الجمعة 10/مايو/2024

الأجهزة الأمنية بالضفة .. هل حانت لحظة الحقيقة

الأجهزة الأمنية بالضفة .. هل حانت لحظة الحقيقة

ثلاثة شهداء؛ اثنان منهم من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة المحتلة هي باكورة الثمار الميدانية لمعركة سيف القدس للتصدي لعربدة الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه في كل أنحاء فلسطين المحتلة، وهو ما كانت تركز عليها قيادات المقاومة الفلسطينية بنداءاتها المتكررة خلال المعركة بأنّها حانت لحظة الحقيقة.

واستشهد ثلاثة شبان منهم أسير محرر، وهم: الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي (23 عاما)، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة (33 عاما) من جهاز الاستخبارات العسكرية، أثناء تصديهما لقوات الاحتلال الصهيونية التي اقتحمت المدينة، والشهيد الثالث هو الأسير المحرر جميل محمود العموري من مخيم جنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

فيما أصيب محمد سامر منيزل (23 عامًا) من خربة المطلة من جهاز الاستخبارات العسكرية بجروح حرجة، أدخل على إثرها لغرف العمليات في مستشفى جنين الحكومي.

حماس تشيد

بدورها؛ أشادت حركة “حماس”، بالروح الوطنية القتالية العالية لأبناء الأجهزة الأمنية التي تجلت في اشتباكات جنين البطولية مع العدو الإسرائيلي، وعدت هذه الروح دليلاً على أن الشعب الفلسطيني حُر أبِيّ لا يمكن أن يستسلم للأمر الواقع، أو يرضخ لسياسات الاحتلال.

وشددت، في تصريح للناطق باسمها، فوزي برهوم، أنه لا يوجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنع الشعب الفلسطيني من القيام بواجبه الوطني بالتصدي لاعتداءات واقتحامات جنود العدو والمستوطنين الصهاينة، مهما كان الثمن، ومهما بلغت التضحيات، كما قال.

ووصف برهوم ما جرى في جنين بـ”العمل البطولي الشجاع، والممارسة الحقيقية والمطلوبة لدور الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في حماية شعبنا والدفاع عنه”.

وكان رئيس إقليم الخارج في حركة “حماس” خالد مشعل، قد خاطب الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عبر وسائل الإعلام، خلال معركة سيف القدس قائلاً: “هذه لحظة الحقيقة للثأر والرد، ووقت اشتعال الانتفاضة والمواجهة المفتوحة مع الاحتلال”.

دور مطلوب

المحلل السياسي ناجي الظاظا، قال إنّ الدور المطلوب من الأجهزة الأمنية الفلسطينية هو الدفاع عن شعبنا ليس فقط ضد الجريمة، بل دورها أعظم في مواجهة الاحتلال وحماية الفلسطينيين من جرائمه وبطشه وتغوله الذي لا يتوقف.

ووصف الظاظا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ ما جرى من رجال الأجهزة الأمنية بالتصدي لقوات الاحتلال هو موقف وطني وقرار شجاع، وقال: “شهدنا مثل هذه الحالات في هبة 1996 في غزة، وخلال انتفاضة الأقصى 2000، وقد انسجم عدد من أفراد الأجهزة مع عقيدتهم الوطنية، أنهم وُجِدوا لحماية المواطن الفلسطيني من أي اعتداء خارجي هو ما يقوم به الاحتلال سواء المستوطنون الذين يعتدون على الفلسطينيين صباح مساء.

ويعتقد الظاظا، أنّ معركة سيف القدس أوجدت بيئة استراتيجية داعمة لفكرة المقاومة في مواجهة الاحتلال، وقال: “في الداخل المحتل لا توجد أذرع عسكرية أو فصائل مقاومة، وخرج الناس دفاعاً عن القدس والأقصى ضد التمييز العنصري تحقيقاً للهوية الوطنية الفلسطينية”.

وتساءل: “إذا كان الداخل ينتفض لتحقيق هويته الوطنية، وهكذا كان الوضع في القدس، فما بالنا بالضفة التي يرى الجميع أنّها الخاصرة الضعيفة للاحتلال مع وجود هذه الروح الوطنية في الضفة”، مشدداً على أنّ الضفة لا ينقصها السلاح، بل ينقصها تحريك الروح الوطنية، وأن يقتنع الجميع أنه لا يوجد شريك فيما يسمى بـ”عملية سلام”.

دفاع عن النفس

من ناحيته، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إنّ ما فعله رجال الأجهزة الأمنية في جنين هو دفاع عن النفس مقابل محاولة إعدامهم من قوات الاحتلال، والأمر ليس بحاجة لأي تبريرات فالأمور واضحة.

وتساءل الصواف في حديثه لمراسلنا، “هل يعقل أن يترك أبناء الأجهزة الأمنية يموتون بذريعة التنسيق الأمني، فكان قرارهم الشجاع بالدفاع عن النفس هو القرار الذي لا يحتاج إلى أي مبرر”.

وتوقع المحلل السياسي، أن تتزايد مثل هذه الأحداث في الضفة الغربية إذا ما استمرت عربدة الاحتلال ومستوطنيه في استباحة مدن الضفة بلا أدنى رادع، مبيناً أنّ الحمية الوطنية والثورية ارتفع مستواها لكل أبناء الشعب الفلسطيني عقب معركة سيف القدس، التي استبسلت المقاومة الفلسطيني أيما استبسال، وأظهرت حنكة وحكمة في إدارة المعركة.

وأضاف: “لا أحد ينكر أن القوى الأمنية في الضفة الغربية هي قوة كامنة تشكل مصدر قلق مستمر للاحتلال، وتغول الاحتلال يفرض على أبناء الأجهزة الأمنية أصحاب الحمية الثورية والوطنية أن يقوموا بواجبهم بالدفاع عن أنفسهم وأبناء شعبهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات