الإثنين 13/مايو/2024

عملية القدس البطولية..صفعة مدوية لأركان الدولة العبرية

عملية القدس البطولية..صفعة مدوية لأركان الدولة العبرية

تعود نقطة صفر من جديد في عملية بطولية وجريئة تم التخطيط لها بعناية فائقة، لتهز مدينة القدس المحتلة في ظل إجراءات أمنية إسرائيلية معقدة.

صفعة جديدة تتعرض لها الحكومة الاسرائيلية وقادة الأمن في دولة الاحتلال، بعد تنفيذ عملية بطولية في قلب مدينة القدس، الأمر الذي يحمل عدة دلالات بحسب خبراء ومحللين.

واستشهد شاب فلسطيني، وقتل جندي إسرائيلي، وأصيب 4 أحدهم بحال الخطر خلال عملية إطلاق نار وقعت صباح اليوم الأحد، في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

وأعلنت “نجمة داود الحمراء” عن استشهاد منفذ العملية التي خلفت قتيلا و4 إصابات واحدة منها بحال الخطر، عدا عن إصابتين بحالة طفيفة.

وزفت حركة المقاومة الإسلامية حماس ابنها الشهيد الشيخ فادي محمود أبو شخيدم، القيادي في الحركة بمخيم شعفاط، والذي نفذ عملية باب السلسلة في القدس المحتلة اليوم.

وقالت حماس في بيان صحفي: لقد أمضى شهيدنا في القدس حياته بين دعوة وجهاد، وتشهد له أرجاء المدينة وجنبات المسجد الأقصى، وها هو يرتقي اليوم بعد معركة بطولية جندل فيها قوات الاحتلال، وأوقع فيهم قتلى وجرحى.

بدورها، أشادت فصائل فلسطينية صباح اليوم الأحد، بعملية إطلاق النار التي وقعت صباحًا في البلدة القديمة بالقدس، وأسفرت عن استشهاد منفذها، ومقتل إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين.

وحول تعقيبه على العملية قال عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس إبراهيم المدهون، إن هذه العملية هي استمرار لنضال شعبنا الفلسطيني، وردٌّ على عمليات التهويد المستمرة واستفزازات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح المدهون في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هذه العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي؛ حيث إنه طالما هناك احتلال سيكون هناك مقاومة، وإن كانت تخرج عفويا من الشباب الفلسطيني الذي ضاق ذرعاً بجرائم الاحتلال.

وأضاف: “لا يظن الاحتلال أنه سيبقى على هذه الأرض دون أن يدفع الثمن، الشعب الفلسطيني مهيأ في الضفة الغربية والقدس للانطلاق بثورة واشتباك خشن مع الاحتلال بكل الوسائل والطرق”.

وأكد أن هذه العملية دليل على فشل سياسة الاحتلال، وسياسة التنسيق والاحتواء، وتقليل العمليات، مشيراً أن كل ما قام به من سياسات إجرامية وتضييق وحرف الشعب الفلسطيني، باءت بالفشل.

وشدد المدهون أنه وبعد معركة “سيف القدس” باتت القدس هي العنوان، ومركز الصراع، والأنظار الفلسطينية متجهة إليها، لافتاً أن هذه العملية تعبر عن صوت الفلسطيني المرتفع الذي يرفض التهويد والاستيطان والعدوان المستمر عليه.

دلالات ورسائل
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي أن توقيت عملية القدس في هذا اليوم يحمل العديد من الدلالات والرسائل على مختلف المستويات على الساحة الفلسطينية وعلى دولة الاحتلال.

وأوضح الرفاتي في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن هذا التوقيت يأتي في ظل ازدياد الضغوط التي تمارسها حكومة الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.

وأضاف أن التوقيت يأتي أيضاً في ظل استمرار مخططات التهويد وتوزيع إخطارات الهدم، والإمعان في الضغط على المقدسيين، وعمليات التهويد المتواصلة على المدينة المقدسة عبر تغيير أسماء الشوارع وتجريف المقابر الإسلامية وغيره من الانتهاكات التي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية.

وقال: “هذه العملية حملت رسالة أن مدينة القدس وما تحمله يمثل شعلة لتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، وأن القدس ستستمر في مكانتها العظيمة لدى أبناء الشعب الفلسطيني، ما يدفعهم لتنفيذ عمليات فدائية بطولية مؤلمة لدولة الاحتلال”.

ولفت إلى أن توقيت هذه العملية ربما يكون محرجاً لحكومة الاحتلال خلال الفترة الحالية، في ظل أن هذه الحكومة بدأت بتنفيذ مخطط لمواجهة المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة والقدس بالتعاون مع السلطة الفلسطينية لاجتثاث المقاومة في الضفة، والتي بدأت في مدينة جنين.

وأكد أن هذه العملية تأتي لتمثل ضربة للأمن الصهيوني ومحاولات السيطرة الواسعة لقوات الاحتلال على مدينة القدس والاستمرار في التعامل مع المدينة بأنها ساحة إسرائيلية يتم التعامل معها بحرية وفق ما يتم تخطيطه.

وأفاد أن هذه العملية ترسم خطوطاً حمراء تتعلق بوضع مدينة القدس، وترسخ ما حدث خلال معركة سيف القدس خلال أيار/ مايو الماضي بأن المدينة وما يحدث فيها هو دافع أساسي ورئيسي لمزيد من العمليات الفدائية والبطولية التي ينفذها أبناء الشعب الفلسطيني.

العملية اليوم تستكمل المشهد مع معركة سيف القدس الأخيرة؛ لتعطي صورة لأن تنفذ المزيد من العمليات خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بمواجهة انتهاكات العدو في مدينة القدس المحتلة.

كما أكد أن ما حدث اليوم في القدس المحتلة، ربما يشير بوضوح إلى أن هناك عودة للعمليات الفردية والمنظمة في مدينة القدس والضفة المحتلة، خاصة في ظل حدوث عمليتين خلال هذا الأسبوع في القدس المحتلة.

عملية مخطط لها
من جهته قال الكاتب أحمد قنيطة، إن عملية القدس لهذا اليوم هي عملية جريئة مخطط لها بعناية فائقة، استطاع خلالها منفذ العملية اختراق كامل الإجراءات الأمنية المعقدة عبر الحواجز التي تقيمها شرطة الاحتلال في مدينة القدس وداخل البلدة القديمة، وصولاً لباب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المحتل.

وأشار إلى أن الاشتباك المسلح الذي خاضه منفذ عملية القدس هو اشتباك جرئ وشجاع، ومكتمل الأركان، إذ أنه وقع في ساحة خطيرة ومعقدة، وتحت سيطرة العدو بالكامل، وبسلاح بدائي من نوع “كارلوستاف”.

وذكر أن منفذ العملية البطولية استطاع تضليل شرطة الاحتلال من خلال التنكر بلباس اليهود “الحريديم” وفتح النار على عناصر شرطة الاحتلال فأرداهم ما بين قتيل وجريح، ما يعني أننا أمام عملية نوعية خطيرة باغتت قيادة الاحتلال، وتركت جرحاً غائراً في منظومته الأمنية المشددة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات