الأربعاء 08/مايو/2024

شهادة مشاهرة.. بدعم والدها الأسير القسامي تُتمُّ حفظ كتاب الله

شهادة مشاهرة.. بدعم والدها الأسير القسامي تُتمُّ حفظ كتاب الله

لم يكن غياب الأسير القسامي المقدسي رمضان مشاهرة عن ابنته شهادة مشاهرة (19 عامًا) من قرية السواحرة شرق القدس المحتلة، منذ لحظة ولادتها يشعرها بالنقص والحزن والألم، فكانت زيارته المتواصلة تمدها بالطموح وترفع من معنوياتها لتقدم له العديد من الإنجازات والنجاحات التي كان آخرها حفظها القرآن الكريم كاملًا.

بعد شهرين من أسر والدها، أبصرت شهادة النور، حيث اعتقلته قوات الاحتلال للمشاركة بتنفيذ عملية فدائية في مستوطنة “جيلو” عام 2002م، وحكم عليه الاحتلال بالسجن 20 مؤبدًا، لتعيش طفولتها بين المساجد والسجون لزيارة والدها برفقة أمها.

داعم أساسي

وأكدت شهادة مشاهرة، أن والدها الأسير يتابعها أولًا بأول، خاصة خلال حفظها لكتاب الله رغم بعده وسجنه، مشيرة أنه بجانب والدتها كان الدافع الأساسي لتحقيق النجاح.

وقالت مشاهرة: “في بداية كل زيارة له، وقبل أن يسرقنا الوقت في معرفة كل واحد منا أخبار الآخر والاطمئنان عليه، يشرع والدي في تسميع ما حفظت من سور قرآنية، على الرغم من متابعتي في الحفظ مع الأوقاف في المسجد الأقصى”.

وأضافت: “لا أخفي عليكم أني أفتقد والدي في الكثير من المناسبات التي أتمنى فيها أن يكون بجانبي ويشاركني فرحتي، كالنجاح في الثانوية العامة، وفي حفظي القرآن كاملًا، ورغم غيابه جسديًّا؛ فإن تواصله معنا بطرق مختلفة كان له أثر كبير، ففي أغلب لحظات حياتي أجده معي معنويًّا، فأستشيره بأموري الخاصة ويساعدني”.

ولم تقتصر متابعة الأسير رمضان لابنته شهادة فقط، بل كذلك شقيقتها سلسبيل التي تكبرها بعامين، وكان يكلفهما في كل زيارة بواجب في الحفظ لتسميعه وتلاوته في الزيارة القادمة من خلف القضبان، وشجع زوجته على دراسة الماجستير.

هدية لوالدها
وأوضحت الحافظة مشاهرة: أن “سبب حفظها للقرآن هو تحقيق رضا الله، وتقديم هدية لوالديها، وهي هدية للآخرة بإلباسهما تاج الوقار، فحصدا نتيجة ثمرة غرسهما”.

وذكرت أن والدها بصدد إصدار كتاب تحت عنوان: “مصحف الحفاظ في ضبط وتوجيه فواصل الآي ومتشابه الألفاظ”، وكان بمنزلة الطريق الممهد للحفظ والاستفادة من النصائح الواردة والتثبيت، كما أنه مسئول مركز النور للتحفيظ في السجون”.

وأشارت إلى أن والدها بعد إنجازها حفظ سور قرآنية، وأجزاء، يخط لها شهادات، ويرسلها لها ليشجعها على إكمال طريقها، لتحوز شعورا جميلا لا يزاحمها به أحد، وكأنها شهادات وصلتها من أعلى المستويات، فتشعر بالبهجة والسرور.

أما عن شعورها بإتمام حفظها القرآن وشعور والديها؛ فكانت سعادتهما لا توصف، ليتجدد الأمل في قلب شهادة بأن يُضمَّن اسم والدها في صفقة تبادل أسرى جديدة، تحرره من سجون الاحتلال.

الأسير القسامي
ويذكر أن الأسير المقدسي رمضان عيد رمضان مشاهرة (45 عاماً)، دخل عامه الاعتقالي العشرين تواليا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكان الأسير مشاهرة قد اعتقل بتاريخ 6/7/2002م، وقد أدانته محكمة الاحتلال بالانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” والمشاركة في نقل استشهادي، وحكمت عليه بالسجن المؤبد 20 مرة.

والأسير مشاهرة، هو أب لفتاتين، وعند اعتقاله، ترك خلفه طفلته الأولى وزوجته الحامل، والتي وضعت طفلتها الثانية بعد عدة أشهر.

على إثر الاعتقال والتهمة، هدمت سلطات الاحتلال منزل العائلة، وبعد ستة أشهر من اعتقاله، اعتقلت شقيقه فهمي مشاهرة، وأدانته بنفس التهمة، وأصدرت بحقه نفس الحكم (20 مؤبداً).

وتنقل رمضان في عدة سجون، ويقبع حاليًّا في سجن “جلبوع” بينما يقبع فهمي في سجن “إيشل”.

وتعرض رمضان لسلسلة من العقوبات على يد إدارة السجون بسبب مواقفه المؤازرة لإخوانه الأسرى، ومكث في العزل عدة مرات، كان آخرها بعد أحداث حرق الغرف بسجن “رامون” الصحراوي.

حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات