الأربعاء 08/مايو/2024

هنية: نرحب بالتقارب المصري التركي وملتزمون بتشكيل حكومة وحدة

هنية: نرحب بالتقارب المصري التركي وملتزمون بتشكيل حكومة وحدة

رحّب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، بالتقارب التركي المصري، مؤكدا أنه يصب “في مصلحة” فلسطين، فيما قال إن قائمة حماس “القدس موعدنا” للانتخابات تحمل “رسائل ورموز مهمة”، وإن حركته ملتزمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية عقب الانتخابات.

جاء ذلك في حوار أجرته وكالة الأناضول مع هنية، الذي زار مقر الوكالة في مدينة إسطنبول، والتقى مع نائب المدير العام، رئيس التحرير العام، متين موطان أوغلو.

وفي معرض تعليقه على التقارب بين أنقرة والقاهرة، قال هنية: “نُرحّب بالتقارب التركي المصري، ونعتقد أن مزيدا من التفاهمات بينهما، وبين الدول العربية والإسلامية ستنعكس إيجابيا علينا في فلسطين، وعلى الدول العربية”.

وأضاف؛ “هناك دول مركزية بالمنطقة معروفة تاريخيا، وتلعب دورا استراتيجيا، دول بحجم مصر وبحجم تركيا وإيران والسعودية؛ كلما كان هناك تفاهم وتقارب بينها يكون في مصلحة شعوب المنطقة، والقضية الفلسطينية”.

وتابع رئيس حركة حماس قائلا: “أي صراع بين الدول العربية والإسلامية، ينعكس سلبا على مقدرات الأمة، ومستقبل الشعوب، والقضية الفلسطينية، ويعتبر وضعا إقليميا ذهبيا للكيان الصهيوني، لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في الاستيطان والتهويد والضم”.

حكومة توافق وطني

وفي موضوع آخر، أكد هنية، أن حركته “ملتزمة” بتشكيل حكومة “توافق وطني”، حتى وإن سجّلت فوزا في الانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في مايو/أيار القادم.

وقال هنية: “حركة حماس تشارك في الانتخابات على قاعدة الشراكة وليس على قاعدة المغالبة، لا تريد أن تسيطر على النظام السياسي الفلسطيني”.

وأضاف: “حماس، حتى وإن سجلت فوزا في هذه الانتخابات، فهي ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني مع كل الفلسطينيين، لكي نتحمل جميعا المسؤولية في مرحلة هي الأخطر من مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني”.

ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر محمود محمود عباس، مرسوما حدد بموجبه مواعيد الانتخابات خلال العام الجاري: التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب.

مدخل لإنهاء الانقسام

ورأى هنية أن الانتخابات المقبلة، “مهمة”، وقد تُشكّل رافعة للأوضاع الفلسطينية الحالية.

وأضاف “هذه الانتخابات مدخل، لإنهاء الانقسام الذي مضي عليه نحو 15 عاما”.

كما قال إن الانتخابات تهدف إلى “إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة بين الجميع”.

وأضاف؛ “نعتقد أننا أمام مرحلة مهمة، وأمام محطة في حال استثمارها بشكل جيد، ستنقل الوضع الفلسطيني من الحالة التي عليها الآن، إلى حالة أفضل لترتيب البيت الفلسطيني”.

قائمة حماس

وحول القائمة التي تقدمت بها الحركة، يوم الاثنين الماضي، لخوض الانتخابات، قال هنية إنها تحتوي على “رسائل ورموز مهمة”، خاصة بشأن “القدس والشهداء والأسرى”.

وأضاف موضحا؛ “اخترنا اسم (القدس موعدنا)، بعناية دقيقة، لنؤكد بأن القدس عنواننا وبوصلتنا وعاصمتنا وشرفنا”.

وأكمل “تضمنت القائمة أركان مهمة، منها رمزية الشهداء، وعلى رأس القائمة (القيادي بالحركة) خليل الحية، وهو منبت الشهداء، له أكثر من 15 شهيدا من عائلته”.

تأجيل الانتخابات

وفيما يخص الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات، جراء الضغوط الخارجية، أعرب هنية عن ثقته “العالية” في أن الانتخابات “ستمضي وفق ما تم الاتفاق عليه”.

وقال: “نحن متمسكون بالانتخابات، وكل المواقف الرسمية بما في ذلك في (حركة) فتح والسلطة (الفلسطينية)، (تقول) إنهم مصممون بالمضي قدما حتى النهاية بالانتخابات”.

وزاد: “أدرك أن هناك تحديات وضغوطات من أطراف، ومحاولات للعبث بالانتخابات، وخاصة من الكيان الإسرائيلي”.

لكنه أضاف مستدركا: “هذا أحد التحديات التي أمامنا، ولكن نحن متمسكون بالانتخابات كوسيلة لترتيب بيتنا الفلسطيني”.

وحول رد فعل حماس، في حال تأجيل الانتخابات أو إلغائها، قال هنية: “إذا حدثت تطورات على اتجاهات معاكسة أو سلبية، سندرسها في حينه، وسنتخذ القرار اللازم” بخصوصها.

والأسبوع الماضي، أقرّ أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب، في لقاء عبر تلفزيون فلسطين (رسمي)، بوجود ضغوط إسرائيلية “وحتى إقليمية وعربية”، لإلغاء الانتخابات، وقال إن الرئيس محمود عباس رفضها.

“إسرائيل” في مأزق

ويرى هنية، أن “إسرائيل” تعيش حاليا في مأزق، جراء عدم قدرة الأحزاب على تشكيل حكومة، وإجراء أربع جولات انتخابية خلال عامين، وقد يتم إجراء جولة خامسة.

وأضاف؛ “هناك مأزق حقيقي في داخل الكيان الصهيوني ونحن نتابعه، ويتمثل بعدم قدرة الأحزاب على تشكيل حكومات مستقرة وثابتة”.

وزاد: “الكيان الإسرائيلي لم يعد بهذه القوة والمناعة الداخلية، وهناك تغيرات حقيقية تجري، وهي مؤشرات تقول لنا ألا مستقبل لهذا الكيان على الأرض الفلسطينية”.

وأشار إلى أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن الشعب الإسرائيلي، ينحو باتجاه “اليمينية والتطرف”، حيث يكاد “اليسار” يندثر، مضيفا: “كل المكونات الصهيونية لا تعترف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه، ولا حتى بالحدود الدنيا للحق الفلسطيني”.

وحول موقف حركته من نتائج الانتخابات الأخيرة، أجاب: “نحن لا نعوّل كثيرا على الحكومات الإسرائيلية ونتائج الانتخابات، العلاقة هي علاقة مواجهة وصراع ومقاومة، وبالتالي هذا الشأن الداخلي ليس له تأثيراته على القرارات السياسية أو على توجهاتنا الاستراتيجية، أو على مواقفنا التكتيكية في الداخل”.

وأظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت الأسبوع الماضي، وهي الرابعة التي تجري في غضون عامين، عدم وجود أغلبية لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو المعسكر المعارض، تمكنهم من تشكيل الحكومة، وهو ما يجعل المراقبين لا يستبعدون إجراء جولة انتخابات خامسة.

تطورات إيجابية في المنطقة

وينظر قائد “حماس”، بإيجابية إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، خاصة بعد رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

ورغم عدم “تعويل” حماس على إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، إلا إنه يقول: “التوحش السياسي الذي ميز سياسة ترمب، قد لا يستمر مع سياسة بايدن”.

وحول أسباب تفاؤله بالتطورات في الإقليم، يقول: “هناك الكثير من المعطيات، ومن التسويات في المنطقة؛ المصالحة الخليجية، التقارب التركي المصري، وحل مشكلة ليبيا، والحديث عن حل مشكلة اليمن؛ أعتقد أن كل ذلك يفتح صفحات من الأمل والشعور بأن القادم أفضل لشعبنا وللمنطقة”.

نقدر الدور التركي

وأشاد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” بالدور التركي الداعم للشعب الفلسطيني.

وقال في هذا الصدد: “نُقدّر عاليا، الدور التركي خاصة في دعم القضية الفلسطينية وبالوقوف إلى جانب غزة في مواجهة الحصار، وتبني واحتضان القدس عاصمة فلسطين”.

وأضاف: “سجلنا باعتزاز، المواقف السياسية للرئيس رجب طيب أردوغان وللبرلمان والحكومة في المحافل الإقليمية والدولية، ونرى أن قضية فلسطين هي قضية إجماع تركي”.

وتابع: “قد يكون لديه (الشعب التركي) ملفاته الخاصة وتباينات بالنقاشات؛ ولكن عند الحديث عن قضية فلسطين، تجد أنها قاسم مشترك بين كل الأحزاب والمكونات”.

وأكمل: “أعبر عن شكري لما تقوم به تركيا سواء للقدس وغزة، وفي المخيمات اللبنانية، أو في الشمال السوري، أو من هم في تركيا، ونتمنى أن تواصل هذا الدور، وهو قدر تركيا التاريخي والجغرافي والإقليمي والإسلامي تجاه القدس وفلسطين”.

خطورة التطبيع

وجدد هنية التحذير من خطورة “التطبيع” بين الدول العربية و”إسرائيل”.

وقال في هذا المجال: “خطورة التطبيع لا تخفى على أحد، هي ضمن (خطة إدارة ترمب السابقة) صفقة القرن، التي نصت في أحد مسارتها على بناء تحالفات عسكرية أمنية بين إسرائيل وبعض الدول في المنطقة؛ بناء هذه التحالفات فيها خطر على المنطقة والقضية”.

وأضاف: “هناك محاولة لاستخدام سياسة التطبيع لتطويع سياسات هذه الدول، ومن ثم الضغط على الفلسطينيين للقبول بالحلول التي تضرب بالحقوق الثابتة”.

واستدرك زعيم حماس، أن حركته، ورغم رفضها الكامل للتطبيع، إلا إنها: “لا تريد تحويل الصراع من صراع فلسطيني إسرائيلي، إلى صراع فلسطيني مع هذه الدول”.

وأضاف: “البوصلة ستبقى محددة، بأن الصراع مع الاحتلال، وأن الأشقاء (نواجههم) بالحوار السياسي، وبإعلاء شأن المصالح المشتركة، نستطيع التوصل لتفاهم مشترك للتعامل مع هذه القضية”.

وتوصلت “إسرائيل” خلال الشهور الماضية إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

حصار غزة

وتطرق هنية في حديثه عن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، موضحا أنه: “الأطول الذي يتعرض له شعب تحت الاحتلال”.

وقال إن غزة تعرضت إلى: “ثلاث حروب مدمرة، ومؤخرا تعاني من جائحة كورونا في ظل إمكانيات شحيحة”.

وأضاف: “الحصار والحروب خلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومن الجرحى والبيوت المدمرة، الحصار ضرب مقومات الحياة والبنية التحتية، البطالة فوق 65٪، والفقر تجاوز هذه النسبة، وأعداد العاطلين بعشرات الآلاف، أكثر من 75 ألف خريج جامعي بالقطاع بلا عمل”.

وشكر هنية تركيا وقطر، على جهودهما لمساعدة قطاع غزة.

كما أشاد باستمرار فتح مصر، لمعبر رفح البري، مضيفا: “منذ فترة العلاقة مع الأشقاء في مصر جيدة، وفي معبر رفح، هناك حركة تجارية ومحاولة تخفيف عن أهلنا عبر هذه البوابة الوحيدة”.

إسرائيل ولقاح كورونا

وندد هنية بـ”تسييس” “إسرائيل”، قضية لقاح كورونا، حيث ترفض تزويد الفلسطينيين به، رغم أنهم واقعين تحت احتلالها المباشر.

وأضاف: “الإسرائيلي دائما يوظف القضايا الإنسانية لمزيد من الابتزاز والضغط في محاولة لأخذ مواقف سياسية مقابلها، هذه سياسة ثابتة، وبالتالي لم يتعامل مع أزمة كورونا تعاملا إنسانيًّا ولا نتوقع تعامله الإنساني في هذا الملف”.

وختم حديثه بالقول: “نضم صوتنا للرئيس أردوغان، بأنه يجب ألا يكون هناك تمييز في الأبعاد الإنسانية بالتعامل مع وباء مس البشرية جمعاء، الدول الغنية أقدر على شراء واختراع اللقاحات، ونحن في فلسطين بحاجة لأن تقوم هذه الدول بالتزاماتها تجاه فلسطين والمحاصرين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات