الجمعة 10/مايو/2024

إبادة العائلات.. إسرائيل تمارس إرهابها البشع تحت مرأى العالم

إبادة العائلات.. إسرائيل تمارس إرهابها البشع تحت مرأى العالم

ليس جديدًا ما تصنعه “إسرائيل” في قطاع غزة بإبادتها عائلات فلسطينية بأكملها ومحوها من السجل المدني، فحمم الطائرات الإسرائيلية لا تزال تصب نيرانها على الأبرياء في المدينة المحاصرة.

فخلال عدوان عام 2014 (واستمر 51 يومًا)، مسحت “إسرائيل” 144 أسرة فلسطينية، قضى كل أفرادها أو أكثر من 3 منهم، وبلغ مجموع الضحايا من أفراد تلك الأسر أكثر من 750 فرداً.

12 عائلة
وفي هذا العدوان المستمر منذ أسبوع، أباد الاحتلال 12 عائلة؛ منها عائلات الطناني والكولك والرنتيسي والحديدي والشوربجي وأبو حطب، وغيرها من العائلات.

كما وثّق المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، 27 حالة قصف مباشرة استهدفت عائلات ممتدة، منها 21 حالة قصفت فيها منازل على رؤوس قاطنيها، وحالتان استهدفت تجمعات، وحالتان خلال استهداف سيارة، وحالتان بقصف أرض ومزرعة.

وأسفرت هذه الغارات، حتى نشر المرصد البيان عن استشهاد 78 مواطنًا، منهم 30 طفلا، و22 امرأة.

ومن الضحايا، رجل وزوجته وطفلته، وأمهات وأطفالهن، وأشقاء وأبناء لهم. وهناك 7 أمهات استشهدن مع أربعة أو ثلاثة من أطفالهن.

كما أن الحصيلة ما تزال مرشحة للارتفاع؛ نظراً لوجود مفقودين من بعض هذه العائلات تحت الأنقاض؛ حيث تواجه طواقم الإنقاذ صعوبات في عمليات البحث عن الضحايا لعدم توفر جميع الإمكانيات اللازمة. 

غارات الفجر
ومن أصعب الجرائم التي وثقها المرصد الأورومتوسطي، غارات طيران الاحتلال -فجر الأحد- على مدار ساعة، أطلق خلالها نحو (50) صاروخاً تجاه عمارات ومنازل سكنية وطرق مرصوفة في حي الرمال غربي مدينة غزة.

واستهدفت الغارات عمارة سكنية لعائلة أبو العوف، وأخرى لعائلة الكولك، ومقر وزارة العمل، وأدت إلى استشهاد (42) مدنيًّا، منهم (10) أطفال، و(16) سيدة، وإصابة (50) آخرين، منهم (8) أطفال و(15) امرأة.

وجاء هذا الاعتداء الإرهابي، بعد يوم على قصف بناية سكنية في مخيم الشاطئ بما لا يقل عن 6 صواريخ لمنزل المواطن علاء محمد عبد العال أبو حطب، المكون من 3 طوابق.

ودمر الاحتلال المنزل تمامًا على رؤوس قاطنيه، بما فيها أسرة علاء، وأسرة شقيقته التي لجأت إليه في زيارة بمناسبة عيد الفطر، وهربًا من القصف العنيف شرق غزة حيث تسكن.

واستشهدت زوجة علاء، وأربعة من أطفالها، واستشهدت شقيقته وثلاثة من أطفالها، في حين نجا من الموت طفل وحيد لا يزيد عمره على 5 أشهر، ولا يزال يرقد في المستشفى لتلقي العلاج. 

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أن “إسرائيل” تعيد استخدام منهجيتها في تعمد استهداف منازل المدنيين، دون أي اعتبار لقواعد القانون الدولي الإنساني، مستغلة بذلك عجز المنظومة الدولية عن محاسبتها على انتهاكاتها السابقة، وتمتّعها برصيد مفتوح من الإفلات من العقاب.

وذكر المرصد الحقوقي أن المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية تحظر “مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية”. كما تنص المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه “يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير”.

مسح من السجل المدني
وفي الأثناء، كشفت وزارة الصحة في غزة أن القصف الإسرائيلي الحالي على القطاع مسح عوائل كاملة من السجل المدني الفلسطيني، بعد تعرض أفرادها لقصف الطائرات الإسرائيلية، حيثُ بلغ عدد شهداء القطاع جراء القصف 192 شهيدًا.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: ما تزال قوات الاحتلال تمارس حرب الإبادة بحق العوائل الفلسطينية، التي أُخرجت 12 عائلة منها من السجل المدني الفلسطيني راح ضحيتها 38 شهيدا، مبينا أن لتلك العائلات 21 طفلًا و11 سيدة وعشرات الإصابات المختلفة.

وأضاف أن إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة حتى اللحظة بلغ 192 شهيدا، منهم 58 طفلا و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحًا.

رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، قال في تصريحات صحفية: إنّ لديهم هيئة توثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، وتعمل على توثيق كل ما يجرى؛ عبر التصوير الجنائي وتوثيق تقارير الطب الشرعي لإعداد الملفات القانونية، إضافة إلى جهد مراكز حقوق الإنسان العاملة في الأراضي الفلسطينية.

ووفق معروف،؛ فإن هيئة التوثيق لديها أكثر من 1500 ملف مكتمل أعدّوها عن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد السكان في قطاع غزة، وهي المادة الأساسية الموضوعة على طاولة التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولرفع دعاوى في بعض الدول الأوروبية التي تقبل النظر في مثل هذه القضايا.

جرائم واضحة ضد الإنسانية

المحامي راجي الصوارني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أكد في تصريحات صحفية أن مشهد الدمار والخراب الذي لحق بالعمارات السكنية منذ اليوم الأول للعدوان، وما جرى الليلة بحق عائلتي الكولك وابو العوف وعائلات أخرى في المكان، ينطق بنفسه على أن ما حدث هي جرائم واضحة ضد الإنسانية ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية، مشدداً على أن المستهدفين هم المدنيون من الأطفال والنساء والرجال، انهمرت الصواريخ فوق رؤوسهم، دون سابق إنذار. مضيفاً أن هذه الجريمة تضاف لسلسلة جرائم الاحتلال التي اقترفها بحق المدنيين العزل.

وقال الصوراني: نحن أمام مجازر كبيرة ارتكبت بحق المدنيين، وما مجزرة عائلتي آل أبو العوف وآل الكولك إلا جزءاً من تلك الجرائم التي استهدفت عائلات أخرى كعائلة الطناني شمال القطاع، وعائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ وعائلات أخرى (..)، ومجازر تدمير الأبراج السكنية والمؤسساتية كبرج الجوهرة وبرج الجلاء وبرج الشروق وبرج هنادي، وبرج الأندلس وبرج مشتهى، إلى جانب المنازل والشقق السكنية والبنوك ومراكز الشرطة والشوارع.

وأضاف “هذه الجرائم كلها دليل واضح وقاطع على أن الاحتلال الإسرائيلي يضع في عين العاصفة ورأس أهدافه المدنيين للضغط على القيادة السياسية والمقاومة كي تستسلم، بفعل عدم قدرتهم على مواجهتها وإلحاق الأذى بها وتحجيمها، لذلك ينتقموا من المدنيين العزل.

وشدد الصوراني على أن ما يجري هو عار على جبين كل من تورط من المستوى السياسي والامني والعسكري الإسرائيلي في هذه الحرب باستهداف المدنيين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات