الجمعة 26/أبريل/2024

صلاح الخالدي.. علّامة التفسير والمجاهد ضد منتجات الاحتلال

صلاح الخالدي.. علّامة التفسير والمجاهد ضد منتجات الاحتلال

رحل العلامة الدكتور صلاح الخالدي، وبرحيله غابت شمس رجل لم يكن أستاذا في التفسير أو عملاقا في التربية فحسب، بل كان سدًّا منيعًا يحارب اقتصاد الاحتلال ويمنع التعاطي مع منتجات المستوطنات.

عن عمر ناهز 75 عامًا، غيَّب فيروس كورونا الليلة الماضية، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، بعد أسبوعين من الإصابة، في مقر إقامته بالعاصمة الأردنية عمّان.

بداية طلب العلم
والعلامة الخالدي ولد في مدينة جنين في 18 محرم 1367 هـ الموافق 1 ديسمبر 1947، وبدأ طلب العلم بحصوله على بعثة للأزهر سنة 1965، وهناك أخذ الثانوية الأزهرية، ثم دخل كلية الشريعة وتخرج منها سنة 1970.

درس الماجستير سنة 1977 في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمها بعنوان: سيد قطب والتصوير الفني في القرآن، وتمت المناقشة سنة 1980.

وحصل الشيخ على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984 من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: في ظلال القرآن – دراسة وتقويم.

ومن أبرز المشايخ الذين تتلمذ على يديهم: الشيخ موسى السيد، أحد علماء فلسطين، والشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبد الحليم محمود.

تأثر الخالدي تأثراً كبيراً بالشيخ سيد قطب، وكانت صلته بالشيخ صلة محبة وتلمذة، ولم يكن بين الشيخ صلاح وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية، إنما تتلمذ الشيخ على كتبه.

نتاج علمي زاخر
وللشيخ العديد من المؤلفات، منها: سيد قطب الشهيد الحي، أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب، تصويبات في فهم بعض الآيات، ثوابت للمسلم المعاصر، الرسول المبلغ، الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير.

كما ألّف الشيخ كتاب لطائف قرآنية، وكتاب الخطة البراقة لذي النفس التواقة، مفاتيح للتعامل مع القرآن، والقصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، ومدخل إلى ظلال القرآن، وأفراح الروح، والقرآن ونقض مطاعن الرهبان، وصور من جهاد الصحابة.

وله أيضًا كتاب: الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي، وكتاب حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية، وكتاب سفر التكوين في ميزان القرآن الكريم وغيرها.

ونعت هيئة علماء فلسطين، عضوها الشيخ صلاح الخالدي، ووصفته بـ”أبرز رموز العلماء العاملين وأهل التفسير، والدعوة والتربية، وعضو هيئة علماء فلسطين، والأستاذ ‏بالعديد من الجامعات، وصاحب المؤلّفات والمصنّفات الجليلة النافعة”.

الجهاد ضد منتجات الاحتلال
كثيرة هي الفتاوى التي أدلى بها العلامة الخالدي، وقف “المركز الفلسطيني للإعلام” على جملة منها، يركز من خلالها على حرمة التعاطي مع منتجات الاحتلال ومستوطناته الجاثمة على أراضي المواطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وعدّ رحمه الله، أنَّ الأصل عدم شراء المنتج الصهيوني؛ لأن في شرائه دعم للعدو المحتل، فإذا كان هناك بديل عنه محليٌّ أو مستورد، يزداد التركيز على عدم شراء ذلك المنتج الصهيوني.

وقال: “على المستهلك أن يشتري ذلك البديل وإن كان أقل جودة، وهو في هذا مأجور عند الله”، مشددا على أنّ عدم شراء المنتج الصهيوني صورة من صور الجهاد والمواجهة لليهود المغتصبين.

وأكد على أنّ “الذي لا يقبل بديلاً عن المنتج الصهيوني مؤاخذ عند الله تعالى، ونخشى أن يكون آثماً؛ لأنه بشرائه ذلك المنتج يدعم اليهود المحتلين”.

ونبه إلى: أنّه “لا مساواة بين المنتج الصهيوني والمنتج المستورد، سواء كان صينيًّا أو أوروبيًّا، لأن شراء المنتج الصهيوني دعم مباشر للمحتلين، ويجب علينا أن نواجه اليهود مواجهةً اقتصادية وعدم شراء منتجاتهم، وهذا أضعف الإيمان، ومن لم يفعل ذلك فماذا بقي له من مواجهة المغتصبين؟”.

تعميق المقاطعة الاقتصادية
الدكتور الخالدي من أنصار تعميق المقاطعة الاقتصادية والتجارية والمالية في كل ما يصدر عن المحتلين المغتصبين، وقال: “حتى الكماليات ليست ضرورية للإنسان، فبالامكان أن يعيش بدونها، ولا تتضرر حياته”.

وخاطب المغرمين بالكماليات الصهيونية (من الشبس والشوكولاتة وغيرها) بقوله: “آن لكم أن تنفطموا عن هذه المنتجات التي يصنعها عدوكم ليسرق أموالكم، وعليكم أن تتركوها بنية خالصة لله تعالى، وهذه صورة من صور الجهاد الاقتصادي للأعداء”.

وأوضح: “المستهلك أمامه بدائل وليس مضطراً، أمامه منتوجات فلسطينية وشراؤه لها دعم للاقتصاد الفلسطيني، ودعم الاقتصاد الفلسطيني واجب عليه، أما شراء المنتوجات الصهيونية فهذا دعم لاقتصاد العدو وصورة من صور خيانة القضية الفلسطينية”.

العمل في مستوطنات الاحتلال
ومن فتاوى الشيخ -رحمه الله- عدم جواز العمل في المستوطنات الصهيونية المقامة على أراضينا، مهما كان الأجر مرتفعاً ومغرياً، “وحتى لو لم يجد عملاً آخر عند الفلسطينيين؛ لأنه في عمله هذا يدعم المحتلين المغتصبين، ويحارب إخوانه ويحارب قضيته”.

ونبه إلى: أنّ “المستوطنات عدوان صارخ على الشعب الفلسطيني، والعامل فيها مشارك في هذا العدوان، فكيف إذا كان البديل موجوداً وهو أن يعمل عند أحد الفلسطينيين أو أن يعمل في أرضه”..

ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، وجماهير أمّتنا العربيّة والإسلاميّة، العالم الخالدي، وقالت: إن “قضيّة فلسطين كانت حاضرة دائمًا في خطبه ومحاضراته وكتبه وكتاباته، وقد كان قدوة في أقواله وسلوكه ومسيرته”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات