الجمعة 10/مايو/2024

الأسير عثمان بلال.. مدرسة في الصبر وأكاديمية في التضحية

الأسير عثمان بلال.. مدرسة في الصبر وأكاديمية في التضحية

يأبى الأسير القسامي عثمان سعيد بلال من نابلس المعتقل منذ أكثر من 26 عاما والمحكوم بالمؤبد 27 مرة، إلا أن يكون مدرسة في الصبر وأكاديمية بالتضحية رغم وجوده خلف قضبان الاحتلال.

وخلال سنوات اعتقاله تعرض الأسير بلال لمحطات من الأذى والاستهداف على يد قوات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون؛  حيث كان في مقدمة من يتصدى لأي حالة قمعية أو اعتداءات وحشية تنفذ ضد الأسرى.

وبلال أحد قيادات الحركة الأسيرة في سجن جلبوع، وتحديدا في قسم رقم 3، الذين تعرضوا لجريمة وحشية من قوات الاحتلال تمثلت بالاعتداء المتواصل عليهم لخمس ساعات، وضربهم وهم مقيدي الأيدي والأرجل.

تلك الحادثة استفزت أقلام من عايشوا بلال بالسجن ليتحدثوا عن بعض محطات البطولات ومواقف الشجاعة التي يتمتع بها.

الأسد الرقيق

وكتب الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة،  والمبعد الى غزة قائلا: “عثمان بلال بعد أن تعرض للضرب المبرح من السجانين يقول لهم بصوت لا يرتجف، الدنيا_صغيرة_وبنلتقي، عثمان يا طوداً عظيماً في وجه السجّانين، يا رفيق الأسر، أيها الأسد الرقيق والنسمة العاصفة رقيقاً على إخوانك كنسمة الصباح، وعاصفاً في وجه أعدائك كالأسد الهصور”.

وتابع : “هل بقي في جسدك متسعٌ للجراح؟ قد شهد جسدك من “القمعات” ما تشيب له الولدان.. لكن همتك في كل مرة تناطح السحاب، كيف لا؟ وأنت ابن الشيخ المربي المؤسس لجماعة الإخوان في فلسطين سعيد بلال، وأنت ابن الخالة العزيزة أم بكر أمد الله في عمرها حتى تلقاكما، وأنت أخو الأسير المطارد والمجاهد بكر عليه رحمة الله، وأنت أخو الأسير القائد معاذ بلال المحكوم 27 مؤبدا، وأنت أخو الأسير المحرر عبادة بلال، وأنت ترضع لبان العز وحب الوطن منذ نعومة أظفارك، ثم تنمو جبلاً عنيداً يأبى الضيم ويمضي نحو استعادة الحرية المسلوبة.

خاوة

وكتب الأسير المحرر ياسر مناع قائلا: “في أول يوم من أيام عيد الأضحى من عام 2019 وضعت إدارة سجن جلبوع جهاز تشويش موجه نحو قسم 3 فقط وأصبح الاتصال مع عائلاتنا متعسراً جداً، واستمرت المفاوضات مع إدارة السجن قرابة 11 شهراً حتى رفعت إدارة السجن موجة التشويش درجات أعلى حتى بات الاتصال معدوماً.

وفي إحدى جلسات الحوار الساخنة مع الإدارة أخرج عثمان بلال هاتفا مهربا من جيبه أو شيئاً من مرفقاته ووضعه على الطاولة أمام ضباط السجن، وقال لهم بدنا نحكي مع أهلنا خاوة، دون أن يحركوا ساكناً، ثم قام أحد الإخوة بحمل الجهاز أو أحد مرفقاته والخروج من الاجتماع، بعد أسبوع نقلت إدارة السجن  جهاز التشويش إلى سجن آخر”.

وأضاف مناع: “في الأيام الماضية اعتدت قوات الاحتلال على الأسير بلال .. لكن لا بأس .. سيخرج من السجن وأنتم تعضون على شفاهكم قهرا وحسرة.. سيخرج مرفوع الرأس رجلا كما عهدناه”.

واعتقل الاحتلال المجاهد القسامي عثمان بلال عام 1993م وخضع للتحقيق العسكري 96 يوما، وحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد بتهمة تقديم مساعدات للمطاردين، كما تعرض لإطلاق نار مباشر من أفراد قوة خاصة للاحتلال في نابلس عام 1994م وأصيب بجراح.

وفي 24/7/1995م أشرف عثمان بلال على عملية استشهادية في “رامات جان” قرب “تل أبيب” نفذها الاستشهادي لبيب عازم، وقتل 7 مستوطنين، وأصيب 35 آخرون بجراح مختلفة.

كما نفذت الخلية عملية استشهادية ثانية في “رامات أشكول” في مدينة القدس نفذها الاستشهادي سفيان جبارين، وقتل فيها 5 مستوطنين وأصيب 100 آخرون بجراح.

رحلة الاعتقال

اعتقل المجاهد عثمان مع أخيه المجاهد عبد الناصر عيسى على يد القوات الخاصة الإسرائيلية في مدينة نابلس بتاريخ 19/8/1995م، قبل تنفيذ الاستشهادي سفيان جبارين عملية “رامات أشكول” في القدس.

وكان قد استلم الشهيد القائد محيي الدين الشريف العبوة الناسفة من الخلية قبل اعتقالها، وأوصلها للشهيد سفيان جبارين، ونفذت العملية، مع العلم أن جهاز “الشاباك” لم يستطع الحصول على معلومات عن العملية رغم اعتقال المجاهدين.

وحكمت محكمة الاحتلال على المجاهد عثمان بالسجن المؤبد لعدة مرات.

ورفض الاحتلال الإفراج عن المجاهد عثمان في صفقة وفاء الأحرار ولا يزال صابرا محتسبا يترقب وعد الله.

المصدر: حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات