جملناها بالألوان.. مبادرة شبابية لإبراز جمال كورنيش غزة

بحبّ ورحابة صدر، دون كلل أو ملل أو تعب، تصنع مجموعة من المتطوعين الجمال في مدينة غزة، حملوا على عاتقهم تزيين شوارعها، فكانت حاويات القمامة أحد أهم المرتكزات التي عملوا على تجميلها بالألوان.

“جملناها بالألوان”، مبادرة الرسم على حاويات القمامة على كورنيش بحر غزة، أطلقها “مركز العودة المجتمعي”، التابع لاتحاد لجان العمل الصحي، وبالشراكة مع بلدية غزة، في محاولة لإضافة طابع جمالي للمكان، وتعزيز نظافة المدينة وإعطائها رونقاً حضارياً خلاباً، يلفت أنظار المارّة إليها، ولكسر الصورة النمطية والمعتادة لحاويات القمامة.

إنجازات يقف خلفها جنود مجهولون، يسعون بكل طاقتهم لتقديم أقصى ما لديهم من قدرات ومواهب شابة لا تعرف للمستحيل طريقاً، ولا بد من وجود أحد يتابع هذه الجنود ويوجهها فكان مركز العودة المجتمعي.

وعن فكرة المبادرة، قال رئيس قسم العلاقات العامة في بلدية غزة المهندس حسين عودة: إن البلدية تتطلع لتعزيز التزام المواطنين بوضع النفايات داخل الحاويات، وإبرازها لهم جماليا وحضاريا، وتجنب وضع النفايات خارج المكان المخصص لها.

وأضاف عودة لـ”قدس برس”: نُفـّذت مرحلة تجريبية في المبادرة، وطبقت على شارع البحر، أو ما يعرف بشارع رشيد، تزامناً مع إطلاق البلدية لحملة الحاويات المطمورة تحت الأرض في الشارع ذاته.

وأكد عودة أن البلدية قائمة على قدم وساق لتطوير هذه المبادرة وتطبيقها في جميع شوارع محافظات قطاع غزة، وذلك بعد دراسة مدى جودة المبادرة وتحقيقها لأهدافها.

وبيّن عودة أن “كل عمل يواجهه مجموعة من الصعوبات خلال مراحل الإعداد، سواء كان الأثر العكسي نتيجة التعامل مع الحاويات، ومدى مواءمة الرسومات لهدف المبادرة وثقافة المجتمع، وبروز الأثر الجمالي والتنمية المستدامة، وطبيعة المواد المستخدمة وصداقتها للبيئة”.

وأوضح أن “المؤشرات الأولية وتفاعل المواطنين على صفحات التواصل الاجتماعي، تعطي دلائل إيجابية على فاعلية المبادرة وإقبال المواطنين على الالتزام بها”.

من جهته قال ناجي الجمل ممثلاً عن مركز العودة المجتمعي: إن الحملة تأتي ضمن برنامج الوقوف معاً من أجل حقوق الجميع المموّل من الحكومة البلجيكية DGD من خلال مؤسسة Viva Salud”.

وأضاف الجمل لـ”قدس برس”: نسعى إلى تعزيز الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، والذي ينص على أهمية حفظ المحيطات، والبحار، والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام”.

وتابع الناشط المجتمعي: هذه مبادرة مبدئية نفذت على شارع البحر، وفي حال توافر الإمكانات اللازمة، سنسير بخطى ثابتة في جميع أرجاء شوارع قطاع غزة، كذلك نسعى لتشجيع قاطني تلك الأماكن، على إكمال ما هو ناقص من أعمال لم تنجز بعد، بعد وضع حجر الأساس لها.

وأكد الجمل أن “يدًا واحدة لا تصفق”، وعلى هذا النحو سار مركز العودة المجتمعي لإنجاح تلك المبادرة، فطاقاته وإمكاناته لا تخوله لهذه التجربة منفرداً، وبعد تشاورات، تم التعاون مع بلدية غزة لإتمام هذا الأمر، وتجنباً لأي عوائق أخرى.

وكورنيش بحر غزة، المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاماً، حيث يتوجه إليه المواطنون من أجل قضاء أوقاتهم هناك، للاستمتاع بجمال البحر والخروج من ضنك الحياة، وهو ممتد من بيت لاهيا شمالا حتى رفح جنوباً بطول 40 كم2.