الجمعة 10/مايو/2024

شهداء جنين.. بطولة تحقق الوحدة وتؤرّق الاحتلال

شهداء جنين.. بطولة تحقق الوحدة وتؤرّق الاحتلال

منذ أشهر عديدة، يشهد مخيم جنين تحركات عسكرية “إسرائيلية”، واقتحامات مفاجئة للمخيم العصيّ على الانكسار، ليواجه الاحتلال بجيل شبابيّ مقاوم، توارث الفكرة عن قادة المخيم وشهدائه.

ذلك الميراث الذي توارثه شهداء جنين الأربعة، وهم: صالح أحمد عمار، ورائد زياد أبو سيف، وعبد الإله جرار، وأمجد إياد حسينية، والذين قضوا نحبهم بعد اشتباكات مع الاحتلال “الإسرائيلي” ووحداته الخاصة، محاولين اعتقال عدد منهم.

تلك الاشتباكات تعيد المجتمع الفلسطيني إلى ذاكرة الوحدة الوطنية خلف المقاومة المسلحة، التي تعد مدينة جنين ومخيمها الصامد، أحد نماذج الوحدة العسكرية الفصائلية فيها.

وجسّد الشهداء الأربعة روح الوحدة الوطنية، حيث نعت حركة حماس شهداء جنين، وزفت شهيدها أمجد إياد حسينية، والذي أعلنت كتائب القسام أنه أحد عناصرها ومقاتليها في مخيم جنين، في حين زفّت سرايا القدس الشهيد نور الدين عبد الإله جرّار أحد مقاتليها، واللذين لا يزال الاحتلال يحتجز جثمانيهما، في حين شيع جماهير جنين الشهيدين عمار وأبو سيف، أبناء كتائب شهداء الأقصى.

روح الوحدة

المحلل السياسي حسن لافي رأى أن عنجهية الاحتلال “الإسرائيلي” تجاه مدينة جنين ومخيمها تهدف إلى كسر روحية المقاومة، خاصة المسلحة منها.

وأضاف لافي، في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة في الضفة تعمل على إضعاف مشروع التنسيق الأمني الذي تقوده السلطة مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاشتباكات الأخيرة أعادت روح الوحدة الوطنية إلى العمل العسكري.

استهداف واضح

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الاحتلال يهدف من خلال عملياته المستمرة ضد جنين ومقاوميها، إلى تعزيز مشروع التنسيق الأمني الذي يعمل المقاومون إلى محاولة سحب بساطه من تحت أقدام السلطة الفلسطينية، والعمل على تعزيز روح المقاومة.

وأكد أنّ الاحتلال يستهدف جنين لما تمثله من روحية العمل المقاوم في الضفة العربية خاصة العسكري منها، قائلاً: تمثل جنين روحية الوحدة الوطنية، والمراجِع لأسماء الشهداء وانتماءاتهم يلاحظ أنهم يتنمون لكل الجهات بما فيها فتح، لتكون جنين أيقونة الوحدة.

وأضاف: “هناك إمكانية لتحقيق الوحدة الوطنية من خلال المقاومة ضد الاحتلال، والذي يريد الاحتلال كسرها وإخماد هذه البارقة الموجودة في جنين ومخيمها”.

وأشار لافي إلى أن الاحتلال “الإسرائيلي” يستهدف مخيم جنين منذ انتهاء معركة سيف القدس، متعمداً شنّ عمليات اعتقال واقتحام واغتيال ممنهجة ضد المقاومين وأهالي المخيم.

وأكد أن الاحتلال “الإسرائيلي” يخشى من انتقال عمليات مقاومي جنين والاشتباكات المتكررة إلى مدن الضفة الغربية ومحافظاتها.

ميراث المقاومة

أما الكاتب صلاح الدين العواودة، فقد علّق على عملية جنين قائلاً: بعد تدمير مخيم جنين عام 2002 تحدث أحد أبرز المحللين الصهاينة عن تحول المخيم إلى أسطورة وهو الأمر المخيف!، قال: صحيح تم قتل القسام في جنين عام 1935 لكنه تحول لأسطورة فعاد لنا جيشا وصاروخا عام 2001؛ ..البطولات تحيي الشعوب والشهداء يعودون ذات يوم!”.

بدوره أكد النائب في المجلس التشريعي باسم زعارير، أن تضحيات مدينة جنين ومخيمها، تعبر عن مشهد المقاومة ودماء الشهداء، وتدلل على أن تلك المدينة ما زالت على العهد رغم محاولات التركيع والترويض.

وشدد على أن مدينة جنين القسام كانت وما زالت وستظل عصية على الاحتلال، ولم تفلح كل الجرائم التي يرتكبها في تركيع مقاوميها، تماما كما أخفقت محاولات الترويض التي يمارسها دعاة المفاوضات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات