الجمعة 03/مايو/2024

حماس في 2021.. علوٌّ بسيف القدس وأملٌ للتحرير

حماس في 2021.. علوٌّ بسيف القدس وأملٌ للتحرير

في عامها الرابع والثلاثين، تودع حركة حماس عام 2021، مسجلة حضورًا استثنائيًّا بخوضها مواجهة عسكرية انتصارًا للقدس، لتهتف باسمها واسم قادتها الجماهير في مكان مكان، وتتحول إلى أملٍ حقيقيٍّ للأمة في التحرير.

وخلال 34 عامًا من انطلاقتها جابهت حماس تحديات صعابًا، وتلقت ضربات قوية، لكنها لم تسقطها، ولم تجعلها تحيد عن الطريق، بل زادتها قوة وصقلت تجربتها لتمضي في طريقها نحو وعد الله.

ومع مرور السنين لا تزال الحركة ثابتة في وجه الرياح العاتية والمؤامرات لتظل شامخة تصنع تحولات إستراتيجية في مسيرة المقاومة الفلسطينية.

رأس حرب المواجهة
ويؤكد عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس إبراهيم المدهون، أن الحركة في عام 2021 أثبتت أنها رأس حربة المواجهة مع الاحتلال “الإسرائيلي” وأنها الأقدر على تكبيد الاحتلال الخسائر وإرهاقه إن كان إعلامياً أو سياسياً أو عسكرياً ومادياً.

ويوضح المدهون في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن معركة سيف القدس خير دليل على قوة حماس وقدرتها على تكبيد الاحتلال الخسائر، لافتا إلى أن هذه المعركة تمثل انعطافة مهمة وكبيرة لمصلحة الشعب الفلسطيني وفي تاريخ قضيته، وشكلت تحولًا حقيقيًّا خلال المعركة.


إبراهيم المدهون

وأشار إلى أن معركة سيف القدس مثلت الرأس الحربة للدفاع عن المسجد الأقصى ونجاح المقاومة الفلسطينية لأول مرة من إيقاف هجمة الاحتلال على المسجد الأقصى، وأيضاً استطاعت أن تجذب تعاطف الرأي العام وتأييده وفخره ومساندته لما قدمته كتائب القسام وحركة حماس في هذه المواجهة.

وأضاف “وإن كانت المواجهة ومساحتها وجغرافيتها في قطاع غزة إلا أن كل أطر الحركة ومكوناتها في الضفة والقدس والداخل المحتل والخارج والشتات شارك في هذا العمل وهذه المعركة”.

وفي مايو 2021، خاضت المقاومة بقيادة كتائب القسام، معركة شرسة استمرت 11 يومًا، أطلقت عليها اسم “سيف القدس”، وبدأت بعد محاولة حكومة الاحتلال طرد عائلات فلسطينية من الشيخ جرّاح في القدس المحتلة، ثم محاولة تفريغ ساحات المسجد الأقصى للسماح للمستوطنين أن يقتحموا المسجد ويقيموا احتفالاتهم داخلها.

وتمكنت المقاومة من توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال ضمن “سيف القدس”، افتتحتها بضربة صاروخية للقدس المحتلة واستهداف مركبة عسكرية شمال القطاع، ثم تبعها قصف صاروخي مكثف استهدف مدن الأراضي المحتلة عام 1948 ومواقع الاحتلال في مستوطنات “غلاف غزة”.

ويؤكد المدهون أن حركة حماس تحركت بكل مكوناتها خلال المعركة سواء كان بالمقاومة المسلحة أو الإعلامية أو السياسية أو الحقوقية لمواجهة الاحتلال، مشدداً على أنها استطاعت تحقيق الكثير من النقاط والإنجازات ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يعاني من آثار معركة سيف القدس، كما أنه لا تزال صورة الاحتلال تضعف وتتآكل بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني وحركة حماس وما أنجزته في سيف القدس.

قيادة الشعب نحو التحرير
وعدّ المدهون معركة سيف القدس بمنزلة خطوات كبيرة للأمام -قادتها حركة حماس- نحو التحرير، وأهّلت الحركة بكل جدارة لقيادة الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة.

وأضاف: “ما ميّز حماس في معركة سيف القدس هو الأخذ بزمام المبادرة، حيث إن حماس أخذت المبادرة على خطوة القائد العام محمد الضيف بتنفيذ تهديده للاحتلال، إضافة إلى نقلها المعركة إلى قلب تل أبيب بكثافة نيران عالية”.



وتابع: “حركة حماس عملت من خلال المعركة على تحريك مكونات الشعب الفلسطيني والتنسيق معهم وقيادتهم والتعبير عن الضمير الفلسطيني والأمة في هذه الحرب”.

الحراك السياسي
وأفاد أن ما ميّز حركة حماس خلال عام 2021 هو حراكها السياسي وتوسعة دائرة علاقتها، مشيراً إلى أنها عملت على تعزيز علاقتها بالقاهرة وأيضاً بدول المغرب العربي ودول الخليج العربي والأردن.

وبيّن أن الحركة نفذت عددًا من اللقاءات مع الدول والسفراء والزعماء في المنطقة، أما على المستوى الدولي فأشار إلى أن حماس وثقت علاقتها مع روسيا وزارتها، كما أن هناك محاولات لتوسعة العلاقات مع العالم الشرقي كالصين ودول إفريقية جديدة.


وذكر أن حماس الآن تعمل على أن تنقل القضية الفلسطينية لكل قارة من قارات العالم، لافتاً إلى أن عام 2021 كان تهيئة لما بعده، معتقداً أن القادم ما أسسته الحركة من علاقات خلال هذا العام ستجني ثماره بتوسعة علاقات مع دول عديدة في 2022 وفي الأعوام القادمة.

كما أفاد أن حماس كانت في صراع ومواجهة هجمة تطبيعية كبيرة وهائلة تستهدف كل المنطقة العربية، معتقداً أنه كان لحماس دور في كسر التطبيع وعرقلته وإن كانت بعض الدول سارت في طريقه.

أولوية المعركة القادمة
وفيما يتعلق بساحة الضفة الغربية لدى الحركة؛ ذكر المدهون أن أولوية المعركة القادمة هي في الضفة المحتلة والقدس، موضحاً أن حركة حماس تعمل ليل نهار على تفعيل الضفة.

وقال: “حماس نجحت في كثير من الخطوات سواء في تحشيد الشارع في الضفة الغربية وتثوير الشباب الفلسطيني وترتيب وتنفيذ مجموعة من العمليات”، مشيراً إلى أن حماس لا تزال تعمل ليل نهار على أن تكون ساحة المواجهة القادمة في الضفة الغربية.

وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي يعمل على ضم الضفة الغربية وتغيير معالمها، والعقبة الكبيرة في وجهه هي الشعب الفلسطيني بقيادة المقاومة وحركة حماس”.



وأكد أن حركة حماس تدرك أن المعركة القادمة ستكون على كل شبر في الضفة الغربية وفي القدس، مشيرًا إلى أن هناك إعدادًا متواصلاً ومحاولة لتفعيل مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة، ولهذا العمليات التي حدثت والحشودات تبقى لمصلحة إحياء وإبقاء جذوة المقاومة.

وأشار إلى أن الحركة فقدت خلال عام 2021 الكثير من المنارات والقادة في الضفة الغربية، مؤكدًا أنه حتى اللحظة فإن الضفة الغربية هي الوقود الذي يشتعل من أجل الإعداد للانفجار في المرحلة القادمة، وحماس تحاول تحشيد الشارع الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وإحيائها وترتيبها لخوض المعركة القادمة.

تحولات تجاه القضايا الوطنية
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: إن حركة حماس استطاعت خلال عام 2021 أن تحدث تحولا مهما تجاه العديد من القضايا الوطنية.

وأوضح القرا، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حماس أحدثت تحولاً في معركة سيف القدس خلال عام 2021 يتعلق بتثبيت بعض القضايا المهمة المرتبطة بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها موضوع القدس.


إياد القرا

وأكد أن هذا التحول مهم باتجاه طرحه للقضايا الوطنية والأساسية إلى جانب القضايا المرتبطة بحصار قطاع غزة، لافتا إلى أن إعطاء القدس والضفة الغربية حضورًا كبيرا على أولويات الحركة خطوة مهمة في سياق مواقفها حتى لو بلغت ذروتها الذهاب إلى حرب كما حدث في سيف القدس.

آفاق العلاقات الخارجية
وفتحت حماس خلال عام 2021 -وفق القرا- آفاقا واسعة على علاقاتها وطوّرتها في اتجاهات متعددة منها العلاقات مع الداعمين والحلفاء الأساسيين، أو من خلال فتح آفاق لعلاقات جديدة مثل المغرب وموريتانيا والتي كان لها مردود إيجابي على هذه المواقف.

وأشار إلى أن حركة حماس عملت على صعيد إعادة ترتيب هذه العلاقات مع الأطراف المختلفة بما يخدم القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن حماس أثبتت في معركة سيف القدس قدرات عسكرية كبيرة قادرة على إيلام الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت أن تحوز على دعم شعبي واسع في الضفة الغربية والقدس وأراضي 48 والشتات نتيجة الفعل الميداني والمواقف الإيجابية والزيارات المتكررة لرئيس المكتب السياسي وقيادة الحركة في الخارج.

وأوضح أن حماس خلال عام 2021 استطاعت أن تجري انتخاباتها الداخلية، وتقدم نموذجا جديدا للفصائل الفلسطينية، وكذلك على صعيد المنطقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...