الجمعة 03/مايو/2024

جنين تشعل شرارة المقاومة والوحدة في مدن الضفة

جنين تشعل شرارة المقاومة والوحدة في مدن الضفة

كان مشهدا غريبا عن الضفة الغربية؛ فقد غاب المشهد سنوات، وأجيال خرجت لم تشاهد ظهور مسلحي كتائب القسام وشهداء الأقصى وسرايا القدس مشتركةً وعلنًا، مثلما حدث في الأيام الماضية.

كثيرون يرون أن هذا المشهد هو مؤشر على محاولات مخلصة لبناء صفحة جديدة عنوانها الوحدة على قاعدة المقاومة.

لثلاث ليالٍ متواصلة منذ اغتيال الاحتلال الصهيوني أربعة مقاومين تعود مشاربهم التنظيمية إلى حماس والجهاد وفتح، وتشكيلات مسلحة من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى تخرج بزيّها الرسمي؛ ما أثار ارتياح المواطنين ولفت انتباههم لرسالة شهداء جنين.

عبرت قوى جنين ومخيمها في الأيام الأخيرة عن رسائل الوحدة في الميدان المعبّدة بالدم، فخلال إلقاء رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية كلمته عبر الهاتف في بيت العزاء كان يقف بجانب الميكروفون قيادات من فتح وحماس والجهاد الإسلامي.

هنية أكد في كلمته دور جنين ومخيمها ورمزيتها في إعادة بناء الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة، وقال: إن ذلك تشكل في السابق، واليوم يوجد جيل جديد يريد تصحيح البوصلة وإعادة الكرّة.

يعيش اليوم عدد من الشبان حياتهم مطاردين للاحتلال وينتسبون للقسام والسرايا وشهداء الأقصى؛ لدورهم الكبير في التصدي المسلح للاحتلال الذي هدد أكثر من مرة باجتثاث هذه الظاهرة ومنع انتشارها لمناطق أخرى.

تشير مصادر محلية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن هؤلاء الشبان المقاومين يبادرون لتعميم الظاهرة أملا في أن تلقى دعوتهم انتشارا في المدن والقرى كافة.

 وبدا لذلك مظاهر عديدة لم تكن مألوفة من قبل، إذ خرج هؤلاء المسلحون المقاومون إلى خارج جنين والمخيم لخوض اشتباكات خلال مداهمات لقرى كما جرى في بلدتي برقين واليامون غربي جنين في الأيام الماضية.

تقول المصادر لمراسلنا: إن خروج المسلحين إلى القرى وعدم الاكتفاء بالاشتباك معهم عند اقتحامهم جنين شكل هاجسا كبيرا للاحتلال، وأثار حماسة الشبان في تلك المناطق.

أخذ الأمر أبعادا جديدة مع اشتباك جديد وغير مألوف جرى في طوباس قبل أيام، وبالنهج ذاته الذي جرى في جنين وقراها مؤخرا، وفي وحدة ميدانية بين حماس وفتح والجهاد كانت واضحة في مواجهات طوباس التي جاءت بعد يومين من استشهاد مقاومي جنين الأربعة.

يروي شهود عيان لمراسلنا عن اشتباكات دارت من مسافات صفر، واختفاء أي مظهر من مظاهر الردع أو الخوف لدى الشبان، ما يعني، وفق مراقبين، أن محاولة الاحتلال زرع الخوف بجريمة اغتيال جماعيّ فشلت.

يروي أحد المقاومين لمراسلنا بمعنويات عالية جدا كيف يسعون جاهدين لإعادة الضفة إلى حالة المقاومة، ويشدد على الوحدة الوطنية في الميدان كرافعة لنجاح ما يريدون.

تردد صدى ذلك بوضوح في مسيرة مسلحة خرجت في مخيم بلاطة تضامنا مع جنين، كان لافتا أن مسلحي بلاطة اقتدوا بمسلحي جنين من المقاومين الذين يغلقون فوهات بنادقهم في المسيرات بقماشة بيضاء كناية عن أن هذا السلاح ليس للاستعراضات كما جرت العادة.

ولفت ذلك انتباه كثيرين سيما في مخيم بلاطة الذي تسعى جهات كثيرة لإغراقه في الفتن والصراعات لحرف شبابه عن أي جهد لمقارعة الاحتلال.

يعدّ مطلعون مقربون من أجواء المقاومة بجنين لمراسلنا أن رسالة مقاومي جنين واضحة، ولكن مهمتهم ليست سهلة أبدا في سياق أجواء التنسيق الأمني والملاحقات والظروف المعقدة للضفة من الناحية الأمنية، ولكنهم يبقون صوتا لافتًا يستحق الانتباه والدعم، وقد تولد بعد معركة سيف القدس الأخيرة، ويجب على الأحرار البناء عليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...