الأحد 05/مايو/2024

كيف يمكن إبقاء المعركة مشتعلة مع الاحتلال في الضفة؟

كيف يمكن إبقاء المعركة مشتعلة مع الاحتلال في الضفة؟

 لا بأس في قليل من القلق على واقع المقاومة بالضفة والقدس المحتلة التي تعيش بين مطرقة الاحتلال وسندان التنسيق الأمني الممتد من سنوات طويلة.

نافذة الفرص تضيق أمام المقاومة الشعبية مع غياب العمل المنظم وبرامج وطنية موحدة يقف لها التنسيق الأمني بالمرصاد رغم تصاعد مقاومة الفلسطيني بلحمه الحيّ مؤخراً.

لا تهدأ ساحة الضفة والقدس المحتلة التي تعيش حالة تماس مباشر مع جنود ومستوطني الاحتلال، لكنّ منحنى المقاومة الشعبية متذبذب دون الوصول لحدّ الانفجار.

وتشهد الضفة والقدس المحتلة عمليات مقاومة اتخذ معظمها طابع الفردية والعفوية وسط حمّى اعتقال وملاحقة لنشطاء المقاومة منذ سنوات.

واقع الضفة
كل شيء في واقع ومستقبل الفلسطيني بالضفة والقدس المحتلة ليس على ما يرام بعد أن تغوّل الاستيطان محولاً أرض الضفة إلى أرخبيل تصعب الحياة فيه.

ويؤكد اللواء يوسف شرقاوي -الخبير في الشئون العسكرية- أن الخيار السلمي في المقاومة الشعبية هو الأكثر واقعية في المرحلة الحالية، وفق تقديره.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “المطلوب الآن الوصول لعصيان مدني وإضراب شامل تتحد فيه الضفة مع الفلسطينيين في أرض 48؛ لأن بقية الوسائل طريقها مسدود”.

ويعدّ الإضراب الشامل الذي شهدته فلسطين في ثورة 1936م أهم إضراب في تاريخ الصراع من قبل النكبة، لكن السياسة العربية التي تدخلت لوقفه أيام الاحتلال البريطاني أجهضت ثماره.

وتصاعدت في الشهور الأخيرة أشكال للمقاومة الشعبية بالضفة؛ مثل الإرباك الليلي حول المستوطنات، وتظاهرات متواصلة ضد الاستيطان وجدار الفصل الاحتلالي.

المنظومة الأمنية الإسرائيلية بجميع أجهزتها تتقاطع مع مهمات التنسيق الأمني التي تقوم بها أجهزة السلطة الفلسطينية في تحطيم حاضنة المقاومة، حسب رؤية الخبير شرقاوي.

وتعجز أجهزة أمن الاحتلال عن منع أشكال المقاومة الشعبية والفردية التي تبدأ بالاحتجاجات الجماهيرية والدهس والطعن؛ فمنعها بالمطلق يعني الولوج لدماغ كل فلسطيني يشعر بالقهر.

ويقول مصطفى الصواف -المحلل السياسي-: إن العمل الشعبي المقاوم بالضفة هو بداية لكل مقاومة مؤثرة؛ فوقوع شهداء يقدّم لتحولها لمقاومة مسلحة.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تزداد حالة الوعي بعد انكشاف دور السلطة الفلسطينية السلبي وقد ضعف عامل الخوف، وليس أمامهم الآن سوى العمليات الفردية، لكن لا بد من عمل مقاوم منظم”.

تراكم ومستقبل
يتدفق “الأدرينالين” عنيفاً في جسد كل فلسطيني يشعر بالقهر على حواجز الضفة؛ فهو معتقل على وقف التنفيذ، وعرضة للقتل المباشر متى قرر الجندي الإسرائيلي ذلك.

تتناغم المقاومة بقطاع غزة مع واقع الضفة المحتلة في عدوان الاحتلال على القدس، وآخرها ما جرى في مايو بحي الشيخ جراح، وإعادة اعتقال أسرى “جلبوع” الستة.

ويرى شرقاوي أن سلاح أجهزة السلطة لا يوجه للدفاع ومقاومة الاحتلال ضد اقتحام المدن؛ بل نحو الوضع الداخلي الفلسطيني وحفظ الأمن.

ويتابع: “اتفاقيات السلطة مع الاحتلال وأهمها أوسلو تتناقض مع مشروع حركة التحرر الفلسطيني، وبدون خطة إستراتيجية شاملة للمقاومة سيتشظى الفعل المقاوم الحالي”. 

ويعد اقتحام الاحتلال للضفة عام 2002م وحصار الرئيس الراحل عرفات وبناء الجدار مرحلة فارقة في واقع ميدان الضفة المقاوم.

وتعزز التنسيق الأمني بعد عام 2005م وتولي الجنرال الأمريكي “دايتون” تبديل معظم أداء أجهزة السلطة بشكل خدم الاحتلال أكثر من خدمة الفلسطيني نفسه.

تراكمية العمل الشعبي والفردي تمضي -حسب رؤية المحلل الصواف- نحو الوصول لنقلة نوعية يبرز من خلالها العمل المسلح؛ فالضفة لا تنقصها بنادق أو أهداف، ولكن ينقصها عمل منظم.

ويتابع: “الجهد المتعاظم في المقاومة الشعبية والفردية بحاجة لتنظيم من خلال قيادة أمنية وعمل مرتب يجمع معلومات ويخطط وينفذ”.

وإذا كانت أجهزة “الأمن” الإسرائيلية المستفيد الأكبر من التنسيق الأمني، فإن حالة التثوير الكامنة في رفض واقع العدوان لن تمضي بالفلسطيني في الشهور القادمة إلى مزيد من الصمت والرضوخ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...