التين الشوكي.. فاكهة الغزيين المفضلة تواجه شبح الانقراض

شبهَ يوميّ يتوجه المواطن أبو علي أبو شر إلى أرضه القريبة من الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، لقطف ثمار التين الشوكي “الصبر”. 

مُستقلاً سيارته المفتوحة من الخلف من نوع “بيجو”، يخرج أبو علي مع ساعات الفجر، متوجهًا لحقله الذي يبعد بضعة كيلومترات عن منزله، مصطحبًا بعض العمال لمعاونته، في القطف الذي يتم عبر أداة خاصة تُسمى “طوّالة”. 

null
وبات موسم (التين الشوكي) بالنسبة لأبو علي وغيره من المزارعين، كموسم قطف البلح والزيتون، وهي مواسم سنوية، تشتهر بها غزة، رغم تراجع المساحات المزروعة، نتيجة الزحف العمراني، والاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الشرقية للقطاع، التي تتركز بها زراعته. 

ويحيط الصبر بأراضي المواطنين منذ القدم ليكون كالجدران التي تحميها من العبث بالمزروعات، بالإضافة أنه كان يشكل حدا فاصلا بين الأراضي عن بعضها بعضًا. 

ويفضّل الغزيّون تناول فاكهة الصبر بسبب خلوه من أي مُبيدات أو أدوية، خلاف الفواكه الأخرى، فهو محصول بعْليّ ومُعمر، ويُنتج كميات كبيرة. 

وبحسب أبو شر في حديث لمراسلنا؛ فإن موسم قطف الصبر في السابق كان يستمر شهرين متتاليين، حيث تبدأ عملية القطف في يوليو وأغسطس، بفعل ارتفاع درجة الحرارة، التي تساعد على نضوجه، إلا أنها شارفت على الانقراض بسبب التجريف المستمر لجرافات الاحتلال والزحف العمراني المهول. 

null
من جهته يلفت المزارع محمد العمور إلى أن زراعة الصبر، تبقت فقط في المناطق الجنوبية من قطاع غزة، حيث تنتشر أغلب أشجاره في المناطق الحدودية وحول حقول الزيتون والنخيل، ومنها ينقل إلى بقية مناطق القطاع. 

ويعدّ العمور في حديث لمراسلنا قطف التين الشوكي بمنزلة مصدر رزق يحصل به على بعض الشواقل ليسد بعضا من احتياجات العائلة. 

ويشير إلى أن قطف فاكهة الصيف يكون مع ساعات الصباح، بسبب وجود قطرات الندى على الثمار، الأمر الذي يخفف من الأشواك الناعمة. 

ويعدّ التين الشوكي نبتة من الصبار تنمو في الأماكن الجافة، وهي معمرة، ولها قدرة على مقاومة الجفاف؛ نظراً لسيقانها المليئة بالماء، والتي تعدّ طعاماً مفضلا للإبل في المناطق الصحراوية، برغم أشواكها الحادة المنتشرة على سطح النبتة. 

وتحتوي ثمرة التين الشوكي من الداخل على اللب اللحمي الممتلئ بالبذور الصغيرة، وقشرتها سميكة تحتوى على مسامٍ كثيرة، تنبت في كل منها أكثر من شوكة دقيقة جداً، وناعمة حادة.