الجمعة 10/مايو/2024

عائلة الكولك.. إبادة جماعية بقرار إسرائيلي

عائلة الكولك.. إبادة جماعية بقرار إسرائيلي

لم يكن أفراد عائلة الكولك التي تقطن وسط شارع الوحدة الحيوي في الوسط من مدينة غزة يدركون أنّهم على موعد مع الشهادة بعد دقائق من تدوين بعض أفرادها على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات وصرخات تنذر بوقوع ما لم يتوقعه أحد أبداً، متمنين من الله السلامة لهم ولأبناء شعبهم.

ما هي إلا دقائق معدودة حتى أمطرت المقاتلات الحربية الصهيونية محيط سكناهم بعشرات القنابل الثقيلة لتُحيل مربعاً بأكمله إلى ركام وحطام، مرتكبة بذلك حرب إبادة جماعية بحق العديد من العائلات التي عُرف منها حتى اللحظة “الكولك، وأبو العوف، والإفرنجي، واشكنتنا”، عدا عن عشرات المفقودين الذين لا تزال عملية البحث عنهم جارية حتى اللحظة.

المجزرة، بدأت الساعة الواحدة فجر الأحد، عندما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية النفاثة سلسلة هجمات على مدار ساعة كاملة بحوالي (50) صاروخا، استهدفت عمارات ومنازل سكنية وطرقًا مرصوفة، وهاجمت من خلالها عمارة سكنية لعائلة أبو العوف، وعمارة لعائلة الكولك، ودمرتهما على رؤوس قاطنيها، وفق مركز الميزان لحقوق الإنسان.

بحث وتعقيد
وسط ضجيج الآليات الثقيلة وصرخات طواقم الإسعاف والطواقم أمام كومات من الركام والأنقاض لا يزال عدد من المفقودين من عائلة الكولك وجيرانهم يقبعون تحت الأنقاض، وممّا يعقد عملية البحث على طواقم الإنقاذ والدفاع المدني أنّ أحداً من عائلة الكولك لم يخرج حياً حتى اللحظة من تحت الأنقاض ليبلغ عن عدد أفراد عائلته الذين كانوا يقطنون البيت لحظة استهدافه من الطائرات الحربية.

ونقل مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن شهود عيان من مكان المجزرة أنّ طواقم الإنقاذ استطاعت حتى اللحظة استخراج جثث 16 شهيداً من العائلة المذكورة، بين أب وأبنائه وزوجاتهم وأطفالهم، ولا تزال عملية البحث جارية عن مفقودين آخرين.

إبادة بالجملة
عائلة الكولك غالبية أبنائها من المهندسين المعروفين في أوساط مجتمعهم بالتفاعل والنشاط وبشاشة الوجه، وهم من الشباب الطموحين والمتقدمين في مجال أعمالهم، إلا أنّ المقاتلات الحربية الصهيونية قتلت أحلامهم في مهدها.

وتقطن عائلة الكولك إلى الوسط من شارع الوحدة الذي يتوسط مدينة غزة، ويعرف مربع سكناهم بأنّه الأكثر حيوية من الناحية التجارية والسكانية، وقد بدا استهداف هذا المربع بالتحديد أمراً مستغرباً لمعظم أهالي غزة الذين لم يتوقعوا في يوم من الأيام أن يكونَ هدفاً للطائرات الحربية الصهيونية؛ لكونه ليس منطقة حدودية ليكون عرضة للقصف، عدا عن أن سكانه لا تربطهم بأذرع المقاومة طبيعة عمل مباشرة أو غير مباشرة، وفقاً لروايات المواطنين المختلفة.

وفي آخر إحصائية لمجزرة فجر اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 42 شهيداً منهم 16 سيدة و10 أطفال، بالإضافة إلى 50 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال أصيبوا بجراح مختلفة، في حين لا تزال عملية البحث عن مفقودين مستمرة.

وعُرف من الشهداء حتى اللحظة المحامي عزت معين الكولك (44 عاماً)، وزوجته المهندسة دعاء الحتة (37 عاماً)، وطفلاهما آدم (ثلاثة أعوام)، وزيد (ثمانية أعوام).

في حين استشهد الحاج فواز شكري الكولك (55 عاما)، وأبناؤه جميعاً، وهم: عبد الحميد (22 عاماً)، والمهندسة ريهام (30 عاماً)، والمهندس سامح (28 عاماً) وطفله الرضيع قصيّ، بالإضافة إلى آخرين غالبيتهم يقطنون في البيت نفسه الذي دمّره الاحتلال تمامًا إلى جانب عشرات البيوت والوحدات السكنية في المربع المستهدف ذاته.

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة أكثر من 190 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين لا تزال الأنباء متضاربة حول مصير المفقودين مع استمرار عمليات البحث عنهم وسط أكوام الدمار والركام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات