الأربعاء 08/مايو/2024

خبيران: هبّة النقب تمثل خطرًا إستراتيجيا على الاحتلال

خبيران: هبّة النقب تمثل خطرًا إستراتيجيا على الاحتلال

أكد محللان سياسيان أن ما تشهده منطقة النقب مؤخراً من هبة شعبية، يشكل مرحلة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وانفكاكاً كاملاً عن الدولة العبرية.

وشهدت النقب على مدار أسبوع، موجة احتجاجات في عدة مناطق؛ تنديدا بأعمال تجريف تقوم بها آليات الاحتلال في أراضي المواطنين الفلسطينيين، ورفضاً لممارسات شرطته القمعية بحقهم.

توقعات بهبة غير مسبوقة
ورأى الخبير والمختص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، أن منطقة النقب تشكل أهمية إستراتيجية بالغة؛ نظرًا لقربها من أكبر القواعد العسكرية وأكثر المرافق الأمنية حساسية، محاطة بالقرى الفلسطينية، وبشبكة الطرق التي يسلكها جنود الاحتلال.

وأضاف أنه “لطالما حذر الدعائيون الصهاينة مما أسموه “مرحلة الفلسطنة والأسلمة” التي يمر بها الفلسطينيون من بدو النقب”.

وبيّن النعامي أن “هبة أهالي النقب لن تقتصر على تعميم التوجهات النضالية في كل فلسطين الداخل، وكنس مشروع منصور عباس وإسقاط حكومة بينيت التي يشارك فيها، بل قد تدفع إلى توحيد ساحات النضال الفلسطيني، بشكل يفوق ما حدث في هبة القدس الأخيرة”.

تهديد إستراتيجي

من جهته؛ أكد الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي، أن “هبة النقب تمثل تهديدًا إستراتيجيًّا لدولة الاحتلال، وللوضع الأمني داخل الكيان”.

وقال: إن “هذه الهبة تحدُّ من إمكانية ذهاب حكومة الاحتلال إلى خيارات عسكرية خلال المدّة الحالية على أقل تقدير، وذلك خشية أن تحدث اضطرابات داخلية نتيجة الحراك الذي يجرى في منطقة النقب، والذي قد يؤثر كثيرًا على التحركات الأمنية والعسكرية في داخل دولة الاحتلال”.

وبين “الرفاتي” أن منطقة النقب تعد حيوية جدًّا، نظراً لوجود الكثير من المراكز العسكرية والأمنية الإسرائيلية فيها، والتي تعد جزءًا من أدوات التحكم والسيطرة لدى جيش الاحتلال.

ويرى “الرفاتي” أن أي اضطرابات في النقب ربما تؤدي إلى أضرار في القدرة الإسرائيلية العسكرية، وضعف كبير في تعامل الاحتلال مع الجبهات المختلفة، ما يعني أن الدولة العبرية ستعيش مشكلة كبيرة تتعلق بعمقها الإستراتيجي والوضع الداخلي لديها لاضطرارها إلى نشر جزء من قواتها في المدن والبلدات العربية، في محاولة للسيطرة عليها، وفق قوله.

وقال: إن هبة النقب تُعد مؤشرًا إستراتيجيًا كبيرًا في الوعي الفلسطيني تجاه المحتل، وعودة الفلسطينيين للارتباط بمشروع المقاومة، وإدراكهم أنه لا يمكن التعايش مع العدو، وأن الفرصة ستكون سانحة خلال السنوات المقبلة للتخلص من هذا الاحتلال.

وأشار الرفاتي إلى أن المجندين البدو في دولة الاحتلال، باتوا يخافون الدخول إلى مدن وبلدات النقب بزيهم العسكري؛ لأن هناك نظرة عار تلاحقهم.

وشارك الآلاف من سكان النقب في هبة جماهيرية انطلقت قبل أسبوع؛ رفضاً لتجريف آليات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الدونمات التابعة لمواطنين فلسطينيين من عشيرة الأطرش، قرب قرية سعوة، بهدف سلبها.

وتبلغ مساحة النقب 14 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل 52% من مساحة فلسطين التاريخية، وهي الممر الصحراوي بين آسيا وإفريقيا، ونقطة العبور الجنوبية من فلسطين بين المشرق العربي والمغرب العربي.

وتقدر أعداد المواطنين الفلسطينيين في النقب بـ 300 ألف يعيشون على 5% من أراضيهم، التي سلب الاحتلال 95% منها منذ العام 1948.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات