الجمعة 03/مايو/2024

مركز أبحاث يحذر: السلطة تسير نحو نظام أمني شمولي يخدم الاحتلال

مركز أبحاث يحذر: السلطة تسير نحو نظام أمني شمولي يخدم الاحتلال

حذر خبراء من أن الاحتلال الصهيوني يسعى لتثبيت الوجود الأمني للسلطة، مؤكدين أن “مسار التسوية بات مسدوداً”، وسط مخاطر جمة تحدق بالقدس والمسجد الأقصى.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية إلكترونية نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الأربعاء، بعنوان: “قضية فلسطين: تقييم إستراتيجي 2021 – تقدير إستراتيجي 2022”.

وبحثت الحلقة النقاشية التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية للسنة الماضية 2021، ومحاولة الاستشراف المستقبلي للسنة الحالية 2022.

وجاءت في جلستين متتابعتين، عبر تقنية زوم (Zoom)، مساء الأربعاء، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين والمتخصصين بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.

الحضور الأمني للسلطة

وفي ورقة قدمها الباحث الفلسطيني، ساري عرابي، في الندوة، قال فيها: إن “السنة الماضية حصلت فيها العديد من التطورات المتعلقة بالوضع الفلسطيني الداخلي، من خلال زيادة الحضور الأمني لدى السلطة الفلسطينية في إدارتها للشأن الداخلي”.

وأضاف أن “السلطة الفلسطينية تجاوزت خصومتها السياسية مع حركة حماس، وجرى العديد من الإجراءات غير المعهودة في السابق، من خلال استهداف استقبالات للأسرى المحررين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك اقتحام سكنات طلابية تابعة لحماس والجبهة الديمقراطية، وهذا السلوك يتصل مع نهاية العام الماضي، وهو مستمر في العام الحالي.

وأكد عرابي أن “هناك جنوحاً من السلطة الفلسطينية باتجاه الاحتلال، تمثل ذلك بزيارة محمود عباس لـ(وزير الحرب الإسرائيلي بيني) غانيتس في منزله، وظهرت تقارير تتحدث عن خلافات داخلية في حركة فتح، أدت أخيراً لتأجيل اجتماع اللجنة المركزية”.

وتابع: “لاحظنا مؤخراً استخدام السلطة الفلسطينية لحركة فتح في مواجهة الجماهير الفلسطينية، وهذا وجدناه بعد مقتل نزار بنات، وبالتالي السلطة الفلسطينية تسير نحو نظام أمني شمولي من خلال تعطيل منظمة التحرير”، واستدرك قائلاً: “وهذا الأمر لا يعفي بقية الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية من مسؤولياتها الوطنية”.

وفيما يتعلق بالسيناريوات المستقبلية للسلطة الفلسطينية قال عرابي: “المتوقع خلال المدّة القادمة، أن تزيد السلطة الفلسطينية الاعتماد على الدعم الخارجي، وتحديداً الإسرائيلي، وطبيعة العلاقة مع الفاعل الإسرائيلي من بوابة أمنية، وربما السلطة الفلسطينية تتصرف مع الفاعل الإسرائيلي دون غيره، بحجة أنه من يملك مفاتيح التحكم بالحالة الفلسطينية، وهذا مؤشر خطير”.

الأوضاع في القدس

وفي ورقة تتعلق بالأوضاع في القدس: “التطورات والمسارات المحتملة”، أكد الباحث المقدسي زياد ابحيص، أن “تقدم الإسرائيلي على ثلاث جبهات في القدس المحتلة، من خلال ضرب رموز السيادة في القدس، ومحاصرة الحركة الإسلامية في مناطق الـ 48، وإنهاء دور إقليم فتح في القدس، وهو التنظيم الذي كان يتحرك وحده في المدينة، والتقدم على مسار إقرار مشاريع تهويدية، وهي مشروعات من الممكن أن تغير الشكل التاريخي لمدينة القدس”.

وقال ابحيص: “خلال السنتين الماضيتين، أعيدت سياسة الاعتقال الإداري للناشطين في القدس، وبالتالي تمكن الاحتلال ومن خلال أيضاً توظيف وباء كورونا، من وقف الحراك الجماهيري المناهض لمشاريعه التهويدية في الأقصى المبارك، وأن مجازر هدم المنازل في القدس ما تزال مستمرة، ونحن أمام سياسة صهيونية تهويدية في الأقصى”.

وتحدث الباحث المقدسي عن “تقدم خطير في مشروع تسوية الأملاك بالقدس، والذي يقضي بأن تسيطر وزارة الداخلية الإسرائيلية على البيوت المقدسية، من خلال تفعيل قانون أملاك الغائبين، ما يعني أن تذهب أملاك الفلسطينيين للاحتلال”.

التسوية السلمية

وحول مستقبل مسار التسوية السلمية: “التطورات والمسارات المحتملة”، قدم الكاتب الفلسطيني، هاني المصري، ورقته في الندوة، بالتأكيد أن “مسار التسوية بات مسدوداً، ولا يوجد أي حديث عن إحياء عملية السلام، بسبب التوهان الفلسطيني، والأوضاع العربية التي لا تساعد أو تضغط على إسرائيل ليكون هناك مسار تسوية حقيقي”.

وأوضح المصري مفهوم التسوية في الداخل الإسرائيلي، من أن “الغالبية الكبرى ترفض مسار التسوية، بل وترفض قيام دولة فلسطينية، وهذا محل اتفاق إسرائيلي، والحديث يقوم على استمرار المفاوضات العبثية، وهو السقف المطروح للفلسطينيين”.

وأكد المصري أن “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، يسعيان مع الوقت، لمرحلة تحويل السلطة الفلسطينية لـ”أنطوان لحد” في الداخل المحتل شكلاً ومضموناً، وعلينا أن نعمل لعدم الوصول إلى هذا المسار، ونحن بالإمكان أن نفعل ذلك”.

انكشاف السلطة

بدوره أكد الخبير العسكري اللبناني، أمين حطيط، أن “المدّة الماضية شهدت انكشافاً كاملاً للسلطة الفلسطينية، وتحولها إلى مكون أساسي ليس في البنية الدولية، بل مكون أساسي في البينة الإسرائيلية، وذلك لامتصاص السلوك الفلسطيني الرافض للاحتلال، وتقديم مهمة أساسية في زيادة الأمن الإسرائيلي”.

وقال حطيط: “مع مرور الوقت، زادت الهوة على الصعيد الإسرائيلي، من خلال وجود كتلة التسوية، وهي كتلة تسوية ميتة، وبالتالي الحديث عن التسوية مضيعة وقت، لأن الإسرائيلي لا يؤمن بالتسوية، ولا يرى أن هناك حاجة لها، وفريق آخر وهو جبهة المقاومة الناشطة، والتي يعول عليها، ويؤكد فعاليتها في رسم المعادلات العملاتية والإستراتيجية الفلسطينية”.

وختم حطيط بالقول: “ونجد أن إسرائيل تريد أن تستغل الواقع الفلسطيني غير الصحي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...