الأربعاء 08/مايو/2024

مسؤول إسرائيلي سابق يرصد إخفاقات نتنياهو الأمنية خلال 12 عاما

مسؤول إسرائيلي سابق يرصد إخفاقات نتنياهو الأمنية خلال 12 عاما

قال جنرال إسرائيلي إنه “بعد أن أنهى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، ولايته التي امتدت على مدى الـ12 عاما الماضية، فإن من المهم أن ننظر إلى السنوات الماضية برؤية واسعة وشاملة، تلخص مساهماته وإخفاقاته الأمنية”.

وأضاف عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأسبق-أمان، في مقال على القناة 12، ترجمته “عربي21″، أنه “في عهد نتنياهو، واجه الكيان العديد من التحديات الأمنية، كالصراع ضد البرنامج النووي الإيراني، ونتائج الاضطرابات الإقليمية على أمنه، والوجود الإيراني قرب حدوده الشمالية، وتعزيز حزب الله في لبنان وحفر أنفاقه، والوضع الأمني في الضفة الغربية، واستمرار المواجهة مع حماس في غزة”.

وأشار إلى أنه في حين ينظر أنصار نتنياهو إليه على أنه “سيد الأمن” الذي لا بديل له، يزعم منتقدوه وخصومه أنه فشل في المجال الأمني، رغم أن السنوات الـ12 التي قضاها في منصبه، لم يصُغ نتنياهو مفهومًا شاملًا وراسخًا للأمن، لأنه اعتقد أن دمج قوة الكيان الأمنية مع القوة الاقتصادية سيزيد من قوتها السياسية بنظر دول العالم.

وأوضح أنَّ “نتنياهو طوال سنوات عمله، تصرف وفقًا لنهج تكتيكي نشط، ولكن بسلبية إستراتيجية في مواجهة الحاجة لتعزيز الأهداف طويلة المدى للأمن القومي الإسرائيلي، لأنه قدّر أنه سيكون وحده قادرًا على صياغة مفهوم للأمن، وهو الذي يواجه صعوبة في قيادة عمل الطاقم، والتفكير بروح الفريق، وقدم مفهومًا سريًّا لمجلس الوزراء السياسي والأمني في 2018، ولم يعرضه أبدًا على هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي”.

وأكد أنّ “إسرائيل مرت خلال هذا العقد من الزمن دون حروب دموية كبرى ومكلفة، رغم الجولات الثلاث من القتال ضد حماس في عهد نتنياهو في 2012 و2014 و2021، ولم تشهد حربًا كبيرة منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006. صحيح أن نتنياهو حافظ على الردع الإسرائيلي ضد أعدائها، لكنه شهد نشوء الردع المتبادل”، حسب وصفه.

وأوضح أنه “في عهد نتنياهو، عُزز البعد الدفاعي لمفهوم الأمن الإسرائيلي كثيرًا، وشكلت الأنظمة الدفاعية المتعددة الطبقات ضد الصواريخ التي دخلت حيز التشغيل في عهده مساهمة مهمة في مفهوم الأمن الإسرائيلي، ومنها منظومة القبة الحديدية، وأثبت الحاجز تحت الأرض ضد أنفاق حماس في غزة كفاءته العالية بوقف التسلل الواسع والمفاجئ”.

وأوضح أنه “في عهد نتنياهو، عُززت العلاقات الأمنية مع مصر، بقيادة الرئيس السيسي، بشكل كبير، وقاد تحركات عززت مكانة الكيان في مواجهة القوى العظمى، وشكل شهر العسل مع إدارة ترمب أفضل الأوقات لأمن الكيان، وأدت العلاقات الخاصة مع روسيا إلى تنسيق أمني مكّن الجيش الإسرائيلي في سوريا، كما أنه عمّق علاقات إسرائيل مع الصين والهند، رغم تجمد العلاقات مع أوروبا”.

وأكد أن “حزب الله وحماس كثفتا من تسلحهما بوضوح في عهد نتنياهو، رغم عمليات الجيش الإسرائيلي ضمن إستراتيجية المعركة بين الحروب، وحسّنا أنظمة أسلحتهما، وطوّرا قدرات تكنولوجية في مجالات دقة الصواريخ والطائرات بدون طيار والدفاع الجوي ونطاق ترسانة الصواريخ، وبات الحزب يحوز أكثر من 100 ألف صاروخ برؤوس حربية أكبر، وقدرات دقة أعلى، ما سيدفع الكيان لمواجهة تحديات أكثر صعوبة”.

وأضاف أنه “في مواجهة حماس وحزب الله، فشل نتنياهو فشلاً ذريعاً بمنع تسليحهما، رغم أنهما باتا يشكلان تحديًا أمنيًّا أكبر من تهديدات جيوش الدول المجاورة، في حين حققت حماس إنجازا معنويًّا مهمًّا جدا كتحرير للأسرى الفلسطينيين عقب موافقة نتنياهو على صفقة شاليط”.

وأشار إلى أنه “فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن نتنياهو لم يحرز أي تقدم في العملية السياسية، ما خلق وضعًا زاحفًا لواقع دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر المتوسط، وساهمت سياسته في التقاعس والتعرج الكبير بتكثيف التهديد الأكبر للمشروع الصهيوني في شكل إقامة دولة ثنائية القومية”.

وأوضح أن “نتنياهو رغم وعوده المتكررة بأن يكون قويا ضد حماس، لكنه فشل في ردعها كردع حزب الله في الشمال، والعمليات الثلاث التي شنها الجيش في عهده لردع حماس لم تؤدِّ إلى النتيجة المرجوة بردع طويل الأمد، وخلال سنوات قليلة بعد كل عملية، تتعرض المستوطنات الجنوبية لإطلاق الصواريخ، ما يعني أنه سمح بتكوين كيان عسكري في غزة كحزب الله في لبنان، وستكون الجولة التالية من المواجهة ضده حتمية”.

وأكد أنه على الصعيد الداخلي “أضعف نتنياهو صمود الكيان، وأضرّ بالشعور بالتضامن لدى قطاعات كبيرة من الشعب اليهودي، وأضعف الشرطة والقضاء، وأصبحت الجريمة المنظمة المسلحة في عهده تهديدًا أمنيًّا، وليس فقط إجراميًّا، وتآكلت الثقة بالمؤسسات وقوِّض التماسك الداخلي”.

وأضاف أن “نتنياهو أضرّ بمكانة وزارة الحرب والجيش الإسرائيلي، وأضعف إشراف مجلس الوزراء والكنيست على المؤسسة العسكرية، واستبدل أربعة وزراء حرب في خمس سنوات، ما حال دون الاستقرار، والقدرة على صياغة خطة متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن “نتنياهو فشل في التعامل مع حركة المقاطعة، وتصاعد “معاداة السامية”، والدعاوى الفلسطينية بمحكمة العدل الدولية في لاهاي، رغم أن التحركات لوقف حركة المقاطعة BDS مهمة للسياسة الإسرائيلية في مواجهة القضية الفلسطينية، كما أنه أضرّ بعلاقاتنا المهمة مع جارنا الشرقي الأردن، رغم أن حدودنا معه هي الأطول، وهو منطقة عازلة مهمة ضد المحور الإيراني، والتعاون الأمني مع الأردن مهم وحيوي لأمن إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات