الجمعة 03/مايو/2024

كيف أفشلت المقـاومة خطة مترو الإسرائيلية؟

إياد القرا

بينما كانت تتجه عقارب الساعة لمنتصف الليل، يوم الخميس/الجمعة انطلقت 80 طائرة نحو قطاع غزة، بدأت تدك مناطق فارغة شمال القطاع بالآلاف من أطنان المتفجرات وبث صور للإعلام حول مشاهد القصف.

بنفس الوقت بدأت المدفعية بدك شمال وشرق غزة بالقذائف الدخانية والغازات، التي شعر بها الآلاف من الفلسطينيين، وهي شبيهة تماما ما كان يحدث في عمليات الاجتياح البري خلال حربي 2008 و 2012.

بنفس اللحظة نشرت صحيفة وول ستريت جورنال خبرًا عاجلًا نقلًا عن مصادر عسكرية إسرائيلية عن بدء هجوم بري على غزة، سرعان من انتشر كالنار في الهشيم، وخاصة في وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، وكانت حينها القذائف تنتاثر على المناطق الحدودية بحيث يخرج الأهالي من تلك المناطق ويتقدم المقاومون، والمقاتلون ينزلون للأنفاق بالمئات وفي أقل تقدير أن هناك 100 نفق أو معرفة مساره، مما يعني أن ألف مقاتل ويزيد هم النخبة المقاتلة في القسـ ـام سيكونون تحت مرمى الصواريخ.

الخطة التي كان من المفترض نجاحها أعدت منذ ثلاث سنوات، ومبنية على ما حدث عام 2014، عندما تفاجأ جيش الاحتلال بفعالية الأنفاق، التي تم خطف الجنود من خلالها، وخرج لهم المقاتلون بالآلاف وصلوا فيها لمواقع الجيش ومواقع تمركزه.

لكن لم تأت الرياح بما تشتهي أمنيات كوخافي الذي استعجل إخراج الناطق باسم الجيش ليعلن ذلك لوسائل الإعلام.

في المقابل كانت إدارة المقاومة وبرئاسة محمد الضـ ـيف تدير المواجهة بلحظتها، وغرفة عمليات الأجهزة الأمنية للمقـ ـاومة تتابع التحركات وما ينشر في الإعلام، ومجريات الأحداث، واتخذت القرار الفاصل بمنع إنزال القوات المقاتلة للأنفاق، وأبقتهم على الاستعداد، وأطلقت حملة مضادة تستهدف القوات المحتشدة على بعد عدة كيلومترات، التي وضعها جيش الاحتلال للتمويه، واستخدمت فيها المقـ ـاومة لاحقًا طائرات شهاب، وبنفس الوقت رشقات عدة من الصواريخ.

حينها انهارت خطة كوخافي بلمح البصر، ووعوده لنتنياهو أنه يمكن أن يعلن تحقيق الخطة هدفها بإيقاع الآلاف من القتلى في صفوف حماس، وسيجلبها خاضعه له.

لذلك لجأ كوخافي لتطبيق خطة الجيش التقليدية البديلة وهي تكبيد الفلسطينيين أكبر قدر من الخسائر المادية والبشرية عبر إنزال أكبر عدد من الأبراج السكنية في غزة، إلى جانب إيقاع أكبر عدد من المجازر في صفوف المدنيين لتحقيق الردع، وإجبار حمـ ـاس الذهاب لتهدئة، لكن من الواضح أن الخطة البديلة فشلت، وحولت كتائب القسـ ـام الكرة إلى حجر نتنياهو بعد توجيه أكبر قدر من الرشقات لوسط تل أبيب، واستكمالها بتهديد واضح هو دعوة الاحتلال ليقف على رجل واحدة في انتظار الرد المزلزل، الذي قد ينفذ خلال ساعات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...