعقد للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، على المخطط الجديد لإخلاء الخان الأحمر وتهجير سكانه.

قرار مؤجل

ووافقت ما تسمى “المحكمة العليا الإسرائيلية” في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، على تأجيل ترحيل وإخلاء أهالي قرية الخان الأحمر ستة أشهر إضافية، في إطار استمرار ضغط المجتمع الدولي، وتأكيد المحكمة الجنائية الدولية أن الترحيل “جريمة حرب”.

ويحيط بقرية الخان الأحمر عدد من المستوطنات الصهيونية، وتقع ضمن الأراضي التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مشروعه الاستيطاني المسمى “E1″، حيث يقطن في القرية نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وتضم مدرسة تخدم 170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة.

وصدر قرار الاحتلال الأول بهدم القرية وتهجير أهلها في مايو/أيار 2018، لكنه فشل بسبب عملية التحدي والصمود الأسطوري الذي سطره الأهالي ضد هذا القرار المجحف بحقهم، وأيضا بسبب صدور قرار من الجنائية الدولية، والذي حذر حكومة الاحتلال من تهجير أو هدم القرية، والتجمعات المحيطة بها في المنطقة التي تسمى (E1).

يذكر أن تنفيذ عملية تهجير سكان قرية الخان الأحمر وهدمها، من شأنه التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس المحتلة عن محيطها، وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين، وهو ما تسعى إليه “إسرائيل” منذ مدّة طويلة لإجلاء البدو من المنطقة الواقعة بين المستوطنتين.

بين المقاومة والتأجيل

عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشويكي، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ المخططات الصهيونية للهدم والتهجير، حتى ولو أجلت لمدّة محددة لظروف معينة، فإنّها لا تتوقف ما دام لا يوجد هناك مقاومة تواجهها.

وأوضح الشويكي أنّ الاحتلال لا يرتدع بالتوقف عن مخططاته إلا بوجود مقاومة مهما كان شكلها، و”دون ذلك فهو يستمر في مخططاته الإرهابية والإجرامية التي تتنافى مع القوانين الدولية”.

وأشار إلى أنّ المشروع الصهيوني الكبير يستهدف تهجير عرب عشائر الجهالين والكعابنة والرشايدة الموجودين شرقي مدينة القدس بالقرب من عدة مستعمرات كبراها مستوطنة الخان الأحمر “معالي ادوميم”.

ويتوزع عرب الجهالين في القدس على 23 تجمعًا في أربع مناطق أساسية هي: عناتا، ووادي أبو هندي، والجبل، والخان الأحمر، ويقدر عددهم بنحو 7 آلاف نسمة، وأصلهم من النقب من منطقة عراد الواقعة على بعد 37كم إلى الشرق من مدينة بئر السبع.

وكانت قوات الاحتلال قد أجبرتهم على النزوح من مضاربهم سنة 1952 إلى الضفة الغربية بدعوى ضروريات الأمن، فأسكنتهم الحكومة الأردنية في منطقة القدس في الأماكن المذكورة أعلاه.

وأكّد الشويكي أنّ سكان قرية “الخان الأحمر” أخذوا العبرة من القرى والمناطق المحيطة والمجاورة لهم، وهم مصممون على البقاء ومقاومة مخططات تهجيرهم حتى النهاية.

فصل الضفة

رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبو داهوك، أكّد أن مخطط هدم قرية الخان الأحمر يستهدف أساسا فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وإغلاق آخر المداخل إلى  مدينة القدس بعد إغلاق ثلاثةٍ سابقاً.

وأوضح أبو داهوك لمراسلنا أنّ المعارك لا تزال دائرة بين الاحتلال والسكان البدو في الخان الأحمر، كاشفاً أنّهم تلقوا عروضا للانتقال للعيش بمناطق أخرى كأريحا وغيرها مع مجموعة من الإغراءات المادية، إلا أنّ السكان البدو رفضوا هذا المخطط.

وطالب أبو داهوك الكل الفلسطيني بالوقوف صفاً واحداً في وجه هذا المخطط الصهيوني، الذي يعد أكبر من مجرد هدم لقرية الخان الأحمر؛ بل هو مخطط يستهدف لقطع أوصال الضفة الغربية، وجعل التنقل من منطقة إلى أخرى في الضفة لا يتم إلا عبر تصريح “إسرائيلي”.

وجدد رئيس المجلس القروي للخان الأحمر، رفض أهالي قريته لأي مقترحات أو مخططات للاحتلال تهدف لترحيلهم عن أرضهم ونقلهم إلى مناطق أخرى، مؤكداً أنّهم باقون في أرضهم، ولن يقبلوا بالرحيل عنها تحت أي ظرفٍ من الظروف.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات