عاجل

الأحد 05/مايو/2024

غاز وعسل.. سمر تناضل لإحياء ميراث الآباء الذي دمره المحتل

غاز وعسل.. سمر تناضل لإحياء ميراث الآباء الذي دمره المحتل

منذ انتهاء عدوان الاحتلال الأخير على غزة تستدعي سمر البع صموداً داخليًّا لإعادة الحياة لمشروع تربية النحل الذي دمره الاحتلال بالقذائف والغاز السام شمال بيت حانون.

فقد أجهزت قذائف الاحتلال على 26 خلية نحل كانت البع تستعد لقطف العسل منها تاركةً لها 17 خلية نصف مدمرة عجزت عن قطفها خشية تسلل الغاز السّام إلى حجراتها.

وكانت البع (29 عاماً) بدأت مشروع تربية النحل عام 2018 في مهنة ورثتها عن والدها، الذي استشهد بنيران الاحتلال في مدينة بيت حانون عام 2006.


null

غاز وعسل

تخرجت البع قبل سنوات من كلية التربية، ولم يسعفها الحظ لتعمل في مجال التعليم؛ فلجأت لإحياء مهنة والدها في المنطقة الحدودية شمال بيت حانون، وحصلت على تمويل من الصّندوق الألمانيّ للتّنمية الدوليّة لمشروعها الذي أصبح مصدر رزقها الدائم.

حالف الحظ سمر، فحصل طلب التمويل الذي قدمته على تمويل بقيمة 4 آلاف يورو من بين 1300 طلب تنافست على 50 منحة تمويل من الصّندوق الألمانيّ للتّنمية الدوليّة.

تقول البع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “كنت أمتلك 49 خلية على وشك القطاف بعد انتهاء الربيع عندما بدأ العدوان، لكن القذائف والغاز السام لم يبق منها سوى 17 عجزت عن قطفها خوفاً من تضرر العسل بفعل المواد السامة”.

يبعد مشروع البع عن السلك الفاصل مسافة 300 متر، وقد حافظت على زيارة مشروعها دائما للاهتمام بالخلايا، لكن 11 يوماً من العدوان حرمتها من الوصول إلى موقع المشروع.

وتؤكد سمر أن مشروع تربية النحل كان مهنة والدها الذي كان يملك 70 خلية، وأنه تعرّض للتدمير 3 مرات حتى عادت لإحيائه عام 2018م، ولم تقطف منه سوى مرتين.

وساهمت مهنة  تربية النحل التي مارسها الأب لسنوات طويلة في تعليم أشقاء وشقيقات سمر الجامعي، وبعد استشهاده؛ أضحت الأم معيل الأسرة من زراعة وبيع الخضار حتى أحيت سمر مهنة والدها الشهيد.

وتتابع: “أوفر دخل بسيط لأسرة والدي المكونة من 10 أبناء، وقد اكتسبت خبرة منه، وتواصلت مع جمعية النحالين بغزة حتى أصبحت أحد منتجي العسل بقطاع غزة”.

تزور سمر خلاياها كلّ يوم مرّتين في الصّباح والمساء، وفي الشتاء تغطي الخلايا لحمايتها من الصقيع حتى لا يهرب النحل في الشتاء.


null

الزيارة الأولى

طوال أيام العدوان على غزة التي نالت منها مدينة بيت حانون نصيب الأسد تدميراً، وضحايا، كانت سمر تفكر في مستقبل مشروعها المهدد بالزوال.

عجزت عن الوصول لموقع الخلايا عندما اشتد القصف الذي فصلته 3 أيام فقط عن اليوم الأول لموسم قطف الربيع الذي يعد أفضل موسم للقطاف. 

وتضيف: “لدي حب ومهارة لتربية النحل واستكشاف عالمه، حتى أصبح يتعرّف عليّ ويتجنب لسعي، تركت منزلي لما اشتد القصف، وعشت 7 أيام أفكر في مصير الخلايا ولحظة توقف العدوان هرعت مسرعة لتفقد المكان فوجدته مدمرا”.

أمسكت سمر بهاتفها الجوال والتقطت صوراً محزنة لآثار الدمار الذي أجهز على صناديق الخلايا الخشبية، وقتل آلاف حشرات النحل، فبدد كمية كبيرة من العسل. 

وتتابع: “وجدت العسل خارج الخلايا، وآلاف النحل مقتول، والضرر أصاب الشمع وكامل التجهيزات في موقع الخلايا، فتأكدت أنني فقدت موسم فصل قطفه عن العدوان 3 أيام”. 

وتنشغل البع في هذه الأيام بإعادة إحياء مشروع تربية النحل الذي لم يتبق من خلاياه سوى 17 خلية أملاً في موسم خصب يحل بعد أسابيع.


null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

اشتباكات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

الضفة الغربية- الفلسطيني للإعلامشهدت الضفة الغربية الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي نفذت عمليات اقتحامات...

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...