التصعيد في خدمة نتنياهو
أثار توقيت ونوعية الهجوم الإسرائيلي الأخير على السفينة الإيرانية في البحر الأحمر صباح الثلاثاء 06/04 تساؤلات خاصه ومختلفة عما سبق من 30 هجوم بحري قامت به إسرائيل ضد سفن إيرانية خلال 3 سنوات، فهل يسعى نتنياهو فعلاً للبحث عن نقاط التخويف ومواطن للتصعيد الأمريكي كي يخدم مصالحه الشخصية الضيقة كما أشار إلى ذلك بعض كبار المحللين السياسيين في إسرائيل، أم أن الأمر لا يعدو كونه مصادفة فرضتها الظروف الأمنية المهنية لقوات جيش العدوان الإسرائيلي؟
اعتاد نتنياهو أن يستخدم التخويف والتصعيد الأمني لأهدافه الشخصية الضيقة ، هكذا فعل في الجولة الثانية للإنتخابات البرلمانية في سبتمبر 2019 ولكن دون نجاح حيث قام بتضخيم تقديرات استخباراتية حول تحضيرات واستعدادات إيرانية عسكرية في اليمن ، وهكذا فعل أيضاً في الجولة الثالثة في مارس 2020 حيث نجح في إقناع الجنرال بني جانتس رئيس حزب أزرق أبيض بتشكيل حكومة تحت وطأة التهديد والتخويف من تفاقم أزمة وباء الكورونا صحياً واقتصادياً.
قد تكون الهجمة الاسرائيلية البحرية الأخيرة تخدم العديد من مصالح نتنياهو الضيفة ومنها إقناع الأطراف الحزبية بتشكيل حكومة برئاسته ومنها التغطية على محاكماته المستمرة بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة إضافة لخدمة مصلحة سياسية له من خلال إرسال رسالة تعطيل لمساعي واشنطن الحثيثة للتوصل لاتفاق جديد مع إيران، وعليه قد يكون الرد الإيراني مباشر وهو ما أعلن عنه روحاني في الساعات الأخيرة عن بدء ضخ اليورانيوم بأجهزة ضرب متطورة من الجيل السادس في مفاعل نطنز النووي.
وقد يستخدم نتنياهو أيضاً هشاشة الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وتحديداً إثارة متجددة لأوضاع الرئيس الفلسطيني أبو مازن الصحية وخاصة بعد سفره الأخير إلى ألمانيا ،والانشغال بمسألة اليوم التالي لرحيل أبو مازن إبن 85 عام حيث تتم المبالغة في مدى الآثار الأمنية الناتجة عن ذلك ،وعن احتماليات إنتشار الفوضى والفلتان والذي قد يصل إلى مرحلة تجدد العمليات العسكرية ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، تلك الضفة التي تمتلك موارد فدائية هائلة يمكنها إعادة إسرائيل لسنوات الرعب في منتصف التسعينات ، أو لسنوات الصدمة في انتفاضة الاقصى 2001-2003.
طالما أن نتنياهو بحاجة ماسة للتخويف والتصعيد الأمني لخدمة أهدافه الشخصية والمساهمة في تشكيل حكومته المتعثرة، فهل وكيف سيلجأ للتصعيد في أسهل جبهة قابلة للتصعيد وهي قطاع غزة المحاصر؟ من غير المتوقع أن يفعل نتنياهو ذلك مع غزة فقد يرتد الأمر عليه وبالاً ويبقى السؤال مفتوحاً أين المفر؟ وكيف سيستخدم نتنياهو التصعيد الأمني على إحدى الجبهات المختلفة : الضفة، غزة، الشمال، البحر لتحقيق أهدافه الضيقة ؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
انتشال عشرات الشهداء من حيّي الزيتون والصبرة بعد تراجع الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، يوم الأربعاء، إن الطواقم تمكنت من انتشال عشرات الشهداء من مناطق عدة في...
معروف: جرائم الاحتلال في غزة يعكس فاشيته وانحطاطه
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن تصعيد جيش الاحتلال عدوانه باستهداف...
بذكرى النكبة.. العفو الدولية: لإسرائيل سجل مروّع بتهجير الفلسطينيين
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة العفو الدولية، الأربعاء: إن "التهجير القسري الجاري لقرابة مليوني فلسطيني، والتدمير الشامل لممتلكات...
الصين: بعد 76 عاما من النكبة.. الظلم التاريخي لشعب فلسطين ما زال يتفاقم
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الصين، الأربعاء، إنه رغم مرور 76 عاما على نكبة الفلسطينيين عام 1948، إلا أن "الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني لا...
هنية وفيدان يتباحثان هاتفيًا في سُبُل وقف العدوان على غزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأربعاء، إنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير...
حماس: سياستنا ثابتة بحصر مواجهتنا مع الاحتلال الصهيوني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، التسريبات الإعلاميّة التي تشير إلى علاقة الحركة بأعمال وُصِفت...
القوات المسلحة اليمنية تستهدف مدمّرة أمريكية
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة أنصار الله، إن قواتها البحرية نفذت عمليةً عسكريةً استهدفتِ المدمرةَ...