الأحد 19/مايو/2024

ما مسؤولية حماس بعد 34 عامًا من انطلاقتها؟

ما مسؤولية حماس بعد 34 عامًا من انطلاقتها؟

تعدّ حماس من أهم فواعل المشهد السياسي الفلسطيني بامتياز بعد أن أثبتت قدرتها على تحدّي الاحتلال في غزة والضفة والداخل المحتل وهي تحافظ على حالة اشتباك متكررة.

تمرّ ذكرى انطلاقة حماس الرابعة والثلاثين بعد عام شهد خصوصيةً في الصراع تصدّرت فيه ملف القدس في عدوان مايو 2021م وهي تجسّد رأس الحربة في تحمل مسؤولية قيادة جزء مهم من المشروع الوطني.

يعلق الشعب الفلسطيني آمالاً عريضة على كاهل حماس في التصدّي للاحتلال على كامل رقعة فلسطين التاريخية وإحياء مشروع التحرر الوطني بعد فشل عملية التسوية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

بدأت حماس قبل 34 عاماً عملها فصيلا وطنيا إسلاميا شارك في فعاليات الانتفاضة، وتطوّر دورها لمقارعة الاحتلال بأدوات قتالية آخذة في التطوّر، وبدأت قبل سنوات في الانفتاح على محيطها العربي والدولي بعد وصولها لمؤسسات القطاع العام.

عمل وطني
تظهر حماس بعد 34 عاماً من انطلاقتها مخرزًا يعاند كفّ الاحتلال في زمن التطبيع العربي والتنسيق الأمني الذي حاول القفز عن قضية فلسطين الأولوية في إدارة الصراع مع كيان محتل.

لا تزال حماس التي تتولى إدارة غزة المحاصرة عاجزة عن إحداث خرق في المشهد السياسي الذي فشلت فيه عملية التسوية، واستمر فيه الانقسام وانصرف معظم الإقليم عن قضية فلسطين خضوعاً لموازين القوى الراجحة لخدمة الاحتلال.

ويؤكد فايز أبو شمالة -المحلل السياسي- أن مسؤولية حماس في قيادة المشروع الوطني اليوم تعاند واقع السياسة الإقليمية والمحلية؛ فهي تعمل مقاوِمةً للاستيطان والتهويد والتنسيق الأمني والتطبيع العربي.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“:”تحاول حماس استنهاض أمتها الإسلامية، ومسؤوليتها ليس فقط مقاومة الاحتلال، بل مقاومة أهواء نفسية باتت تعدّ العلاقة مع الاحتلال وجهة نظر”.

تعيد حماس وهي تعاكس التيار قضية فلسطين لمربعها الأول؛ فهي منشغلة بتعزيز الروح والانتماء الوطني والدفاع لصد عدوان “إسرائيل” المتكرر من خلال مشروع مقاومة.

تحتل حماس نصيب الأسد غالباً في إعلام الاحتلال بتكرار حين يتناول أي ملف فلسطيني بعد أن عدلت قسراً من نظريته الأمنية القديمة التي لم تعد قادرة على تحقيق الردع الكامل.

ويقول د.إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس: إن حركته تساهم كثيرًا في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني وتركز في الانفتاح على كل مكونات الحياة الوطنية والحزبية والمجتمع المدني الفلسطيني.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تحاول حماس منذ سنوات التوافق مع الكل الفلسطيني على إستراتيجية فلسطينية تقوم على الثوابت الوطنية والمقاومة الشاملة، ومنها الكفاح المسلح، وترفع قضية القدس وحق العودة وتحرير الأسرى أولويةً لها”.

تمكنت دبلوماسية المقاومة الشعبية التي بدأت تمارسها حماس من سنوات من نقل قضية فلسطين مجدداً للعالم العربي والإسلامي الذي رأى بعد طول غيابٍ حقيقة عدوان الاحتلال، واستمع لرواية بعيدة عن تفاصيل تسوية متعثّرة.

أين وصلت حماس؟
على قاعدة النفس الطويل في الصراع مع عدو متطوّر وآخر احتلال في العالم تدرك حماس أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، لكن قطار العمل انطلق، ولن يعود لمحطته الأولى.

تفهم دولة الاحتلال التي تحاصر حماس في جميع مجالات عملها المقاوم أنها لم تعد صاحبة الرصاصة الأولى والأخيرة، وأن الرأي العام الدولي رغم تأخر تفاعله بات يرخي إحدى أذنيه لما تحمله حماس.

ويشير المحلل أبو شمالة أن حماس نجحت في فرض نفسها قوةً سياسيةً فلسطينية صاحبة قرار، وأنها لم تصل لهذه الدرجة إلا بعد نجاح أدواتها المقاومة في المحطات كافة رغم فارق القوة العسكرية بينها وبين الاحتلال.

وتواجه حماس صعوبات ممتدة وهي تحتفل بانطلاقتها الرابعة والثلاثين؛ أهمها إدارة حكم غزة المحاصرة الذي يعيق تمددها الجماهيري حركةَ تحرر تقاوم احتلال تفرقة عنصرية.

ويوضح د.رضوان -القيادي في حركة حماس- أن حماس نجحت في نيل اهتمام العمق العربي والإسلامي لتشكيل اللبنة الأولى في مواجهة مشروع صهيوني أمريكي تمدد لعقود فوق فلسطين.

وأبدت حماس مرونة مطّردة في ملف الانقسام الفلسطيني، لكن الفيتو الإسرائيلي والخلافات الداخلية في حركة فتح تحجب ميلاد مشهد الوحدة الوطنية.

ويؤكد القيادي رضوان أن حماس نجحت في إحياء قضية القدس جوهرَ الصراع، وقد تصدت في معركة سيف القدس عام 2021م للاحتلال مذكرةً العالم العربي والإسلامي بمسؤوليته الغائبة عن القدس.

نجاح حماس في المقاومة وإفشال الردع الإسرائيلي وإحياء قضية فلسطين في قلوب ووعي الجماهير الإسلامية لا تزال تواجهه عقبات التنسيق الأمني والتطبيع وفارق القوة، لكنه في جميع الأحوال يعدّ وسماً جديداً في مشوار التحرير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات