الجمعة 10/مايو/2024

صورة الردع.. عقدة الكيان الصهيوني بإنهاء الحرب على غزة

صورة الردع.. عقدة الكيان الصهيوني بإنهاء الحرب على غزة

لا يختلف قادة الأمن والجيش في الكيان الصهيوني على ضرورة وقف العملية العسكرية على قطاع غزة وسط خشية من أن طول أمدها ليس في صالح الاحتلال، ولكن ما يربك الاحتلال ويجعله يستمر في هذه الحلقة المفرغة إضافة لعقدة الانصياع لإدخال شروط مرتبطة بالقدس في معادلات التهدئة هو تلاشي صورة الردع.

تقول شمريت مائير وهي مستشرقة وخبيرة في الشؤون العربية: “يقولون لي ما الذي جرى لك وأصبحت ترفعين شعار ( دع الجيش ينتصر)  بعد أن كنت لسنوات طويلة ضد الحرب. يبدو لي الأمر بسيطا جدا وحتى نفهم: “نحن ندفع ثمنا قاسيا جدا على ما يحصل في غزة الآن: على صعيد الجبهة الداخلية؛ الاقتصاد؛ المستوى السياسي؛ صورتنا أمام العالم والصعيد الداخلي بعض هذه الأمور نحتاج سنوات حتى نرممها وبعضها الآخر لا يمكن تداركها. كل هذا من أجل أن نصل للتعادل مع محمد ضيف! لا شكرًا.. حماس يجب أن تخرج مهزومة تمامًا”.

وأضافت في مقال آخر: “يحبون عندنا قول أشياء مثل: “كم ستحتاج حماس من الوقت لترميم قدراتها؟ ستة أشهر؟ عام؟ عامين؟”.. جيد وكم من الوقت نحتاج حتى نرمم ما فعلته حماس بنا؟”.

ويشير أساف دافيد، الدكتور من جامعة “تل أبيب”، إلى أنه “في حملة (موكيد) أو ما يطلق عليه “التركيز أو البؤرة بالعربية” في 5 حزيران من عام 1967 أقلعت 200 طائرة تابعة لسلاح الجو وبعدة رحلات خاطفة خطيرة ولا تخلو من المغامرة دمرت أسلحة الجو ومطارات عدد من الدول عربية. وبذلك حسموا مصير الحرب حتى قبل أن تبدأ، مما مكّن إسرائيل من احتلال الضفة الغربية دون صعوبات”.

“حرب مدمرة”

وأضاف دافيد: “قبل ثلاثة أيام أقلعت 160 طائرة تابعة لسلاح الجو لقصف عدد من الأهداف التابعة لحماس والمتركزة بعدة كيلومترات مربعة في غزة، المكان الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم، والذي يعاني من الفقر الشديد والبطالة وحياة غير محتملة في الأوقات الطبيعية، ومع ذلك لن تستسلم غزة ولا حماس. وهذا يعيدنا فقط إلى نفس النقطة الحساسة التي أدت إلى هذه الحرب المدمرة هذه.. هذا نوع من الجنون وهذه هي القوة المطلوب منا استخدامها للحفاظ على الإنجاز الذي حققناه في عام 1967، وبالنسبة للغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل هذا النظام طبيعي ومريح وكل انتهاك له يبرر استخدام المزيد من القوة والمزيد من الجنون”.

ويُلحظ من الإعلام العبري أن القضية مرتبطة بشكل المعادلات التي تم فرضتها المقاومة وكيفية تغيير هذه الصورة في نهاية الحرب. يقول أمير بوحبوط المحرر العسكري في واللا: “إن قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، نجح في فرض معادلة جديدة على إسرائيل، بعد أن قرر إطلاق صواريخ إلى جميع أنحاء البلاد، وعلى نفس القدر من الخطورة، نقل الرحلات من مطار بن غوريون إلى مطار رامون، بسبب المخاطر التي تتعرض لها طائرات الركاب، وكذلك نجح بإغلاق منصة الغاز تمار”.

كما نقل المحرر العسكري في أخبار كان روعي شارون عن مسؤولين عسكريين وسياسيين بشكل غير رسمي قولهم إن “إسرائيل” تقترب من وقف إطلاق النار بعد أن نجحت بتوجيه ضربات تكتيكية ( لحماس ). وقال إن “إسرائيل” تريد صفقة شاملة تشمل هدنة طويلة الأمد وصفقة تبادل الأسرى تبدل فيها حماس مواقفها وتوافق فيها “إسرائيل” على الإفراج عن عدد من الأسرى لكن ليس من الأسرى الكبار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات