الجمعة 03/مايو/2024

رسائل حماس .. هل بدأ العد التنازلي لانفجار جديد؟!

رسائل حماس .. هل بدأ العد التنازلي لانفجار جديد؟!

إنذار بالتصعيد، لوحت به حركة حماس، على خلفية التلكؤ في إنهاء حصار غزة وحل أزمة الإعمار، ليعود سيناريو الانفجار على وقع عدم الالتزام الاحتلال ورعاة التفاهمات السابقة بمضمونها.

فبعد نحو ستة أشهر من معركة سيف القدس، ومع قرب انتهاء عام 2021 الذي وضعه يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة سقفًا لإنهاء أزمات القطاع وكسر حصاره، تقرع طبول التصعيد.

وبوضوح وحزم، أعلن مصدر قيادي في حركة حماس، أن حركته تدرس خيارات التصعيد مع الاحتلال “الإسرائيلي” لمواجهة حصار غزة وتباطؤ إعادة الإعمار.

وأضاف المصدر لقناة الجزيرة الفضائية، أن الاعتداءات “الإسرائيلية” على الأقصى واستهداف الأسرى ستفجر الأوضاع مجددا، مشددا على أن حماس لن تسمح باستمرار الوضع الحالي، والمرحلة القادمة ستثبت مصداقية ما نقول.

معركة سيف القدس
وتفجرت معركة سيف القدس في 10 مايو الماضي عندما انتصرت المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام للقدس، واستمرت 11 يوما، وأسفرت عن استشهاد 260 فلسطينيا، منهم 66 طفلا، وتدمير نحو 1500 منزل كليًّا، وتضرّر نحو 60 ألف منزل جزئيًّا في قطاع غزة.

وعقب المعركة، قال السنوار: “لم توقع فصائل المقاومة الفلسطينية اتفاقاً مكتوباً عبر الوسطاء، بل كان وقف إطلاق النار متزامنًا وبلا أي شروط، وكانت المعركة عبارة عن رسالة”.

وأضاف في حينه: “ليس وظيفتنا أن نوظف الإنجاز العسكري لإنجاز سياسي، ولكن الأمر كان متروكًا لمهمة العالم ليحتوي الموقف حتى لا ينفجر من جديد ويقدم الإنجازات السياسية لشعبنا”، محذراً بقوله: “سنحرق الأخضر واليابس إن لم تحل مشاكل قطاع غزة قبل نهاية العام الحالي”.

وتوقفت الحرب بتفاهمات غير مكتوبة، برعاية مصرية، تضمنت التزاما مصريا بالمشاركة في إعمار غزة وتنفيذ خطوات عملية لحل أزمات القطاع الإنسانية، فضلاً عن وقف العدوان بالقدس.

ورغم بعض التسهيلات التي قدمت في غزة، مثل المنحة القطرية وآلية إدخالها، لكن الأزمات الفعلية بقيت كما هي لا سيما؛ أزمة الإعمار، وملف الحصار بالإجمال، وكذلك بقيت سياسة التصعيد والعدوان في القدس مستمرة وبدأت موجة تصعيد صهيوني جديدة ضد الأسرى. 

جاهزية للمواجهة
المحلل السياسي عماد أبو عواد، أكّد أنّ حماس والمقاومة الفلسطينية أبدعت في إدارة المعركة الأخيرة (سيف القدس في مايو الماضي)، وأثبتت قدرتها على إدارة زمام المبادرة والتحكم بالمعركة بوضوح كبير.

وقال أبو عواد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ الاحتلال كان وما زال يتعامل مع قطاع غزة على قاعدة “اللاحياة واللاموت”،  وهو ما ترفضه المقاومة الفلسطينية جملةً وتفصيلاً.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية باتت على جاهزية عالية بأنّه لا يمكن التحمل والصبر على هذا السياسة لمدةٍ أطول من الزمن، مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة والتباطؤ الشديد في عملية الإعمار وإدخال الأموال اللازمة لذلك.

ولم يشكك المحلل السياسي بعودة المقاومة إلى جولة عسكرية جديدة مع الأوضاع الصعبة في القطاع، ومحاولة الاحتلال دفع المقاومة لهذا الخيار وسط انحسار الخيارات لديها.

وبين أبو عواد أن الاحتلال سيدرس تهديدات حماس بجدية عالية في سياق حالة الاضطراب التي تشهدها ساحة الضفة على إثر العمليات الفردية الأخيرة وغيرها من الأمور الأخرى، لكنه يعتقد ألا تذهب “إسرائيل” سريعاً لفكفكة الأمور وحلحلتها في قطاع غزة، بل ستعود لسياستها المعهودة باستخدام سياسة القطارة والتسهيلات المؤقتة.

تصعيد متدحرج

المحلل السياسي إياد القرا، توقع أن يؤول تباطؤ الاحتلال في استكمال الالتزامات المتعلقة بإعادة الاعمار، إلى تصعيد الأوضاع من جديد.

وتوقع القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تعمل المقاومة وفق سياسة التصعيد المتدحرج عبر البدء بخطوات شعبية قبل الذهاب لمواجهة عسكرية، مبيناً أنّ تهديدات “حماس” تأتي في سياق عدم تفضيل المواجهة العسكرية، واستدرك: “لكنها جاهزة لها في حال استمرار الأوضاع الحالية على ما هي عليه”.

وعدّ المحلل السياسي القرا هذا التصريح الأول من نوعه عقب معركة “سيف القدس” بأنّه “رسالة غير مسبوقة لمصر كوسيط بسبب بعض الإجراءات المصرية البطيئة في إعمار غزة، والتعامل مع المسافرين والمعابر، رغم الأجواء الإيجابية بين الطرفين السنوات الماضية”.

وكسابقه توقع القرا، أن يتعامل الاحتلال مع تهديدات حماس بجديةٍ عالية، وهو تهديد مبطن للاحتلال بأن الأوضاع في قطاع غزة سيتحمل مسؤوليتها بالكامل، “والتصريح فيه كلام واضح بإمكانية الذهاب لمواجهة عسكرية”.

وأوضح أن استجابة الاحتلال تعتمد على جهود وتفاعل الوسطاء، “بغضّ النظر عن ذلك، فإنّه بكل الأحوال واضح أنّ حماس عند موقفها بأن الأمور يجب أن تكون أفضل مما هي عليه الآن على الأصعدة المختلفة”، وفق قوله.

وتضمنت تصريحات القيادي في حماس انتقادات قوية للوسيط المصري، فقد عبّر المصدر القيادي -الذي لم يفصح عن اسمه- عن الاستياء الشديد من سلوك الوسيط المصري وتلكئه إزاء وعوده تجاه غزة، مشيرًا إلى أن مصر لم تلتزم بما تعهدت به لحماس والفصائل من إعادة الإعمار والتخفيف عن غزة.

وقال المصدر: إن مصر تواصل التنغيص على المسافرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة، كما أنها تواصل منع الآلاف من السفر من قطاع غزة دون مبرر.

وأوضح أن سلوك مصر تخلٍّ عن تعهدها بإلزام الاحتلال مقابل التزام المقاومة بالتهدئة.

وفي هذا الصدد يشير الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إلى أن الجانب المصري لم يلتزم بما تعهد به أمام حماس والفصائل الفلسطينية سواء في التعامل مع المسافرين إلى مصر عبر معبر رفح أو القادمين من مطار القاهرة، وكذلك موضوع الإعمار واستعداد مصر المشاركة في إعادة ما دمره الاحتلال خلال معركة سيف القدس.

وأشار في مقال له تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الواقع الذي نجم عن كل ذلك يرشح الأمور نحو التصعيد، منبها إلى أن حماس تقول: إذا استمر الحصار والتضييق على المعابر، وعدم الإعمار ستؤول الأمور إلى حالة من التصعيد الذي لن تحمد عواقبه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...