عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

حملة مسعورة ضد حماس بالضفة.. هل بدأت إسرائيل تدخلها بالانتخابات؟!

حملة مسعورة ضد حماس بالضفة.. هل بدأت إسرائيل تدخلها بالانتخابات؟!

مبكرًا بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالتدخل الفجّ في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة في مايو المقبل، محاولة التأثير في نتائجها، مستهدفة حركة حماس تحديدًا من خلال حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة للشخصيات الحركية البارزة.

المهندس محمد اقطيل قال في تغريدة له: “في نقاشي مع ضابط جيش الاحتلال الذي اقتحم منزلي، طلب مني عدم التدخل في الانتخابات سواء الدعاية الانتخابية أو الترشح، فقلت له: لماذا أنتم عندكم أحزاب ومسموح لكم، لماذا ممنوع عندنا؟!”.



الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، قال: “بات واضحا أن الاحتلال الإسرائيلي، يتدخل بصورة سافرة في نتائج الانتخابات الفلسطينية المقبلة، من خلال عشرات الاعتقالات والاستدعاءات الأمنية لقيادات سياسية فلسطينية من لون واحد في الضفة الغربية، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول خيارات حماس تجاه طبيعة مشاركتها في الانتخابات”.

 

اقتحامات واستدعاءات
واقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، منزل النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب والمحرر رزق الرجوب، ومنزل النائب سمير القاضي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهددتهم في حال العمل أو الترشح للانتخابات القادمة.

وأفادت مصادر محلية أن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت منزل النائب الرجوب والمحرر الرجوب في دورا، وهددتهما في حال العمل أو الترشح بالانتخابات القادمة.

وأشارت إلى أن قوة ثانية داهمت منزل النائب القاضي، وفتشت منزله، وخربت محتوياته، وهددته إذا شارك أو عمل في الانتخابات.

كما أفاد مكتب إعلام الأسرى أن وحدات خاصة إسرائيلية اختطف الشابين محمد محمود غنيمات وعلاء شاكر احدوش، من بلدة صوريف شمال الخليل.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت النائب الرجوب نهاية العام الماضي، وأفرجت عنه بعد عدة ساعات حققت معه خلالها في خطوات المصالحة الفلسطينية وتحذيرات من أي عمل تنظيمي.

وكشف عدد من نواب المجلس التشريعي من حركة حماس الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي في تلك المدّة عن تعرضهم للتهديد حال تدخلهم في جهود المصالحة.

وأفادوا أنه جرى التحقيق مع عدد منهم بعد اعتقالهم لدى الاحتلال حول ملف المصالحة ورأيهم فيها، كما تلقوا تحذيرات من المشاركة في أي فعاليات مشتركة مع فتح أو الالتقاء بجبريل الرجوب.

“ممنوع من الترشح”

وأفاد النائب نايف الرجوب أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله ومنازل أخرى في البلدة، وفتشتها، وحذرته من الترشح للانتخابات القادمة.

وأضاف -وفق وكالة صفا- أنه أبلغ بمنع مشاركته في الانتخابات أو الترشح لها، والمسموح له فقط الانتخاب يوم الاقتراع، موضحاً أن الاحتلال يحاول أن يضع بصماته على نتائج الانتخابات القادمة أو إلغاءها.

وأكد الرجوب أن “ممارسات الاحتلال لن تمنع حماس أو غيرها من خوض العملية الانتخابية، ولن تمنع الشعب الفلسطيني من إتمام هذه العملية الديمقراطية وترتيب وضعه الداخلي”.

كما أكد رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال وجهت له رسالة تهديد بعدم الترشح للانتخابات.

وأوضح دويك، في تصريح صحفي، أن قوات الاحتلال داهمت منزله؛ في إشارة لتهديده وتحذيره من المشاركة في الانتخابات.

وقال دويك: إن الاحتلال أخبره بالسماح له بالانتخاب فقط، وما عدا ذلك ممنوع.

وأضاف أن الاحتلال أخبره بأنه يمنع من الخوض والمشاركة في أي قائمة منعاً باتاً.

مخاوف إسرائيلية من فوز حماس

الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة قال: إن الاعتقالات الصهيونية المتصاعدة ضد الشخصيات المحسوبة على التيار الاسلامي تشير إلى مخاوف الاحتلال من اكتساح حماس مقاعد المجلس التشريعي المقبل في سياق الصراعات المتصاعدة والخلافات التنظيمية العميقة التي تشهدها حركة فتح في الضفة بين تيار البرغوثي وتيار عباس. 

وأضاف في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاعتقالات تأتي بهدف دعم عباس وترجيح كفة قائمته الانتخابية من خلال التأثير على الناخب الفلسطيني وإرهاب المرشحين ضمن القوائم الانتخابية المنافسة لعباس أو أي قوائم انتخابية تنادي بتحرير الارض الفلسطينية ومواجهة الاحتلال.

وأشار إلى أن استمرار الاعتقالات يمثل تحديا كبيرا أمام فصائل المقاومة، وهي تؤثر مباشرةً على نزاهة الانتخابات وشفافيتها وكذلك نتائجها المتوقعة.

وقال الزبدة: “من الواضح أن السلطة الفلسطينية مرتاحة لحملة الاعتقالات المتواصلة بحق أنصار حماس في الضفة بدليل عدم قيامها بأي خطوة للتنديد بهذه الاعتقالات أو حتى مخاطبة المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لإيقاف الاعتقالات”.

سيناريوهات

هذا، وقال المحلل والكاتب أحمد أبو زهري: إن لدى الاحتلال مخاوف كبيرة نتيجة تقديرات أمنية بأن حماس ستفوز في الانتخابات المقبلة خصوصا في الضفة الغربية، وبالتالي فإن ذلك سيعاظم من قدرة ونفوذ الحركة الأمر الذي سيضر بالأمن الإسرائيلي، نتيجة سعي الحركة لاستعادة ترتيب صفوفها هناك وتقوية نشاطها في ظل ترهل وضعف حركة فتح وصراعها القيادي الداخلي.

وأضاف أبو زهري في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال ينظر بعين الخطورة لانعكاسات فوز الحركة على كافة الأصعدة الامر الذي سيهدد مشاريعه التصفوية ويؤثر على سياساته الاستيطانية ويكبح جماح عدوانه في ظل قدرة حماس على تحشيد كل مراكز القوة في الضفة ومنها حشد وتعبئة الجماهير ودفع المقاومين لتصعيد الاشتباك مع الاحتلال الأمر الذي سيفرض واقعا جديدا في وجه الاحتلال.

وأشار إلى أن الاستهدافات تنوعت بين المداهمة لبيوت وأنصار الحركة، والذين خضع جزء منهم لتحقيق قاسي ووجهت له تهم واستمر اختطافهم وتوقيفهم، وجزء اخر تم استدعاءه وتهديده بعدم المشاركة في اي انشطة تعود لحركة حماس بما فيها الانتخابات المقبلة والا سيتم اعتقاله فورا وسيكون عرضة لتهم جديدة.

وقال: هذا التدخل أيضا يصب في مصلحة حركة فتح كون الاستهداف يتركز ضد حركة حماس وبالتالي عدم اعطاء اي فرصة للحركة بالفوز نتيجة الاستهداف الممنهج الرامي لاقصاء حركة حماس وعدم اعطاءها أي فرصة للفوز، وقد تعرضت الحركة في وقت سابق لذات السلوك من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ولازالت بعض الممارسات باقية.

وحول السيناريوهات المتوقعة، قال إن منها منع حركة حماس نهائيا من ممارسة دورها في العملية الانتخابية في الضفة نتيجة ممارسات الاحتلال واستهدافاته المتكررة وهذا ما سيدفع حماس لدعم شخصيات مستقلة يمكن أن تحمل نفس توجهات وبرنامج الحركة.

والسيناريو الثاني وفق أبو زهري، هو صمود الحركة في مواجهة هذا الاستهداف وأن تصر على ممارسة حقها تحت الملاحقة والاستهداف بما هو متاح وأن لا ترضخ لتدخلات الاحتلال.

كما تحدث في السيناريو الثالث أن تلجأ حركة حماس للدخول في  قوائم مشتركة مع عدد من القوى الوطنية في الضفة في اطار التوافق وان تتجنب النزول لوحدها في الانتخابات.

التدخل رويدا رويدا

وفي نفس السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن الاحتلال يتدخل بالانتخابات بالضفة الغربية رويدًا رويدًا، لصالح جهات مختلفة منها حركة فتح، من أجل العمل على استبعاد حركة حماس من المشهد.

وأشار في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الاحتلال يستند في حملته لإمكانية فوز حركة حماس بالضفة الغربية، وقد تحصل على أصوات عالية تفوق انتخابات 2006، منبها إلى أن الاحتلال لا يرغب بتكرار هذه التجربة.

وقال إن الاحتلال يهدف من وراء ذلك لتكبيل حركة حماس ومنعها من التحرك بسهولة بالضفة الغربية، وتحريض السلطة ضد حركة حماس والعمل ضدها.

وأوضح أن الاحتلال يستبق موقف حماس من شكل مشاركتها في الانتخابات، مؤكدا أن ما يحدث لن يؤثر على حماس خصوصا مع تصريح القائد يحيى السنوار بتخريب انتخابات الاحتلال إذا خرب انتخاباتنا.

وقال إن فتح لا تفعل شيئا إزاء ذلك، وإن صمتها قد يفهم أنه رضى منها على هذه الحملة الإسرائيلية، خصوصا أنه يقوم بما لا تستطيع القيام به.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات