القائد الأسير عبد الناصر عيسى.. المقاوم المفكر وقاهر الشاباك
في أحد المنازل الصغيرة المسقوفة بالصفيح في أزقة مخيم بلاطة شرق نابلس، وبعد عامين من النكسة (هزيمة 67)، ولد الأسير القائد عبد الناصر عيسى، في أسرة عدّت مقاومة الاحتلال أمرًا فطريًّا لا يمكن الانفكاك عنه، رغم الاعتقال والإبعاد، والإصابة وهدم المسكن.
عقلية فذّة
يعد الأسير عيسى صاحب عقلية فذة، ومفكرًا ذا شخصية كاريزمية طاغية، يتقن استشراف المستقبل وقراءة الواقع بصورة يعجز عنها كبار المفكرين الذين يمتلكون كل أدوات المعرفة خارج السجن.
فقد استطاع عيسى تحويل السجن لمعهد أكاديمي كبير حصد من خلاله عددًا من الألقاب العلمية بعد أن أتقن اللغة العبرية بصورة تفوق المتخصصين اليهود.
كما عرف عن الأسير عيسى أنه قارئ من طراز فريد، فهو يقضي أكثر من 18 ساعة في اليوم بين القراءة والكتابة، حتى إن نصف مخصصاته المالية التي تدخل على حسابه في “الكانتينا” تذهب لشراء الكتب والدوريات العالمية المشترك بها.
ومن ناحية أخرى، يعدّ الأسير القائد عبد الناصر عيسى شخصية محبوبة وله شعبية كبيرة بين أوساط جميع الأسرى من مختلف التنظيمات وليس داخل التنظيم الذي ينتمي إليه فقط.
قاهر الشاباك
في 21 أغسطس 1995 فجرت عملية استشهادية لكتائب القسام مجموعة من المحتلين في القدس المحتلة، كما فجرت غضب قادة الاحتلال الإسرائيلي الذين فشلوا في منعها، رغم اعتقال العقل المدبر لها الأسير القائد عبد الناصر عيسى قبلها بيومين كاملين.
أدت العملية التي نفذها الاستشهادي سفيان جبارين من مدينة الخليل، بحزامه الناسف داخل حافلة في القدس المحتلة، لمقتل (9) إسرائيليين منهم ضابط برتبة ميجر، وإصابة أكثر من (107) معظمهم من جنود الاحتلال.
صمد عيسى صمودا أسطوريا، أمام محققي الشاباك الذين كانوا يحاولون إفشال عملية استشهادية دبرها وأوصل المتفجرات التي ستستخدم بها.
ووجّهت النيابة الإسرائيلية لعيسى عدداً من التهم بعد خضوعه لتحقيق عنيف كاد أن يخرج منه شهيداً أو معاقاً، منها مشاركته في التخطيط لعمليات فدائية، وتواصله مع الشهيد يحيى عياش ومحمد ضيف، القائدين العسكريين البارزين في حركة حماس.
وفي نهاية المطاف أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكماً بسجن عيسى لمؤبد و20 عاماً، قضى منها عدة سنوات في العزل الانفرادي.
الخلية الحية
وقال النائب عن مدينة نابلس أحمد الحاج علي: إن الأسير المجاهد عبد الناصر عيسى يمثل زبدة وروح الشعب الفلسطيني والخلية الحية فيه.
وأشار إلى أن المجاهد عيسى يحمل معاني الشرف والكرم والشجاعة والتضحية والإيثار والفداء؛ لأنه اعتلى ذروة سنام الإسلام.
وشدد الحاج علي على أن شعبنا لن يعدم مثل هؤلاء القادة؛ لأن البذرة لم تختفِ، وستنبت يوما ما.
وعبر عن أمله أن تعمل المقاومة وخاصة كتائب القسام على تحرير الأسرى أمثال عبد الناصر في صفقة مشرفة تخرجهم من مقابر الأحياء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
قرّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إغلاق مقرها الكائن في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، نتيجة تكرار اعتداءات المستوطنين، التي كان...
حرب الإسناد من لبنان إلى اليمن.. روافد في طوفان الأقصى
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين، وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد، أطلقت...
كتائب القسام تنفذ كمائن نوعية للاحتلال شرق رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة تنفيذ كمائن نوعية واستهداف دبابات للاحتلال في إطار تصديها...
حماس: الاعتداء الممنهج على أسرانا لن يوهن عزائمهم والمقاومة على عهد حريتهم القريبة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تصعيد إدارة السجون الصهيونية سياساتها العدوانية والإجرامية بحق...
حماس: الاحتلال يرفض مقترح وقف النار ومتمسكون بالموقف الوطني
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إنّ الاحتلال رفض عمليًّا رفض المقترح المقدم من الوسطاء لوقف النار، ووضع عليه اعتراضات في عدة قضايا...
اشتباكات مع الاحتلال في نابلس واعتقال طلاب من كتلة النجاح
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتصدى مقاومون فجر اليوم الجمعة لاقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس، في حين نفذت تلك القوات مداهمات واعتقالات في...
هيئة المعابر بغزة تنفي ما ذكرته الخارجية الأميركية عن فتح المعابر وإدخال المساعدات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نفت هيئة المعابر في قطاع غزة ما ذكرته وزارة الخارجية الأميركية حول "فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع...