السبت 27/أبريل/2024

في ذكرى الانطلاقة .. هنية: الوحدة ضرورة وطنية والقدس محور الصراع

أكد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، مساء الثلاثاء، أن هناك ثلاث حقائق تكشف إضافة الحركة النوعية إلى مسيرة شعبنا ومقاومته.

وأوضح هنية، في كلمة له بالذكرى الـ34 لانطلاقة حماس، أن الحقائق هي إعادة الاعتبار للقضية قضيةَ تحرر وطني واستعادة شعبنا زمام المبادرة، وإعادتها الاعتبار للقضية ببعدها العربي والإسلامي، وارتقاؤها بخيار المقاومة خيارًا إستراتيجيًّا لشعبنا.

وقال: إن حماس “أعادت الاعتبار لقضية فلسطين، ودفعتها لأعلى سلم أولويات شعوبنا العربية والإسلامية، ومن خلال الانتفاضة التي استمرت 7 سنوات دفعت بالقضية الفلسطينية إلى أروقة المؤسسات الدولية”.

وأشار إلى أن شعبنا “استعاد زمام المبادرة من حيث إن الشعب في داخل فلسطين حمل السلاح، وواصل المسار، وشكل رافعة جديدة لقضيته قضيةَ تحرر وطني”.

وأضاف أن حركته “أعادت الاعتبار لقضية فلسطين في بُعدها العربي والإسلامي؛ لأن هناك محاولات كثيرة منذ وقت ليس بالقصير لحصر قضية فلسطين كقضية للفلسطينيين وحدهم، وتحييد العمق العربي والإسلامي”.

وتابع أن حماس “ومن خلال ما قدمته في فصول المقاومة من الحجر إلى السكين إلى عمليات الدهس إلى العمليات الاستشهادية إلى بناء وتراكم القوة والصواريخ وخوض الحروب والتصدي للعدوان والمشاركة في الانتفاضة الثانية، شكلت نقطة ارتقاء لخيار المقاومة خيارًا إستراتيجيًّا بعد أن ظن الكثير أن المقاومة وروح الثورة تشتت في بقاع الأرض بعد أحداث لبنان”.

وقال هنية: إنه بعد 34 عامًا ما زلنا نتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني، فهذه الأرض لا تفريط فيها ولا تنازل عن أي شبر من الأرض الفلسطينية.

وأشار إلى أن “اللاجئين لا يبحثون عن وطن جديد؛ لأن شعبنا سيعود لأرضه ووطنه اليوم أو غدًا. هذه أرضنا ومستقبل أجيالنا، ولا تنازل عن شبرٍ من أرض فلسطين”.

وقال: إن كل المحاولات من خلال الحرب أو الحصار أو المؤامرات لإجبارنا على التخلي على أيٍّ من ثوابت شعبنا قد فشلت.

وأكد أن هذه الحقوق غير قابلة للتصرف، ولا يمكن لحماس إلا أن تبقى متمسكة بهذه الثوابت.

وقال: إن القدس محور الصراع مع الاحتلال، ومأوى قلوب المؤمنين في كل أرجاء المعمورة، وإن ما يقوم به الاحتلال في القدس وأحيائها لا يمكن أن يغير حقائق التاريخ والجغرافيا، ولا يمكن أن يحيل الباطل إلى حق.

وأضاف: “شعبنا الذي قدم الشهداء لا يزال مستعدًّا لحماية قدسه وأقصاه، فمعركة سيف القدس كانت من أجل حماية القدس والأقصى، وتلك المعركة لن يُغمد سيفها إلا بتحرير قدسنا وأقصانا، فتلك كلمة الفصل في مواجهة المخططات الإسرائيلية”.

وأكد هنية أن ثوابت وحقوق القضية الفلسطينية تستوجب من الفصائل أن تكون في خندق واحد؛ فحركة حماس في كل مواقفها منذ أن انطلقت وحتى اليوم ومستقبلاً، ترى أن الوحدة الوطنية ضرورة وطنية وشرعية.

وجدد هنية استعداد حركته لبناء وحدة وطنية حقيقية، “وقد أرسلنا للأشقاء في مصر رؤيتنا لبناء تلك الوحدة لترتيب البيت الفلسطيني، بدءًا من بناء القيادة الفلسطينية الموحدة عبر منظمة التحرير، والاتفاق على برنامج سياسي، والاتفاق على إستراتيجية نضالية لمواجهة الاحتلال بكل مخططاته البشعة الهادفة لضرب الهوية الفلسطينية”.

وقال هنية: إن حماس تجدد التأكيد على الوحدة الوطنية، ونحن ننظر بخطورة بالغة لتلك الأحداث المؤسفة التي جرت في مخيم البرج الشمالي بلبنان، حيث استشهد شبان بإطلاق نارٍ من فئة من شأنها أن تقصم الظهر، وأن تضع عقبة أمام الوحدة الفلسطينية.

وأضاف: “نتعامل بمسؤولية عالية مع تلك الأحداث لقطع الطريق على تفخيخ المخيمات أو تفجير ساحة المخيمات الممتدة إلى لبنان الشقيق، ونحن متعاونون مع السلطات اللبنانية من أجل تسليم الجناة إلى الدولة اللبنانية”.

ودعا هنية السلطة في الضفة الغربية لضرورة إيقاف سياسات العدوان على أبناء شعبنا هناك، “فنحن نلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك تجرؤًا على أبناء شعبنا من الأجهزة الأمنية، كالاعتداء على حفلات استقبال الأسرى المحررين”.

وقال هنية: إن على السلطة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، فذلك لا يشكل حماية لمن يعمل بذلك التنسيق، بل تكون الحماية بالالتحام مع أبناء شعبنا وعقلائهم وحكمائهم، وألا تبقى في مربع الحصار على قطاع غزة والعقوبات المفروضة على القطاع.

وقال: “من أجل الوحدة الوطنية يجب إنهاء كل ما يتعلق بالاعتقال السياسي بالضفة المحتلة.

وجدد التأكيد أن قضية الأسرى على أولوياتنا في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

وقال: “نخاطب الأسرى أننا معكم في اتجاهين؛ أولهما أننا ندعم معركتكم ضد إدارات السجون لحماية الحدود المطلوبة لحياتكم الكريمة، أما الاتجاه الآخر الذي تعمل عليه كتائب القسام أننا نريد أن نحرركم من معتقلاتكم، فكما أنجزت القسام صفقة الأحرار الأولى، ستنجز صفقة جديدة.

وقال: إن “معركة تحرير الأسرى معركة مفتوحة في كل الأماكن والأزمنة والساحات، ولن نصبر طويلاً على بقاء أسرانا في سجون الاحتلال”.

وأشار إلى أن “ما لدى القسام من أسرى الاحتلال لن ينعموا برؤية الشمس إلا إذا تنعّم بها أسرانا، وعانقوا شمس الحرية”.

وقال: إن غزة التي تحتضن هذا الكنز (الأسرى الصهاينة) وهي ما زالت محاصرة منذ 15 سنة، فإنه لا مقايضة على رفع الحصار وإعادة الإعمار، ولا مقايضة من أجل إتمام التبادل.

وشدد على أن غزة لا يمكن أن يُقايضها كائن من كان مقابل التبادل أول الإعمار أو إنهاء الحصار، ولا يمكن أن يؤخذ ذلك بسيف الحصار.

وأكد هنية أن أهالي الضفة يعيشون أصعب الظروف والأوقات بفعل الاحتلال والتنسيق الأمني، لكنهم أكبر وأشد عزمًا، وهاهم يهرعون في كل وقت للدفاع عن قدسهم وأرضهم، ويؤكدون بعملياتهم الفدائية أن القدس بركان لا يمكن إخماده.

وقال: إن أهالي الداخل المحتل، الذين يخوضون معركة الهوية وبناء المجتمع العصامي الذين وقفوا وقفة عزّ وفخر في معركة القدس، “جزء أصيل من شعبنا ومقاومتنا، وجزء نابضٌ حيّ لحماية قدسنا وأقصانا”.

“أبناءَ شعبنا في الخارج كنتم وما زلتم وستبقون في معاني الانطلاقات المجيدة، وإن ما ينتظركم الكثير على طريق التحرير والعودة، وأنتم تشاركون في مشاريع التحرير والحفاظ على الهوية وإسناد أهلكم في داخل الأرض المحتلة”.

وقال: إن أبناء الأمة العربية والإسلامية يتعرضون لمحاولة تزييف الوعد وإبعادهم عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن قضيتنا إسلامية وعربية، داعيًا لتحصين الوعي وإغلاق الأبواب أمام التطبيع، فالتطبيع لن يزيد الاحتلال إلا قوة.

كما قال: إننا ندرك أبعاد المخططات الأمريكية والصهيونية الهادفة لضرب نسيج الأمة، لكن أمتنا أصيلة، ورأينا وقفاتها في دعم معركة سيف القدس.

وخاطب أحرار العالم الذين “وقفوا مع غزة والقدس وفلسطين.. استمروا بالمواقف التي يحترمها الضمير وشعبنا الفلسطيني؛ عليكم ضرب الرواية الإسرائيلية، ومقاطعة الاحتلال، وحماية حقوق شعبنا في كل مكان”.

ودان هنية مجددًا تصنيف حركة حماس أنها “إرهابية”؛ “فالحركة ضمير شعب وراية أمة وحركة تحرر وطني، وهذه التصنيفات لن ترهبنا وتأكيد على الاستقامة السياسية للحركة، وتأكيد أن التضامن والتنامي الكبير في أوروبا وبريطانيا لن تُوقفه مثل تلك القرارات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات